أغنام القمامة
أغنام القمامة


تجنبوا.. «أغنام القمامة»

آخر ساعة

الثلاثاء، 20 يوليه 2021 - 10:57 ص

 

ندى البدوى

قطعانٌ تضم عشرات الرءوس من الأغنام والماعز يقودها رعاة جوالون فى الشوارع، لتتغذى على ما يقع فى طريقها من القمامة التى تتكوّم فى المقالب العشوائية وصناديق القمامة. مشهدٌ متكرر اعتاده سكان بعض المناطق بالقاهرة الكبرى والمحافظات، قبل عيد الأضحى المُبارك الذى تزدهر بحلوله أسواق المواشي، وهو ما يحذِّر منه خبراء هيئة الخدمات البيطرية لما قد ينطوى على تناول هذه اللحوم من مخاطر وإضرار بصحة الإنسان، نظرًا لسوء تغذيتها وتعرضها لأنواع عديدة من الملوثات، داعين المواطنين لتحرى الدقة فى شراء الأضاحى من المصادر المرخصة والموثوق بها، واتباع الإرشادات التوعوية التى تصدرها الهيئة لمعايير ومظاهر سلامة الحيوان. الأمر الذى أكدت عليه دار الإفتاء بضرورة الإحسان فى اختيار الأضحية وعدم مشروعية اختيار الأضاحى التى يترتب عليها ضرر للإنسان.

يوضح الدكتور أيمن محروس رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن جودة اللحوم وكميتها تتأثر بشكل كبير بعملية التغذية وطبيعة العناصر التى يتغذى عليها الحيوان، لذا دائمًا ما نُحذر من شراء لحوم الأضاحى من الباعة المتجولين والمصادر المجهولة غير الخاضعة للرقابة، فللأسف يلجأ بعض الرعاة إلى اتباع طرق غير سليمة من أجل تعظيم الربح الصافى لهم على حساب جودة المُنتج، فيستبدل إمدادها بالأعلاف والنباتات الخضراء بالرعى العشوائى فى الشوارع ومقالب القمامة، هذه الأغنام تتعرض لكمٍ هائل من الملوثات والميكروبات التى تؤثر على سلامتها بالأساس، وبعضها بالطبع يمتد أثره للإنسان، فضلاً عن عمليات الغش فى وزن الحيوان بإمداده بكميات من الملح لزيادة تخزينه للمياه ومن ثم زيادة وزنه.

يتابع: هذه الأغنام للأسف تتسرب إلى الأسواق غير الرسمية، لذا يفضل الشراء من المزارع الموثوق بها، أو مراكز البيع التابعة لوزارة الزراعة والشوادر المخصصة للأضاحى فى المحافظات، التى تتبع الجمعيات الاستهلاكية أو تلك التى تحصل على ترخيص من الأحياء وتخضع لرقابة مديريات الطب البيطرى التى تقوم بحملات مرور عليها للتأكد من سلامة الحيوانات، وصولاً إلى مرحلة الذبح بالمجازر المخصصة. ونحن نصدر إرشادات مُبسطة للمواطنين تُمكنهم من إجراء الفحص الخارجى الظاهرى للتأكد من سلامة الحيوان قبل شرائه، منها ملاحظة نشاط الخروف وعملية اجتراره وسلامة قوامه وخلوه من العرج الواضح، وتجنب الخروف الخامل أو الراقد أو الهزيل.

يضيف: كما يجب التأكد من نعومة ملمس الصوف ونظافته وخلو الفروة من الطفيليات الخارجية، فالحيوانات التى تتغذى على القمامة دائمًا ما تكون كريهة الرائحة، غير التأكد من عدم وجود قطع بالأذن أو جرح بالجسم، وألا تكون هناك إفرازات ظاهرة من الأنف أو الفم، من الضرورى أيضًا فحص العينين بحيث تكون لامعة ونظيفة وليس بها احمرار، أو الإفرازات الصفراء التى قد تدل على التهاب الكبد. أما عن كيفية معرفة مدى امتلاء الخروف باللحم، فتتم بفحص حجم الفخذ مع الضغط على المنطقة القطنية ومحاولة الإمساك بعظام الظهر، ومعرفة مدى امتلائها باللحم بالنسبة للعظام. من المهم أيضًا الضغط على جانبى البطن، الذى يوضح ما إذا كان امتلاؤه غير طبيعى عن طريق الغش بالملح والمياه.

ويؤكد الدكتور محمد عز العرب، استشارى أمراض الجهاز الهضمى والكبد بالمعهد القومى للكبد، أن تناول لحوم الماشية التى تتغذى على المخلفات والقمامة، يمكن أن يسبب أضرارًا صحية عديدة للإنسان، لتعرض هذه المواشى للملوثات البيولوجية والكيميائية الخطرة، هناك العديد من الأمراض التى يُمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان بسبب تناول اللحوم الملوثة، التى فى بعض الأحيان لا تأخذ درجة الحرارة الكافية فى الطهي، ما يجعلها تنتقل إلى الجهاز الهضمى مسببة نزلات معوية، غير أن بعض الجراثيم يكون لديها ما يشبه غطاءً خارجيًا يجعلها تقاوم درجات الحرارة فلا تقضى عليها بصورة كلية.

ويوضح عز العرب أن ملوثات الطعام، يمكن أن يترتب عليها إصابة الإنسان بعدد من الميكروبات من بينها ميكروبات التشيجيلا والسالمونيلا، غير الطفيليات التى تأتى من بينها الدودة الكبدية "الفشيولا" والأميبا والتينيا. كما أن الملوثات الكيميائية والمعادن الثقيلة تؤثر سلبًا فى الكبد والكلى على المدى الطويل، فضررها التراكمى ينتج عنه العديد من الأمراض. ونجد أن المخلفات الصلبة، خاصة فوارغ المُعلبات تحوى كميات من هذه المعادن على رأسها الرصاص، الذى يتفاعل وتزيد خطورته أيضًا مع تعرض القمامة المكشوفة للحرارة، ما يجعل هذه المعادن تنتقل إلى الحيوانات التى تأكل المعلبات الفارغة.

ويشدِّد الدكتور خالد عمران، أمين عام لجنة الفتوى بدار الإفتاء، على وجوب تحرى الإنسان لسلامة الأضحية قبل شرائها وذبحها، فالأضحية من الشعائر والعبادات التى يتقرب بها الإنسان إلى الله، والله طيب ولا يَقبل إلا طيبًا، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإحسان فى مثل هذه العبادات وأخبرنا أن الله كتب الإحسان فى كل شيء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، كما ورد فى الحديث الشريف. فإذا أوصى طبيبًا بيطريًا مختصًا أن هذا الحيوان لا يصلح لحمه لعدم لياقته الصحية فإنه لا يجوز التضحية به.

يتابع: وهنا ننبه إلى وجوب اتباع الإرشادات الطبية البيطرية لاختيار الأضحية حتى تكون مقبولة، فالمعتبر حتى نتبين إمكانية قبول هذه الأضحية عدة أمور من أهمها صلاحية اللحم، وهذا قرره الفقهاء عبر عصور الفقه الإسلامي، وصلاحية اللحم أمر له معايير متعارف عليها فى الطب البيطري، لذلك نقول إن الإجازة البيطرية للذبيحة ومطابقتها المواصفات والمعايير التى حددها المتخصصون، واجبة اعتبارها شرعاً وتجاوزها فيه إضرار بمن سيتناول اللحوم، فقواعد الشرع الحنيف تُقرر أن الضرر يُزال وأن لا ضرر ولا ضرار.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة