نجيب‭ ‬محفوظ‭
نجيب‭ ‬محفوظ‭


دراما السيرة الذاتية.. فى حضرة الغائبين

أخبار النجوم

الثلاثاء، 20 يوليه 2021 - 12:42 م

ريزان‭ ‬العرباوى

لا‭ ‬تزال‭ ‬دراما‭السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬تثير‭ ‬شهية‭ ‬الكتاب‭ ‬والمؤلفين‭, ‬تغازل‭ ‬أفكارهم‭ ‬وأقلامهم‭ ‬لتقديمها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تنتقي‭ ‬رموزا‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬والسياسة،‭ ‬أو‭ ‬شخصيات‭ ‬تاريخة‭ ‬معروفة‭ ‬ومؤثرة‭, ‬لأسمائهم‭ ‬وقع‭ ‬خاص‭ ‬وأصداء‭ ‬في‭ ‬حضورهم‭ ‬لسيرتهم‭ ‬وحياتهم‭ ‬الثرية‭ ‬المليئة‭ ‬بالمحطات‭ ‬الإنجازات‭ ‬الهامة‭.‬

ومؤخرا‭ ‬انتشرت‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬نية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬لتقديم‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدراما‭, ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬سترى‭ ‬النور‭ ‬بالفعل؟،‭ ‬أم‭ ‬ستظل‭ ‬حبيسة‭ ‬الأدراج؟،‭ ‬وما‭ ‬الشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬لنجاح‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال؟،‭ ‬وما‭ ‬سبب‭ ‬خروج‭ ‬بعضها‭ ‬بشكل‭ ‬متواضع‭ ‬يعرضها‭ ‬للانتقاد؟‭.‬

صرح‭ ‬الكاتب‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬كمال‭ ‬أنه‭ ‬بصدد‭ ‬التحضيره‭ ‬لعمل‭ ‬درامي‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬يتناول‭ ‬حياة‭ ‬ورحلة‭ ‬الأديب‭ ‬العالمي‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬منذ‭ ‬طفولته‭ ‬حتى‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬“نوبل”‭ ‬في‭ ‬الأدب‭, ‬كما‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬كونت‭ ‬شخصيته،‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬عشقه‭ ‬لحي‭ ‬العباسية‭ ‬ودهاليز‭ ‬الحارة‭ ‬المصرية،‭ ‬والتي‭ ‬أبدع‭ ‬في‭ ‬نقلها‭ ‬عبر‭ ‬رواياته‭ ‬المختلفة‭, ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يجسد‭ ‬أحمد‭ ‬حلمي‭ ‬شخصية‭ ‬الأديب‭ ‬الراحل‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭, ‬وعن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬يقول‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬كمال‭: ‬“هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بمثابة‭ ‬حلم‭ ‬قديم‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬أحمد‭ ‬حلمي‭ ‬لتقديم‭ ‬عمل‭ ‬يتناول‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬الأديب‭ ‬الراحل‭, ‬فالفكرة‭ ‬تراودني‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬ومن‭ ‬أول‭ ‬لحظة‭ ‬وقع‭ ‬اختياري‭ ‬على‭ ‬حلمي‭ ‬لتجسيد‭ ‬الشخصية،‭ ‬وعرضت‭ ‬عليه‭ ‬الفكرة‭ ‬وتحمس‭ ‬لها‭ ‬جدا‭, ‬فهو‭ ‬ممثل‭ ‬كبير‭ ‬ومتمكن‭ ‬من‭ ‬أدواته‭, ‬لكن‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬نهائية‭ ‬لشكل‭ ‬العمل،‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬فيلما‭ ‬سينمائيا؟،‭ ‬أم‭ ‬حلقات‭ ‬صغيرة؟‭, ‬فليس‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الخطة‭ ‬إعداده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العرض‭ ‬الرمضاني”‭.‬

وتابع‭: ‬“العمل‭ ‬ليس‭ ‬بسيطا،‭ ‬بل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فترة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الإعداد‭ ‬والتحضير‭ ‬لتقديم‭ ‬عمل‭ ‬يليق‭ ‬بقيمة‭ ‬هذا‭ ‬الرمز‭, ‬فنجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬يعني‭ ‬مصر‭, ‬يعني‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية،‭ ‬وأهم‭ ‬جائزة‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬كاتب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭, ‬فسيرته‭ ‬عظيمة‭ ‬وثرية‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬الناس‭, ‬وهناك‭ ‬عدة‭ ‬زوايا‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬نتشاور‭ ‬حول‭ ‬تقديم‭ ‬زاوية‭ ‬معينة‭ ‬منها‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬نحكي‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬العظيم”‭.‬

قيد‭ ‬التنفيذ

في‭ ‬نفس‭ ‬الاطار،‭ ‬قرر‭ ‬خالد‭ ‬النبوي‭ ‬خوض‭ ‬التجربة‭ ‬وتجسيد‭ ‬شخصية‭ ‬الراحل‭ ‬العالم‭ ‬الكبير‭ ‬مصطفى‭ ‬محمود،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬وليد‭ ‬يوسف‭ ‬وإنتاج‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬العاطي‭, ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬واجه‭ ‬بعض‭ ‬العثرات‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تنفيذه‭, ‬حيث‭ ‬يعود‭ ‬مشروع‭ ‬المسلسل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬أنتشر‭ ‬البرومو‭ ‬الخاص‭ ‬بالعمل،‭ ‬وظهر‭ ‬النبوي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬متقمصا‭ ‬شخصية‭ ‬المفكر‭ ‬الراحل‭, ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يتناول‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬لمصطفى‭ ‬محمود‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬ميلاده‭ ‬وحتى‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

أيضا‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تستأنف‭ ‬التحضيرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بفيلم‭ ‬“بابا‭ ‬العرب”‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬سيرة‭ ‬البابا‭ ‬شنودة،‭ ‬ويجسد‭ ‬شخصيته‭ ‬ماجد‭ ‬الكدواني،‭ ‬وإخراج‭ ‬ساندرا‭ ‬نشأت‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬بشرى‭ ‬عن‭ ‬نيتها‭ ‬لتقديم‭ ‬شخصية‭ ‬المطربة‭ ‬داليدا‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬فني،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬التحضيرات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬توقف‭ ‬لفترة‭ ‬مؤقتة‭, ‬ويناقش‭ ‬العمل‭ ‬مشوار‭ ‬حياة‭ ‬داليدا‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬شبرا،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬“ملكة‭ ‬جمل‭ ‬مصر”‭ ‬عام‭ ‬1954،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬بـ9‭ ‬لغات‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭ ‬عن‭ ‬تجسيده‭ ‬لشخصية‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬زكي‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“الإمبراطور”‭, ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬السيناريست‭ ‬بشير‭ ‬الديك‭ ‬لتأليف‭ ‬المسلسل‭ ‬على‭ ‬اعتباره‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬المقربين‭ ‬للراحل،‭ ‬حيث‭ ‬قدما‭ ‬معا‭ ‬أفلام‭ ‬“موعد‭ ‬على‭ ‬العشاء‭, ‬ضد‭ ‬الحكومة‭, ‬طائر‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬والنمر‭ ‬الأسود”،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إعتذار‭ ‬الراحل‭ ‬وحيد‭ ‬حامد‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬العمل‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬توقف‭ ‬لحين‭ ‬إشعار‭ ‬آخر،‭ ‬وحتى‭ ‬يتم‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬ورثة‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقارير‭ ‬أفادت‭ ‬بإشتراط‭ ‬العائلة‭ ‬قراءة‭ ‬النص‭ ‬أولا‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التصوير‭.‬

رأس‭ ‬المال

فهل‭ ‬سيحين‭ ‬الوقت‭ ‬لتلك‭ ‬الأعمال‭ ‬لترى‭ ‬النور‭ ‬بالفعل‭ ‬أم‭ ‬ستظل‭ ‬مجرد‭ ‬تصريحات‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬العقبات‭ ‬ومشاكل‭ ‬الورثة‭ ‬وخوف‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬المجازفة؟‭.. ‬سؤال‭ ‬أجاب‭ ‬عليه‭ ‬المؤلف‭ ‬محمد‭ ‬الحناوي‭ ‬قائلا‭: ‬“تتعدد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬تصوير‭ ‬أعمال‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬مع‭ ‬الورثة‭ ‬إلى‭ ‬تردد‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الأبطال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العقبات‭ ‬الإنتاجية‭, ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬خوف‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬سيظل‭ ‬حائلا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬الدرامي‭ ‬بإعتبارها‭ ‬أعمال‭ ‬قد‭ ‬تفقد‭ ‬عنصر‭ ‬الجذب‭ ‬والتشويق‭  ‬المطلوب،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬تخليد‭ ‬ذكرى‭ ‬الرموز‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وجدان‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭, ‬لذلك‭ ‬أرى‭ ‬أنها‭ ‬نظرية‭ ‬إنتاجية‭ ‬خاطئة‭, ‬فلو‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬يتناول‭ ‬سيرة‭ ‬العالم‭ ‬المصري‭ ‬الراحل‭ ‬مصطفى‭ ‬محمود‭ ‬ويجسده‭ ‬خالد‭ ‬النبوي،‭ ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أنه‭ ‬سيحقق‭ ‬نجاح‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭, ‬ولضمان‭ ‬النجاح‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬محتوى‭ ‬جيد‭ ‬ومدروس‭ ‬فهو‭ ‬نمط‭ ‬درامي‭ ‬مهم‭ ‬ومطلوب‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬صناعته‭ ‬بشكل‭ ‬إحترافي‭ ‬ومصداقية‭ ‬متناهية‭ ‬فهو‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬وتأتي‭ ‬صعوبته‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬التأليف‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الحقائق‭ ‬إلى‭ ‬حدوتة‭ ‬وتطعيمها‭ ‬بالإيقاع‭ ‬الدرامي‭, ‬فهو‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬الصرف‭, ‬لأن‭ ‬كتابة‭ ‬حدوتة‭ ‬من‭ ‬خيالي‭ ‬تختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬قصة‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭, ‬لأن‭ ‬الحقائق‭ ‬جافة‭ ‬إلى‭ ‬حدا‭ ‬ما‭ ‬وليس‭ ‬بها‭ ‬الخيال‭ ‬الرحب‭ ‬الذي‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬الأنماط‭ ‬الدرامية‭ ‬الأخرى‭, ‬وأنا‭ ‬كمؤلف‭ ‬مطالب‭ ‬بتطعيم‭ ‬الحقيقة‭ ‬بكل‭ ‬أدوات‭ ‬الدراما‭ ‬دون‭ ‬إحداث‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬بالقصة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وهي‭ ‬معادلة‭ ‬صعبة‭, ‬فالكاتب‭ ‬عليه‭ ‬تحري‭ ‬الأمانة‭ ‬فيما‭ ‬يقدمه‭ ‬ومتاح‭ ‬له‭ ‬هامش‭ ‬بسيط‭ ‬جدا‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬الـ15‭ ‬أو‭ ‬20‭% ‬من‭ ‬خياله،‭ ‬دون‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الأبطال‭ ‬والأحداث‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فهذه‭ ‬النسبة‭ ‬أعتبرها‭ (‬الشطة‭ ‬والبهارات‭) ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬للنص‭ ‬الدرامي،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬زيادة،‭ ‬فالبهارات‭ ‬للتحلية‭ ‬فقط”‭.‬

دور‭ ‬تعريفى

“دراما‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬جزء‭ ‬هام‭ ‬ومؤثر‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬وأنماط‭ ‬الدراما‭ ‬العربية،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬تعريفي‭ ‬بحياة‭ ‬المشاهير‭ ‬بمختلف‭ ‬اختصاصاتهم،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الشرط‭ ‬الأهم‭ ‬لنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬مصداقيتها‭ ‬وملامستها‭ ‬لواقع‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬العمل،‭ ‬وإظهار‭ ‬جوانبها‭ ‬الإيجابية‭ ‬والسلبية”،‭ ‬هكذا‭ ‬بدأت‭ ‬الناقدة‭ ‬د‭. ‬عزة‭ ‬هيكل‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬السير‭ ‬الذاتية،‭ ‬وتابعت‭ ‬قائلة‭: ‬“يجب‭ ‬أيضا‭ ‬انتقاء‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تجسيدها،‭ ‬والأحداث‭ ‬والمواقف‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬تجذب‭ ‬المشاهد‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الإسهاب‭ ‬لسرد‭ ‬تفاصيل‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬المتلقي‭ ‬بالملل‭, ‬كذلك‭ ‬مراعاة‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬والرموز‭ ‬بصورة‭ ‬مثالية‭ ‬غير‭ ‬واقعية،‭ ‬مع‭ ‬تحري‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬الأسرار‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬منتج‭ ‬يسيء‭ ‬للشخصية‭ ‬ولحضورها‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬والإنساني،‭ ‬فنحن‭ ‬نقدم‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬وليس‭ ‬وثائقي،‭ ‬فمثلا‭ ‬عندما‭ ‬قيل‭ ‬أن‭ ‬سعاد‭ ‬حسني‭ ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭, ‬فهي‭ ‬قضية‭ ‬جدلية‭ ‬وتوظيفها‭ ‬دراميا‭ ‬غير‭ ‬مستحب،‭ ‬لأن‭ ‬الكاتب‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬ذلك،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مرجعية‭ ‬لما‭ ‬يتم‭ ‬طرحه،‭ ‬لأنها‭ ‬مسائل‭ ‬قد‭ ‬تدخل‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬مع‭ ‬الورثة،‭ ‬فيطالبوا‭ ‬بحق‭ ‬التقاضي‭ ‬ووقف‭ ‬العمل‭, ‬ولتجنب‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬مبدئية‭ ‬من‭ ‬الورثة‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمل”‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة