هل يقبل أى مصرى عودة جماهير كرة القدم إلى الملاعب وسط الجو المشحون بالغضب والتصريحات النارية خارج المستطيل الأخضر والمشاحنات والشتائم والخناقات والاعتراضات على الحكام داخل الملاعب؟ الإجابة المنطقية بالنفى. فالوسط الرياضى لم يعد يجلب لنا سوى الصداع والقرف والألفاظ السوقية ومشاهد العنف، وأقوى دليل على ذلك، ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعى من مساجلات وبذاءات بين مشجعى الأندية المختلفة. ما يزيد الطين بلة، اشتعال الأجواء بين القيادات الرياضية، بالتصريحات الخالية من أى روح رياضية، وانتشار ظاهرة روابط الأندية التى فرحنا بها فى البداية، لكن مع تحولها إلى العنف والترهيب، أصبحت مصدر إزعاج وخوف من الكبير والصغير، لدرجة أن الاباء والامهات لا يمكن أن يسمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى الملاعب - إذا ما سمح بعودة الجماهير - فى ظل استمرار سلوكيات بعض روابط الاندية على ما هى عليه من عنف وإرهاب وبغضاء.
المشهد الرياضى بات مخيفا، ولا يصب فى صالح كرة القدم فى مصر، التى تعرضت لنكسات متتالية حتى أصبح تصنيف المنتخب المصرى 55 عالميا بعد أن كان فى المرتبة التاسعة قبل بضع سنوات.
ما أرجوه اليوم، ونحن نترقب لقاء القمة بين الأهلى والزمالك، أن يصحح الوسط الرياضى مساره، بقياداته ولاعبيه وجماهيره. لأن البلد « مش ناقصة «. نأمل رؤساء أندية يتحلون بروح المسئولية الوطنية، يدركون أن الكرة رياضة، مكسبا وخسارة. وأن أى تصرف غير رياضى من أى مسئول أو لاعب تمتد تبعاته السلبية للوطن كله. نريد إبداعا فى الأداء، ورقيا فى السلوك واللسان، لأن العالم يشاهدنا. كفانا فوضى . ربما يجد الألتراس القدوة الصالحة فيعود إلى رشده. مبروك للفائز وهارد لك للخاسر.