أعرف أن الناس لا تحب لغة الارقام إلا لو كان الحال يتعلق بزيادة في المرتبات والحوافز والبدلات وهي أمور لم تعد تتكرر كثيرا وربما يختفي للأبد.
الناس لا تحب لغة الارقام التي قد تعلنها الحكومة فيما يتعلق بالصادرات أو الايرادات أو أوجه الانفاق بوجه عام.
ورغم أننا نضيق بأي حديث عن ضرورة الترشيد أو عن الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي تتعلق بالوضع الاقتصادي فإننا نطالب الحكومة بمزيد من الصراحة والشفافية والافصاح!!
تري هل نريد الصراحة بالفعل أم أننا نريد الصراحة إذا كان الأمر لا يتعلق بأي أعباء جديدة وانما يتعلق بمزايا أو حوافز أو أي تحسين يطرأ علي حياتنا!!
ولأن الاجابة معروفة فإنه من الضروري أن تتغير ثقافتنا فيما يتعلق بتراث عميق عن عدم الثقة والشك والريبة في علاقة الناس بالحكومة. ولانه لم يعد أمامنا رفاهية المزيد من الوقت الذي نضع فيه رءوسنا في الرمال فإننا مطالبون بمعرفة الحقيقة.
معرفة الداء الذي نعانيه ولكن أيضا مطالبون بمعرفة الحلول والدواء وربما المدة الزمنية التي يستغرقها العلاج.
دعونا لانضع الرءوس في الرمال لاننا بالفعل نواجه تحديات خطيرة في المجال الاقتصادي ناهيك عن المخاطر التي تواجهنا والتحديات الصعبة في اقليم مضطرب وسيشهد بكل الادلة المزيد من الاضطرابات والتدهور الذي تؤكده علي الأرض الآن الحروب والتدهور الأمني الذي تعيشه كل دول الجوار وحتي الدول التي قد يمتد أمننا القومي ليشمله.
العالم مقبل علي فترة كساد اقتصادي تأتي مواكبة لتوقف حركة الانتاج وانخفاض أو تلاشي كل مصادر دخلنا سواء من الصادرات أو الاستثمارات أو عائدات القناة أو تحويلات المصريين بالخارج أو حتي المنح والقروض والمساعدات التي كانت تقدمها بعض الدول الشقيقة لنا والتي تعاني ظروفا صعبة وقاهرة.
نريد برلمانا يعي ويدرك ما ستعلنه الحكومة في بيانها ويقوم بشرحه وتحليله للناس الذين صوتوا له لاننا بالفعل نبحر في سفينة واحدة وبحر متلاطم الامواج.
نحن نعيش بالفعل محنة قد تتطلب مزيدا من الصبر والجلد والقدرة علي التحمل.