عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

زلة لسان السياسى!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 22 يوليه 2021 - 05:47 م

رغم الترحيب الجماهيرى الواسع بقرار بوريس  جونسون  رئيس الحكومة البريطانية بإنهاء قيود كورونا الاحترازية والعودة إلى الحياة الطبيعية لدرجة إنه اطلق فى بريطانيا على اليوم الاول لتنفيذ هذا القرار يوم  الحرية ، الا ان ثمة معارضة شديدة تعرض لها رئيس  الوزراء البريطانى من دوائر عديدة فى بريطانيا ، كان فى مقدمتها الدوائر الصحية التى ترى ان التوسع البريطانى فى تلقيح البريطانيين والذى تجاوز ٣٦ مليون مواطن لم يمنع من الزيادة المطردة فى الاصابات بفيروس كورونا فى بريطانيا، وتتوقع هذه الدوائر زيادة اكبر فى الاصابات بعد إلغاء هذه الاجراءات الاحترازية والعودة إلى الحياة الطبيعية ، بلا كمامات وايضاً بلا حرص على التباعد ! 
ولذلك احتاج رئيس الحكومة البريطانية ان يحشد كل قواه وقدراته للتصدى لمعارضيه والدفاع عن قراره بالعودة إلى الحياة الطبيعية ، وهو القرار الاول من نوعه فى العالم  الذى مازال يعانى من  جائحة كورونا فى ظل التحور  الذى لا يتوقف لذلك الفيروس اللعين .. غير ان جونسون وهو يواجه معارضيه ويسعى لإقناع البريطانيين بصحة وسلامة قراره زل لسانه حينما قال للتقليل من اخطار قراره ان وفيات كورونا فى بريطانيا سيكون اغلبها بين الذين وصلوا إلى عمر الثمانين عاما !.. وهكذا حينما أراد رئيس الحكومة البريطانية ان يقلل من خطورة تداعيات قراره بالعودة إلى الحياة الطبيعية اساء إلى كبار السن فى بريطانيا ، لأنه بدا وكأنه غير حريص على حياتهم ولا يكترث ببقائهم على قيد الحياة ، بل يضحى بهم من  أجل  إعادة تحريك وتنشيط الاقتصاد البريطانى الذى اصابته الجائحة بأزمة حادة ، خاصة أنها داهمته وهو ينفصل عن الاتحاد الاوربى ! 
وزلة  لسان السياسى تختلف بالطبع عن زلة لسان الإنسان العادى ، وتداعياتها تكون عادة كبيرة وضارة بالسياسى .. فإن زلة لسان المواطن العادى يمكن احتواء تداعياتها وآثارها باعتذار شخصى وتطييب خاطر من إصابته زلة  اللسان .. وعلى العكس فإن زلة لسان  السياسى دوما تستغل من خصومه ومعارضيه ومن يتربصون به للنيل منه والاساءة له بين الناس  وإضعاف شعبيته  .. لذلك فإن الساسة عادة يلتزمون  بنصوص مكتوبة لخطاباتهم الموجهة للمواطنين ، يختارون عادة من يصيغها  لهم وتخضع للمراجعة قبل القائها ، أما الساسة الذين اعتادوا الخروج على النص المكتوب لخطبهم فإنهم عادة يبذلون جهدا خاصا لاختيار أنسب الكلمات والألفاظ ، أو كما قال الرئيس السيسى مؤخرا يزنون كلامهم بميزان الذهب ، اى بميزان شديد الدقة .. ومع ذلك فإن التاريخ حافل بوقائع زلة لسان كان آخرها ما وقع فيه رئيس الحكومة البريطانية وأغضب كبار السن فى بريطانيا ونسبتهم ليست قليلة فى بلاده !

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة