حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

مـن يـفـك لوغاريـتمـات الـطـريـق نحو الانتخابات الليبية فى ديسمبر

الأخبار

الخميس، 22 يوليه 2021 - 05:55 م

هل يتوصل الليبيون إلى حل للوغاريتمات المرحلة القادمة المهمة التي تمهد للانتخابات الليبية المحدد لها يوم 24 ديسمبر وفقاً لخارطة الطريق التي توافق عليها منتدى الحوار الوطني الليبي الذى عقد بجنيف تحت إشراف الأمم المتحدة ؟ .. الإجابة على هذا السؤال تتوقف على كثير من العوامل لعل أهمها تمسك تركيا بعدم الانسحاب من ليبيا بعد أن تحفظت على المادة الخامسة من بيان مؤتمر « برلين 2 « الفاشل حول مسار الحل السياسي فى ليبيا . وجاء تحفظ تركيا على المادة الخامسة من بيان المؤتمر حول المرتزقة والقوات الأجنبية ليزيد من هشاشة الموقف فى وقت تسعي فىه السلطة التنفىذية الجديدة لإنجاح العملية السياسية وتوحيد مؤسسات البلاد وصولاً إلى موعد إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام وذلك نقلاً عما قالته الزميلة الصحفىة المجتهدة هند السيد هاني بالأهرام يوم الإثنين 28 يونيو الماضي فى تقريرها عن الأوضاع الليبية حتي ذلك التاريخ .. 
وفى فترة لاحقة وبعد عدة أيام من الجلسات فى جنيف أشارت صحيفة الأخبار القاهرية اليومية يوم 4 يوليو الحالي أن الأمم المتحدة أعلنت إن المحادثات التي ترعاها والتي تهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات فى ليبيا فى أواخر ديسمبر المقبل فشلت فى التوصل إلى اتفاق حول الاساس الدستورى للاقتراع .. وكانت هذه النتيجة مخيبة للآمال لدرجة أن بان كويتش مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا قال فى ذلك الوقت إن مغادرة سويسرا دون قرار « ليس خياراً مطروحاً « بالنظر للإطار الزمني المتاح .. ومن جهته كرر ريتشارد نورلاند السفىر الأمريكي ومبعوثها الخاص لدي ليبيا تخوفه من بعض أعضاء الحوار الليبي فى جنيف وفى المناصب الحساسة هناك واتهمهم بمحاولة عرقلة إجراء الانتخابات فى البلاد فى ديسمبر القادم ، وقال نور لاند إن هناك العديد من الأعضاء يبدو إنهم يحاولون إدخال حبوب سامة تعرقل إجراء الانتخابات فى موعدها وهو أمر أشار إليه نور لاند عقب المحادثة التليفونية الأخيرة للرئيسين جو بايدن وعبد الفتاح السيسى عقب إيقاف إطلاق النار فى غزة .. 
وأعتقد أن اجتماع مجلس النواب الليبي الذى عقد على مدي يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين برئاسة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وتأجل إلى ما بعد عيد الأضحي المبارك للتصديق على الموازنة العامة للدولة وتحديد موازنة للجيش الليبي الذى يحمي أجزاء شاسعة من الوطن تحت قيادة المشير خليفة حفتر ، ولكن يبدو أن هناك من يرفض تخصيص موازنة للجيش ضمن الموازنة العامة رغم ما تحصل عليه ميليشيات مصراتة وطرابلس من خلف الستار .. كما أن المهمة المطلوبة فى الأيام القادمة هي تحديد القواعد والأساس الدستوري الذى ستجري عليه الانتخابات وأن تكون الانتخابات فى اختيار رئيس الدولة ومجلس النواب بشكل مباشر من الشعب ، وإنه فى غاية الأهمية أن يتم التوافق على توزيع الدوائر الانتخابية فى كل أنحاء البلاد ودعم المفوضية العليا للانتخابات لإجراء الانتخابات فى موعدها .. وأيضا اختيار المناصب السيادية والاعتماد فى ذلك على الخبرة الليبية دون الاستعانة بالمستشارين الأتراك والإنجليز فى كل مطالب البرلمان من حكومة الوحدة الوطنية وهو أمر غريب وغير مطلوب .. 
ولا شك أن توحيد المؤسسة العسكرية يمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق مطالب الشعب الليبي فى الوحدة وفرض السيادة الوطنية على الأرض الليبية .. وقد أكد محمد المنفى رئيس المجلس الرئاسي الليبي أن السلطة التنفىذية الجديدة فى طريقها لتوحيد المؤسسة العسكرية بما يحقق مصالح البلاد قبل الدخول فى الاستحقاق الانتخابي لإختيار رئيس البلاد ومجلس النواب .. 
وأعتقد أن المصلحة الوطنية تقتضي النظر بعين الاعتبار نحو دعم المؤسسات الوطنية بالصورة التي تحفظ لها قوتها وجدارتها وقدرتها على مواجهة كل الظروف .. شرط إجلاء كل ميليشيات المرتزقة والقوات الأجنبية بما فىها القوات التركية والروسية ، وهذا الأمر هو ما أكدت عليه الولايات المتحدة مؤخراً وحددت الأشياء بمسمياتها .. وهو الامر الذى يسعي اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويرغب أن يكون بصورة جماعية حتي لو نسب الأمر إلى الولايات المتحدة .. وهذا التوجه هو الذى تسعي إليه مصر وسبق وأن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر تدعم المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية وأكد أن استعادة سيادة ليبيا تبدأ بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة ..
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة