الكاتب الصحفي الكبير على آمين
الكاتب الصحفي الكبير على آمين


الكاتب الكبير علي أمين.. حين تنبأ بقيام ثورة 23 يوليو!‬

نسمة علاء

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 11:55 ص

هل يستطيع الكاتب أن يتنبأ بالمستقبل؟!، هل يستطيع أن يجلس على مكتبه اليوم يسجل ما ينتظر حدوثه في أعوام قادمة؟!، هذا بالفعل ما قام به الكاتب الصحفي الكبير على آمين منذ ما يقرب من 70 عامًا، فكيف صار ذلك؟!!.

في أواخر عام 1951 ألف على آمين كتابًا بعنوان «هكذا تحكم مصر» تحدث فيه عن مساويء الحكم وحوادث الفساد ثم ختم كتابه بفصل غريب آثار سخرية معظم الذين قرأوه، بحسب ما تم نشره في مجلة «آخر ساعة» في 23 يوليو 1959.

وفي أول مارس 1952، زار ولي العهد الأمير محمد على نجيب الهلالي باشا رئيس الوزراء في هذا الوقت وقال له أمام الدكتور زكي عبد المتعال وزير المالية آنذاك: إن كتاب على آمين ممتاز، ولكنه مع الأسف فقد عقله في الفصل الأخير وكتب كلام حشاشين!.

فهل فقد على آمين عقله فعلاً في الفصل الأخير أو أنه كان يتنبأ في الكتاب الذي نفد من السوق في أول مارس عام 1952 مما وقع في 23 يوليو 1952 وما حدث بعد ذلك بسنوات؟، لكي يتم الإجابة على هذا السؤال سوف نسرد ملخص ما جاء في هذا الفصل الذي اختار له الكاتب عنوان «البحث عن حل».

البحث عن حل

واستمرت الشكوى في البلاد وزاد السخط وتفاقم الغلاء وانتظر الناس ليلة القدر وخرجوا في الشوارع يتضرعون إلى الله أن ينقذهم وفتحت أبواب السماء، واجتمع عدد من الشبان وقرروا أن هذا الحال لا يمكن أن يدوم (حدث بالفعل)، وأن ميكروب الفساد قد تسرب إلى كل مكان وأن الوقت كاد يفوت.

واستعرضوا الأسماء التي يمكن أن تحكم، ثم اختلفوا عليها وأخيرًا وقف أحدهم وقال: إن أي شخص يستطيع أن يحكم البلاد خيرًا مما تحكم به الآن (حدث)، وقال الثاني: ولكن أين هذا "الأي شخص"، فقال الثالث: أي شخص يمر في الشارع أمام تمثال لاظوغلي سنضعه في رئاسة مجلس الوزراء.

واتفقوا على الساعة أن تكون نصف الليل، وظلوا في مكانهم حتى اقترب عقرب الدقائق من منتصف الليل ثم ذهبوا إلى تمثال لاظوغلي ووقفوا في الميدان ينتظرون.

وأقبل في تلك اللحظة رجل سكير، ووضع الشبان أيديهم على قلوبهم، هل سيحكم مصر رجل سكير؟!، ثم تعثر الرجل وسقط على الأرض قبل أن يصل إلى التمثال، وبعد ذلك أقبل ابن بلد في الأربعين من عمره ثم مر من أمام التمثال، وهكذا وقع الاختيار على رئيس وزراء مصر الجديد.

سألوه: اسمك أيه؟

فأجاب: دقدق

قالوا له: دقدق أيه.. مالكش اسم

قال: طبعا.. دقدق محمد بندق

ورفض دقدق أن يغير اسمه واستسلم الشبان للأمر الواقع وحملوه إلى رئاسة مجلس الوزراء، وتم الانقلاب في بضع دقائق وأعلنت الإذاعة أن النحاس باشا قدم استقالته واستلم دقدق المنصب، وهنأت كل الجرائد الأستاذ دقدق باشا منقذ البلاد الوحيد.

وبدأ دقدق الحكم، وفكر في حل وزارة الأوقاف (حدث)، ثم شكا له وكيل وزارة المالية من زيادة اعتمادات الموظفين فجعل التعيين في الوظائف وكذلك الترقية بالامتحان (حدث)، ومنع زيارة الموظفين في مكاتبهم صباحًا (لم يحدث).

ولاحظ أن الدولة تصرف 3 ملايين جنيه على السيارات الحكومية فألغى سيارات كبار الموظفين واشترى بهذا المبلغ أتوبيسات جديدة وألغى عربات الترام (حدث)، وأصدر قانون «من أين لك هذا» وصادر كل الثروات التي جمعت بطريقة غير مشروعة (حدث).

وغير ذلك الكثير من الأحكام والتفاصيل التي حدث بالفعل، وهناك بعض الإنجازات التي حدثت ولم يتنبأ بحدوثها الكاتب، وهناك أيضًا القليل من الأحكام التي تم ذكرها ولم تحدث على أرض الواقع.

وأنهى على آمين هذا الفصل قائلاً: وهكذا اختفى السخط، وخلت الصحف من فضائح الحكام والسرقات المحاسيب، وأصبح الناس يجلسون في المقاهي والأتوبيسات ولا يجدون فضيحة واحدة يتحدثون عنها.

شكا بعض الناس من أنهم لا يجدون ما يتحدثون عنه وشكا البعض الآخر من هذا الرخاء الممل وتلك العدالة الثقيلة الدم، وزاد التذمر في البلاد وبدأ الناس يطالبون بوجه جديد، وقامت المظاهرات تطالب بالتغيير، واستقال دقدق من رئاسة الوزارة واستدعى النحاس باشا لتأليف الوزارة من جديد (لم يحدث).

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة