وزير الاوقاف
وزير الاوقاف


وزير الأوقاف: المسلم الحقيقي هو من أسلم وجهه وأمره كله لله رب العالمين

كرم من الله السيد

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 04:38 م

 قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا .
موضحاً أن الإسلام في مفهومه العام يعني الاستسلام والخضوع والانقياد المطلق لله (عز وجل) ، فالمسلم الحقيقي هو من أسلم وجهه وأمره كله لله رب العالمين . 

اقرأ أيضاً |

حكم رد المال المستقطع لـ«الحج» عند عدم الاستفادة منه.. الإفتاء ترد

ولفت جمعة أن هناك  نقطة التقاء كبيرة بين المفهوم العام للإسلام القائم على قضية التسليم المطلق لله (عز وجل) ، وبين ما نتعلمه من الاتباع المطلق في أداء مناسك الحج ، امتثالا لقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا أيُّها النَّاسُ خذُوا عني مناسِكَكم، فإنِّي لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعدَ عامي هذا " ( أبو داود والترمذي والنسائي)  ، وحيث تبلغ قضية التسليم المطلق في حياة المسلم وعقيدته وقناعاته أوجها وذروة سنامها في مناسك وشعائر الحج.

 مشيراً الي انه منذ أن أسلم الخليل إبراهيم (عليه السلام) وجهه لله وتل ابنه للجبين: " قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (الصافات: 102-105).
وحين نادته السيدة هاجر (عليها السلام) عندما تركها وولدها إسماعيل (عليه السلام) عند البيت الحرام بوادٍ غير ذي زرع آنذاك ، ونادته يا إبراهيم : آلله أمرك بهذا ؟ فأجابها بأنه أمر الله ، فقالت وباطمئنان شديد : " إذَنْ لا يُضَيِّعُنَا " (صحيح البخاري). 

وتتوالى مناسك الحج : طوافًا ، وسعيًا ، ورميًا ، ووقوفًا بعـرفـة ، ومبيتًا بمنى ، ومزدلفة ، ونحرًا ، وحلقًا أو تقصيرًا ، مما قد تبرز بعض حكمه وأسراره ، وتخفى بعض هذه الحكم والأسرار على كثير من الخلق ، لكن يبقى معنى التسليم المطلق لله أمرًا محوريًّا ومفصليًّا في فهم حكم الحج وأسراره ومراميه.

واوضح الوزير  في كلمة له علي صفحته علي موقع التواصل الإجتماعي " الفيسبوك"أن ذلكم الحاج الذي يدرك تلك المعاني ويعيشها في الحج بروحه بحق وصدق ينبغي أن تكون هذه المعاني الإيمانية حاكمة لحركة حياته كلها ، فيعيش بكل كيانه فاهمًا أن الأمر كله لله تعالى ، حيث يقول سبحانه : " مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (فاطر: 2)، ويقول سبحانه : (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام : 17 ، 18) ، ويقول سبحانه : " قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " (الزمر: 38) ، فيعيش من يستمسك بالإيمان بالله ويحسن تفويض الأمر له - في ذل وانكسار لله ربِّ العالمين - عيشة راضية قوامها الرضا والتسليم والإيمان الراسخ الذي يمنح صاحبه القوة والصلابة في الحق وعميق الرضا بالقضاء والقدر ، فينال جزاء الشاكرين في النعماء والسراء ، وجزاء الصابرين في البأساء والضراء ، وهذا هو حال المؤمن كما حدثنا عنه نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، فقال : " عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له" (صحيح مسلم).
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة