هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

على ضفاف نهر

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 06:09 م

عشت رحلة ممتعة عبر الزمن مع كتاب «النيل.. مدن وحضارات على ضفاف نهر»  الذى جاء مختلفا عن عشرات الكتب والمؤلفات التى وضعها علماء أجلاء ومتخصصون وباحثون كثر عن نهر النيل، وتناولت كل ما يتعلق به من دراسات فنية وسياسية وجغرافية وتاريخية، فقد اهتم مؤلف الكتاب د.نزار الصياد وهو مؤرخ عمرانى مصرى، ويعمل أستاذا للعمارة والتخطيط وتاريخ المدن بجامعة كاليفورنيا، بتاريخ العمران على ضفاف نهر النيل، والتحولات الاجتماعية والثقافية حول حوض النيل عبر الحقب المختلفة، ويسلط الضوء على الشخصيات التى كان لها أدوار مهمة فى الحياة العمرانية حول النهر عبر تاريخه الطويل، فهو يروى قصة المدن التى نشأت وازدهرت، وفى بعض الأحيان اندثرت على ضفاف النيل.
كان تعبير هيرودوت الشهير بأن مصر هبة النيل من أكثر العبارات شيوعا عن مصر، ولكنها لم تكن الهدية الوحيدة للنيل، فقد أهدى العمران حول ضفافه من منابعه فى بوروندى ورواندا وإثيوبيا حتى الصحارى القاسية فى السودان ومصر، ولكن مصر كانت أقدم وأكبر حضارات العالم القديم، وبفضل استخدامها الفعال للنهر فقد جعلته معروفا لباقى العالم، ولم يكن النيل هو نفس النهر الذى نعرفه اليوم، فهو لم يتدفق دائما فى نفس الإتجاه، بل إن مجراه تغير عبر آلاف السنين وتم تحديد سبعة عشر مجرى مختلفا للنيل على مدار الألفى سنة الماضية فقط، أغلبها حدث بعد الفيضانات.
وخلال الخمسة آلاف سنة الماضية أثرت الحروب والحملات الاستعمارية والأحداث السياسية وحركة الهجرة وإنشاء السدود التى صنعها البشر على مصائر مدن النيل أكثر مما فعلت الكوارث الطبيعية، وكما سقطت العديد من المدن التى نشأت حوله فى العصور القديمة، فقد ظلت مدن أخرى قائمة مثل كمبالا بأوغندا، وجوبا بجنوب السودان، وبحر دار وجوندر بإثيوبيا، والخرطوم وأم درمان ومروى ونباتا بالسودان، كما أبقى على أسوان والأقصر والعمارنة والفيوم والقاهرة والمنصورة ودمياط ورشيد والاسكندرية فى مصر.
ولا يهتم الكتاب بتاريخ وحضارات حول نهر النيل فقط، ولكنه يخصص جزءا لاحتمالات مستقبل مدن النيل وتأثير التغير فى المناخ والاحتباس الحرارى الناتج عن الاستهلاك البشرى الذى قد يغير آفاق النيل مرة أخرى، ليظل البشر وقوى الطبيعة المتحكمين فى مصير النهر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة