الجمعة، 23 يوليه 2021 - 06:12 م

من النادر الآن.. لو دخلت سوبر ماركت أو متجراً فى أوروبا وأمريكا أن تحصل على مشترياتك فى كيس بلاستيك!!
وكثيرا ما كان يدهشنى وأنا هناك، أن أدفع نصف يورو «حوالى ٩ جنيهات»  مقابل حصولى على كيس بلاستيك مطبوع عليه اسم المحل.. كيف أدفع نقودا وهم المستفيدون من دعاية المحل الموجودة على الكيس.. فى حين أننا فى مصر يمكننا الحصول على العديد منها مجانا؟!
وظلت هذه هى قناعاتى عن الموضوع إلى أن استقبلت منذ أيام مقالة علمية مدهشة خصتنى بها الدكتورة نادية مكرم عبيد أول من أسست للعمل البيئى المؤسسى فى بلادنا وكانت أول وزيرة تخوض هذا المجال الحيوى المرتبط بكل نواحى حياتنا، أعقبتها بمكالمة تليفونية كريمة.. وكأنها كانت تقرأ أفكارى عن بعد.. لأن المقالة والمكالمة كانتا بالصدفة جرس إنذار من مخاطر «الأكياس البلاستيكية» التى أصبح العالم ينظر إليها بإعتبارها أداة للقتل، بل يعتبرونها جريمة بيئية!!
قالت إن كثيراً من أنواعها يسبب الأمراض والأورام على المدى البعيد «حتى الملون أو الشفاف منها» ، وأن خطورتها تمتد للحيوان والنبات، بل وللمياه سواء فى الوقت الحالى أو حتى بعد تحللها!!
وعن مصر أكدت  أنها من خلال موقعها الحالى كمدير تنفيذى لإحدى أهم المنظمات الدولية العاملة فى الحفاظ على البيئة، وهو مركز البيئة والتنمية «سيدارى».. تتعاون مع د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التى بدأت فى تنفيذ استراتيچية وطنية لدرء هذا الخطر البيئى تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
سألت عن حجم المشكلة فى مصر فصدمتنى الإجابة.. أن بلادنا من أكثر دول العالم استهلاكا للأكياس البلاستيكية «أكثر من مليار كيس شهريا»  فى محلات البقالة والسوبر ماركت فقط.. وفضلا عن أضرارها البيئية الخطيرة، فإنها تكلف خزينة الدولة أكثر من مليارى جنيه سنويا فى استيراد المواد الخام.. وطمأنتنى د. نادية مكرم عبيد قائلة إن مجموعة من الخبراء أعضاء باللجنة الوطنية التى شكلتها وزارة البيئة لمواجهة هذا الخطر.. تعكف حاليا لبحث عدد من السياسات والحوافز المشجعة على توفير بدائل، مع الحد من استهلاكها تدريجيا تمهيدا للتخلص منها داخل بلادنا.