محمود سالم
محمود سالم


مجرد فكرة

ملف الكهرباء

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 06:17 م

مع حرارة الجو الحارقة أصبح لدينا ما يطمئننا على عدم انقطاع التيار الكهربائى أو الدعوة لتخفيف الأحمال وهى العبارة التى كانت تلازمنا ليل نهار قبل منتصف 2014 وكان التخلص منها بمثابة الحلم .. ولأن الأمل ليس حلما بل طريقة لجعل الحلم حقيقة كان لدينا كل الآمال والثقة فى القدرة على عبور كل الأزمات وتحويل التحديات والصعاب إلى فرص لينتهى كابوس انقطاع التيار إلى الأبد، ليس هذا فقط بل تحولنا من العجز إلى الوفرة وأصبح لقطاع الكهرباء مكانة بارزة على خريطة الطاقة العالمية، فما حدث خلال السنوات السبع الماضية كان وسيظل بمثابة معجزة وقصة نجاح حقيقية أشادت بها الكثير من المؤسسات والتقارير الدولية، وكان وراء ذلك وجود رؤية ثاقبة ترى أن تأمين احتياجات الطاقة الكهربائية لمصر أمن قومى وبالفعل تم وضعها فى مقدمة الأولويات باعتبارها ركيزة التنمية . والحقيقة أن الأرقام تجسد حرفيا المقولة الشهيرة، «من رحم الأزمة تلد الهمة» وكيف تحولنا من الندرة إلى الوفرة . ولعل أبرز تلك الثمار تحسن ترتيب مصر فى مؤشر الحصول على الكهرباء لتحتل المركز 77 العام الماضى متقدمة 68 مركزا عن عام 2015 ووجود احتياطى يبلغ 25 % بجانب توصيل الكهرباء إلى ٩٩٫٩ % من القرى والمدن بالمحافظات . والأرقام تقول إن تكلفة تنفيذ مشروعات الطاقة التى دخلت الخدمة بلغت 361 مليار جنيه .. تلك الحقائق تجسد المقولة الشهيرة لوليم شكسبير « الإصرار على التفاؤل والنجاح يصنع المستحيل « والحق أننا نجحنا بامتياز فى إصلاح ملف الكهرباء وأصبح من أكثر القطاعات المضيئة بين قطاعات الاقتصاد المصرى والسركما قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى يكمن فى امتلاك الرؤية والإصرار على تحقيق الهدف . أما د. محمد شاكر وزير الكهرباء الذى استضافه مجلس الأعمال فإن صور الأقمار الصناعية التى عرضها لخصت ما يريد قوله فقد أوضحت أن الأنوار تضئ ربوع مصر بشكل مميز عن غيرها من دول أفريقيا والمنطقة العربية لكنه لم ينس القول أن ذلك تحقق من خلال رؤية أسفرت عن إنتاج 3636 ميجاوات بتكلفة مليارين و700 مليون دولار بجانب إنتاج 14 ألف ميجاوات بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية بتكلفة 6 مليارات يورو وهى أسعار لم تحدث من قبل ولن تحدث .. حدث ذلك بعدما كان هناك عجز يبلغ 6 آلاف ميجاوات بما يوازى 30 % . كما لم ينس الإشارة إلى أن مصر لن تتوقف عن إضافة المزيد من الطاقة من الرياح والشمس أو محطة الضبعة لتوفيرها للسوق المحلى وتصدير الفائض من خلال مشروعات الربط الكهربائى، وهنا قال إنه سيزور روسيا نهاية الشهر الحالى لتدشين أولى مكونات المحطة النووية . 
 كل ذلك جميل لكن الأجمل هو انخفاض أسعار الكهرباء للمواطن فى ضوء الكم الهائل والفائض من الطاقة ! 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة