انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

الأيقونة شيريهان

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 07:15 م

كأنها لم تغب كل هذه السنوات، وكأن الزمن توقف بها، فلم ينل منها، بل منحها نضجا وخبرة وزادها حضورا ووهجا وبريقا، لتطل علينا ليلة العيد فى اختيار موفق من هيئة الترفيه السعودية لتوقيت ظهورها على منصة شاهد لتضيف بهجة افتقدناها، وحضورا اشتقنا اليه، وتضع دستورا جديدا لفن الاستعراض الذى توجت بهذا العمل ملكته. 
لماذا تفاعلت شيريهان الى هذا الحد مع شخصية كوكو شانيل أسطورة الموضة فى العالم التى تبدو غريبة على مسامع العامة، بعد أن عاشت حياة حافلة بالمآسى منذ طفولتها واستطاعت أن تتخطاها وتحقق أحلامها، ثمة تقاطع بين رحلتى شانيل وشيريهان، وخط إنسانى يجمعهما رغم تباعد زمنيهما، لكن مفردات المعاناة والتحدى والإصرار والنجاح والشهرة وحدت بينهما.
فى (كوكو شانيل) تبدو شيريهان ممسكة بكل خيوط العمل من الفكرة الى شكل العرض المسرحى الى تصميم الأزياء الخاصة بها، لتنطلق وسط فريق عمل بارع تقوده شركة العدل جروب، التى أخذت على عاتقها إعادة نجمة الاستعراض الشهيرة بعد سنوات الغياب الطويلة، وفى مقدمتهم الشاعر والمؤلف الكبير مدحت العدل الذى قدم نصا فى عشرة مشاهد على مدى ساعتين من المتعة الفنية البصرية جمعت بين المسرح والسينما ،وأشعاره التى عبرت ببراعة عن المواقف الدرامية فى رحلة كوكو شانيل، وتفوقت كل عناصر العمل الفنى بشكل غير مسبوق فى تقديم صورة سينمائية مبهرة لم يعهدها المسرح من قبل قدمها مدير التصوير د.احمد المرسى الذى برع فى نقل موكب الممياوات الملكية ليفاجئ المشاهد بلقطات وزوايا تضيف بعدا آخر للفرجة خاصة مع الاستعراضات التى صممها هانى أباظة، والموسيقى الموحية لإيهاب عبدالواحد، وديكور محمد عطية المميز فى تغيير لوحاته بسلاسة ، ومونتاج لم يفلت منه إيقاع العرض لأحمد حافظ، وتصميمات ملابس ريم العدل التى عبرت عن أسطورة الموضة، ثم هذا المخرج الشاب هادى الباجورى فى تجربة جديدة مزج فيها بين السينما والمسرح الاستعراضى ونجح بجدارة فى إبداع عرض فنى جمع بين المتعة والإبهار بمقاييس عالمية.
كانت شيريهان تسعى لتقديم سيرة 13 امرأة مؤثرة فى العالم ،لكنها لم تصور سوى (كوكو شانيل) ثم توقف المشروع، وعليها وفريق العمل أن يتمسكوا باستمراره بعد هذا النجاح الاستثنائى الذى حققه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة