زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

رسالة غرام لامرأة عبر الفيسبوك

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 07:24 م

قالت «لازال صوتكِ يسكنني» بهذه العبارة فقط جاءتنى رسالة من حساب غريب عبر فيسبوك. لحظتها لم أعرف صاحبها، وظننته أحد متنطعى العالم الافتراضي، الذين يبحثون عن سيدات للتسلية البغيضة.  
ولكن بعد البلوك بيومين ساقنى الفضول لمعرفة صاحب هذا الحساب، وظننت أنه ربما يكون شخصًا أعرفه.. إذ ليس من المنطقى أن يتغزل فى صوتى شخصٌ غريب. 
وبالفعل..تصفحت حسابه، وذُهلت من صدفة القدر.. إنه خطيبى السابق! نعم هو الذى تهجى قلبى على يديه أولى مفردات العشق، وكان يحولنى بشطر مما يكتبه - من أبيات شعر- إلى طائر حالم، يطوف الكون كله فى لحظة.
كنت أختبئ فى دفء مشاعره مما يقلق فتاة فى عمري. كان ماهرًا فى العزف على وتر الإحساس، حتى جعلنى أسيرة لسحره. 
وقبل إتمام الزواج بأقل من شهر اشترطت أمى أن يشترى لى شقة فى القاهرة باسمى ـ رغم أنى ميسورة الحال ـ لكنه واجه الطلب بالرفض، واعتبر الأمر بحميته الجنوبية ابتزازًا، فتحايلت عليه بأن يفعل ذلك ترضية لرغبة أمي، على أن أكتب له عقدًا بالبيع فى نفس اللحظة، ولكنه رفض، وبالفعل تم فسخ الخطبة، ورحل هو لقريته فى الصعيد وانقطعت أخباره تمامًا قبل أكثر من 20 عامًا.
حكيت له كيف سارت بى الحياة بعده، وأذهلنى هو بتحولات غريبة حدثت بعد وفاة أبيه ومرض أمه، كنت أهاتفه خلسة حتى أستيقظ الحب القديم بداخلى كمارد عائدٍ بلوعته الأولى، وتناسينا واقعًا مؤلمًا. وبعد عودة العلاقة من جديد عشت فى صراع أطبق على عقلي، حتى جاءت لحظة  بكيت فيها نادمة، وقررت أن أقطع صلتى به تماما.
وحدث ذلك بالفعل، رغم أن الإحساس بوجود حبيب ـ حتى ولو كان فى الخاطر ـ يعود بنا إلى الحياة بعمر جديد، ولكن ما أجمل أن يُخرس الطهر بداخلك صوت هاتف كان يذكرنى بأنى امرأة خائنة كل الوقت.   

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة