الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبد الناصر وبعض ظباط الجيش المصري
الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبد الناصر وبعض ظباط الجيش المصري


23 يوليو.. ثورة خلاص مصر من ملكية فاسدة واحتلال مستبد

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 07:26 م

القضاء على الملكية، وطرد المحتل، كانا ضمن أهم المبادئ  التى قامت عليها ثورة 23 يوليو 1952، والتى كانت نقطة تحول كبيرة فى تاريخ الحياة السياسية فى مصر فى العصر الحديث.


حمل الضباط الأحرار شعلة الثورة بمقدمات سبقتها كانت محفزا رئيسيا لاندلاعها واستعادة البلاد من نظام ملكى فاسد ومحتل ابتلع ثروات البلاد وعبث بمصائر العباد.

 

ويقول د. خلف عبدالعظيم الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر - بكلية البنات - جامعة عين شمس: قامت ثورة 23 يوليو لدوافع غاية فى الأهمية على مختلف الأصعدة الإستراتيجية وقد يرى البعض أنها تمثلت فى القضاء على الملكية ولكن إذا حاولنا ترتيب هذه الأسباب سنجد القضية الأسمى والدافع الأكبر هو القضية الوطنية التى تمثلت فى طرد المحتلين وتحقيق الاستقلال التام.

 

وكانت هذه هى القضية الجوهرية وما بعدها من نقاط يأتى تباعا، ونحن نعرف أن الجهود السابقة بدءا من الثورة العرابية مرورا بمصطفى كامل والحزب الوطنى وصولا إلى ثورة 19 وما تلاها من جهود لم تنجح فى تحقيق شعارها: الاستقلال التام أو الموت الزؤام. ومن ثم كان هذا هو الهدف الأسمى لحركة الضباط الأحرار ولذا كان الدافع الرئيسى للقيام بثورتهم طرد المحتلين وتحقيق الاستقلال وخاصة مع مرارة الهزيمة فى حرب 48؛ وفشل كافة المفاوضات التى أجراها الديوان الملكى مع بريطانيا بُغية تحقيق أى تقدم صوب الجلاء، أو تحديث الأسلحة وبناء الجيش.


ناهيك عن تواطؤ حكومة الانتداب مع الصهيونية فى فلسطين؛ ثم إحكام الإنجليز القبضة على منطقة القناة ومحاولة القضاء على المقاومة الوطنية والعمليات الفدائية؛ واستخدام القوة المفرطة فى مواجهة البوليس فى معركة الإسماعيلية 25 يناير 52 وغيرها، مما أسقط وهم الاستقلال.

 

وتابع: كان الهدف التالى لتحقيق الجلاء التام؛ هو إقامة جيش وطنى قوى؛ ومن ثم كانت مصر بحاجة إلى تفكير الضباط الأحرار خارج الصندوق، وحمل رقابهم على أكفهم فداء للوطن. وفيما تضمنته أهداف الثورة مسألة القضاء على أعوان الاستعمار المسمين بالإقطاع، ولما كانت مصر لا تعرف الإقطاع بصيغته التى عرفتها أوروبا فى العصور الوسطي، فإن هؤلاء كان يُقصد بهم زواج الثروة والسلطة من كبار الملاك والرأسماليين ممن التقت مصالحهم مع سلطة الاحتلال.

 

وهو ما عبر عنه البعض بأن نسبة من  5 - 10% يمثلون كبار الملاك يمتلكون 90% من ثروة مصر، وبقية الشعب تتصارع فى فتات النسبة الضئيلة المتبقية، وهو الأمر الذى عانى منه الشعب المصرى وتسبب فى التفاوت الطبقي.

 

وخلق الفرق الشاسع بين كبار الملاك وغالبية الشعب الذى كان يعيش تحت خط الفقر، حتى ان مسألة مقاومة الحفاء ظلت من أهم الطموحات والنداءات عام 1951، إضافة إلى الفروق الطبقية فى مسألة التعليم والصحة وما إلى ذلك؛ مع ملاحظة أن بعض كبار الملاك من الوطنيين المخلصين من واءم بين ملكياتهم الخاصة وواجباتهم الوطنية الخيرية إزاء الشعب، وكان من بين هؤلاء بعض أمراء الأسرة الملكية ذاتها.

 

تغييرات أحدثتها الثورة

وأحدثت الثورة عدة تغييرات جوهرية على جميع الأصعدة يمكن تتبعها بإيجاز وخاصة النقاط الخلافية، فعلى الصعيد السياسى تم إقامة دولة مستقلة ذات حكومة جمهورية، وقد كانت مصر- وهى الأعرق تاريخا وحضارة من الدول المحتلة، حيث كانت مجرد ولاية عثمانية منذ 1517م؛ وحتى بعد تصريح 28 فبراير 1922 ودستور 1923، فقد كانت دولة ملكية ناقصة الاستقلال والسيادة.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الثورة كانت قضيتها الأساسية الاستقلال التام، ولم تكن قضيتها الملكية، بدليل أنها سمحت بانتقال العرش إلى ولى العهد ومجلس وصاية، وتم إلغاؤها بعد  نحو عام.
والشىء ذاته كان قد حدث بالنسبة للحياة الحزبية، حيث لم تنجح الأحزاب فى حل خلافاتها وتوفيق أوضاعها وأحوالها واستمرت فى تناحراتها، ومن ثم تم إلغاؤها بعد ستة أشهر فى 18 يناير 1953، قبل إلغاء الملكية وإعلان إقامة الجمهورية فى 18 يونيو 1953م.

ومع ذلك، فقد نتحفظ على ما تم فى الممارسات السياسية وضرب بعض أصحاب الفكر من بعض التيارات وخاصة من ذوى الاتجاهات اليسارية، فقد كان الوطن وقضاياه محركا ودافعا لهم، وليست لديهم أبجديات الخيانة؛ وإنما اختلاف وجهات النظر مع الثورة فى الممارسة والتطبيق.

 

الإنجازات الاقتصادية والتعليمية

وأوضح د. خلف الميرى أن  قناة السويس والسد العالى والمصانع الحربية، كانت من ثمار ثورة 23 يوليو وأكد أن تأميم شركة قناة السويس كان ضرورة قومية، وقد يقول قائل: لقد جر تأميم  القناة على مصر العدوان الثلاثي، وإن القناة كانت ستعود لمصر بعد انتهاء الامتياز عام 1968، وهو قول أراه هراء.

فلم يكن لمصر من القناة إلا أنها موضوعها الجغرافى وبعض الفتات من صافى الربح.

وسعت الشركة إلى تدويل إدارتها حتى تقطع خط الرجعة على أيلولتها لمصر.

 

السد العالى

نقطة أخرى فى بناء السد العالى، نعم كان قد تم بناء خزان أسوان فى مطلع القرن العشرين فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، ولكن إزاء الزيادة السكانية والتوسعات الاستصلاحية والزراعية وسُبل الرى وتوفير مصادر للتنمية والكهرباء؛ ودرء أخطار الفيضانات المدمرة، كنا بحاجة إلى هذا المشروع العملاق؛ الذى جنّب ومازال يُجّنب مصر ويلات الفيضانات وأخطار الجفاف.
وفضلا عن هذه التوسعات فى المصانع الحربية وتطوير ترسانة الإسكندرية، وإقامة المصانع والشركات الكبرى على مستوى الجمهورية.

وذلك التغير والتطور بعد ثورة يوليو قد لحق أيضا بالتعليم وما جسده انتشار الجامعات فى مختلف محافظات مصر؛ وإتاحة فرصة التعليم أمام مختلف فئات الشعب.

 

الشرارة الأولى

ويقول د. أحمد غباشى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة هليوبوليس: قامت ثورة 23 يوليو للقضاء على الاستعمار وأعوانه والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال، وكانت الأوضاع قبل الثورة تنذر بقيامها وكانت هناك إرهاصات بمثابة الشرارة الأولى لها.

ومنها: حادث 4 فبراير عام 1942 وفيه حاصر الإنجليز قصر الملك فاروق لإرغامه على تكليف مصطفى النحاس برئاسة مجلس الوزراء وكان هذا الحادث جرس إنذار  إذ شاهد الضباط كيف يهان الملك.

ثم كانت نقطة التحول الكبرى حرب فلسطين عام 1948 ومحاصرة الجيش المصرى فى الفالوجا، لأن ماترتب على الهزيمة فى حرب فلسطين وخاصة مقولة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز الذى قال : «ميدان الجهاد الحقيقى هو مصر» وهذه المقولة كانت السبب فى قيام تنظيم الضباط الأحرار عام 1949.

وكان حريق القاهرة سببا مباشرا فى تعلية الأحداث قبل الثورة التى كان مقررا لها أن تقوم سنة 1955 كما كتب عبد الناصر فى مذكراته: «حرقت القاهرة وحرق معها كفاحنا فى القناة لأن المصريين بدأوا عام 1951 محاربة الإنجليز فى القناة. وكان هذا سببا فى تعديل الثورة، وما أكسب ماكانت تسمى «حركة الضباط الأحرار» صفة الثورية هو الشعب».

وتابع «غباشي»:  كان من أهم نتائج الثورة القضاء على الملكية وإعلان الجمهورية واستقلال السودان عام 1955 وإنهاء الاحتلال البريطانى الذى استمر 72 عاما وتوقيع اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر 1954كما أن الثورة أحدثت حراكا ثوريا لدى كل الشعوب المستعمرة، ووضح ذلك من مبادئ الثورة التى تصلح لتحرير كل الشعوب المستعمرة فى العالم، كما ساعدت على تكوين حركة عدم الانحياز.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة