احتفال الشعب بالرئيس الراحل محمد نجيب بعد نجاح ثورة يوليو
احتفال الشعب بالرئيس الراحل محمد نجيب بعد نجاح ثورة يوليو


23 يوليو| الجيش المصري.. درع وسيف الإرادة الشعبية

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 07:29 م

 

 محمود بسيوني

ما كان يدور فى عقول المصريين من رغبة فى التخلص من الملكية والاحتلال، وعبرت عنه الحركة الوطنية فى ثورة 1919 كانت المحرك للضباط المصريين الذين انضموا للجيش المصرى عقب توقيع معاهدة 1936 ومن بينهم قادة ثورة 23 يوليو 1952 بداية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الشهيد أنور السادات بطل الحرب والسلام وزكريا محيى الدين وخالد محيى الدين وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادى وغيرهم من الضباط الأحرار الذين حملوا على عاتقهم تحقيق حلم المصريين فى التخلص من الاحتلال وتأسيس الجمهورية.

ودون الخوض فى تفاصيل تاريخية معروفة بالضرورة للجميع عن الثورة وملابساتها وصراعاتها الداخلية، نقف أمام فعل تكرر فى التاريخ المصرى عدة مرات، عنوانه استدعاء الشعب المصرى لجيشه من أجل إنفاذ إرادته أو ما يمكن ان نطلق عليه لحظة «الاستدعاء الوطنى» وفيها ينحاز أفراد الجيش لإرادة المصريين ويحققون ما يطلبونه من انهاء عهد وبدء عهد آخر، فالنسيج الواحد الرابط بين المصريين وعناصر جيشهم امر مقدس لدى الشعب وافراد الجيش .

لم تتأخر القوات المسلحة عن تلبية نداء الاستدعاء الوطني على مر العصور والتاريخ ، تلبى نداء الشعب وتحقق تطلعاته ، يسمع أصواتهم ويترجم مطالبهم ويحققها ، فالجيش المصرى ليس نخبة منفصلة عن الشعب ، بل هو جزء أصيل منه ، يعيش أفراده بين الناس ويشعرون بكل ما يجيش فى صدورهم ، ومن هنا نشأت تلك العلاقة الفريدة المبنية على شعور المصريين بقوتهم فى تحقيق المستحيل بواسطة جيشهم الوطنى ، وهو ما دفع الجيش بالتوازى للعمل على خدمة المصريين فى مجالات التنمية ويضيف على أعبائه العسكرية التقليدية أعباء اخرى من اجل حماية شعبه .

هذا الانحياز التاريخى وتلبية الاستدعاء كانت بدايته ثورة 23 يوليو ، الثورة البيضاء التى سمحت للملك الأخير بالخروج ، ولم تقترب منه كما حدث فى ثورات تاريخية اخرى ، ولذلك أيدها الشعب الذى كان يريد التخلص من الحكم الضعيف وما جلبه على الدولة المصرية من إهانات كان أخطرها حادث 4 فبراير الشهير عام 1942 وما حدث فيها من محاصرة قصر الملك بالدبابات والمدرعات لإجباره على تعيين حكومة مصطفى النحاس رئيسا للوزراء وأثر ذلك على الناس والجيش الذى شعر بالإهانة من استسلام الملك وتنفيذه لأوامر الجيش الانجليزى.

ولذلك كان الإعلان عن انتهاء الحكم الملكى وتأسيس الجمهورية وإعلان اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية مسار تأييد من المصريين وتنفيذا لأحلامهم فى التخلص من نظام الحكم الفاسد ، وإلغاء الطبقية التى جثمت على صدور المصريين لسنوات طويلة واصدار قوانين الاصلاح الزراعى والبدء فى مشروع السد العالى ثم تأميم قناة السويس الذى صنع شعبية الزعيم جمال عبد الناصر فى العالم لأنه تصدى بقوة لقوى الاستعمار القديم واستعاد حق المصريين فى القناة التى حفرها أجدادهم.

تطرح المقاربة التاريخية بين ثورة 23 يوليو وثورة 30 يونيو مشتركات عديدة بين الثورتين أهمها: استجابة الجيش للاستدعاء الوطنى والانحياز للارادة الشعبية وتنفيذ طلبات الشعب وتحويل مجرى التاريخ من عهد إلى عهد ، فقد حولت ثورة 23 يوليو مجرى التاريخ وأنهت الملكية ودعمت حركات التحرر الوطنى فى الدول العربية وافريقيا فكانت نقطة تحول كبيرة فى تاريخ المنطقة والعالم

وعلى نفس الدرجة من الأهمية تأتى ثورة 30 يونيو فكانت نقطة تحول جديدة فى تاريخ مصر من جمهورية الخوف والإرهاب والتبعية الخارجية فى عهد الإخوان الى الجمهورية الجديدة التى يؤسس لها الرئيس عبد الفتاح السيسى وتقوم على الاهتمام بالإنسان المصرى وامتلاك الدولة المصرية للقدرة العسكرية والاقتصادية وتقديم الدعم للأشقاء العرب والأفارقة عبر سياسة خارجية تقوم على تقاسم أرباح التعاون .

وكما تحولت 23 يوليو الى أيقونة ثورات التحرر الوطنى فى العالم اصبحت ثورة 30 يونيو بفضل الجيش المصرى والتفاف الشعب المصرى حوله الى أيقونة الدول النامية التى تكافح العوز بكفاءة ولديها إصرار على النمو والتقدم عبر إستراتيجية تنمية مستدامة قائمة على العمل المستمر وتوفير جودة الحياة للجميع عبر مشروعات قومية كبرى مثل «حياة كريمة» والتى حققت حلم المصريين فى تغيير واقعهم الى الافضل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة