المستشار حسن اسماعيل
المستشار حسن اسماعيل


الطلاق مكافأة نهاية الخدمة

أخبار اليوم

الجمعة، 23 يوليه 2021 - 09:43 م

دينا صبري

"وفاء" زوجة رائعة بمعنى الكلمة، اتصفت من اسمها بالوفاء والحب لزوجها الستينى محمود،اهتمت بشئون أسرتها وسقت ابنيها الحنان الذى طالما بحثا عنه وجف مصدره لدى أبيهما لشدة عصبيته.

ارتبط ابناها بها كثيرا نظرا لانشغال الأب بعمله وحين عودته للمنزل مساء كان يصب جام غضب وتعب اليوم على ابنيه، ولكن استطاعت وفاء بطيبتها المعهودة امتصاص غضبه وأصبحت طاقة حب يشع فى المنزل التعيس.

استمر حال الأسره حتى كبر الابنان وتخرجا من الجامعة وتزوجا وفرغت حياة الأبوين،وعاد محمود إلى عصبيته وزادت شكواه من زوجته،فدبت الخلافات بين الزوجين،لم تتحمل وفاء أسلوبه فقد استهلكت طاقتها فى المشاحنات اليومية وتركت له المنزل وغضبت لدى أحد أبنائها.

حاول ابنها الصلح بين أبويه ولكنه كان يعى أن أمه قد طفح الكيل بها وعانت من ضغط عصبى فوق طاقتها خلال فترة زواجهما،هدد محمود زوجته بالطلاق للعودة للمنزل فى الحال ولأنها رفضت طلقها فى اليوم التالي، شعرت وفاء بالحزن الشديد وتحملت الوضع القائم.

وبعد أشهر قليلة ذهب محمود لزوجته واتفقا على الصلح وقدم لها هدية ذهبية وتزوجا بعقد جديد، وبعد أيام زادت شكوكها بمكالمات زوجها الليلية الغامضة فاسترقت السمع لمكالمة هاتفية بين زوجها وسيدة أخرى اتفق معها علي موعد للقائها.

كتمت وفاء الدموع بعينيها وثارت بوجهه كالبركان، انتظرها محمود لتكمل حديثها وبكل برود فجر المفاجأة التى قلبت حياة الزوجين رأسا على عقب أنه تزوج من فتاة عشرينية أصغر من سن ابنيه منذ عام وهى على وشك ولادة طفل يحمل اسمه.

 لم تتحمل وفاء كلمات زوجها التى نزلت على قلبها كالسهام وبدت كالطير الجريح لحظات لتسقط على الأرض مغشيا عليها،استطاع زوجها إفاقتها،بدت مذهوله تتساقط الدموع من عينيها دون حديث، برر لها محمود زواجه الثانى بأنه افتقد إلى الحب الذى منحته له الفتاة الجميلة صغيرة السن.

 تفهمت وفاء الأمر وأقنعت نفسها بأنها نزوة ستنتهى قريبا ووعدها محمود بأنه سيطلقها بمجرد وضع جنينها لأنها بحالة خطرة،صدقت وفاء وعده الزائف حتى فوجئت أنه أرسل لها بعد أيام من رؤية ابنه ورقة طلاقها.

تلقت وفاء الطعنات المتتالية من زوجها، وبكل صبر وقفت على قدميها وفاقت من صدمتها واعتنى بها ابناها وحرضا أمهما على اقتناص حقوقها الشرعية من أبيهما المتصابى وتوجها بصحبة أمهما إلى محكمة الأسرة وأقامت دعوى ضد مطلقها تطالبه بنفقة زوجية فقضت المحكمة بحصولها على مبلغ ألف جنيه من معاش زوجها.

بعدها أقام مطلقها دعوى طالب بإيقاف نفقتها الزوجية لأنه على المعاش وقدم عقد الزواج الحديث.

أقامت بعدها المطلقة دعوى فرعية لطلب نفقة عدة ومتعة بحدها الأقصى لأنه طلقها غيابيا بدون رضاها، رفضت محكمة أول درجة الدعوى الأصلية بإبطال النفقة الزوجية بأنواعها للمدعى عليها وفى الدعوى الفرعية بفرض نفقة عدة مبلغ ألف جنيه لمدة 3 أشهر وأن يؤدى لها مبلغ 24ألف جنيه متعة عن مدة سنتى الزواج المثبت بالعقد الحديث.

قدمت المدعى عليها استئنافا على الحكم الصادر لزيادة مبلغ النفقة وقدمت مايثبت عقد الزواج القديم ومثبت به مدة الزواج 45 عاما.

قدم المدعى استئنافا على الدعوى الفرعية وطلب الغاءه ورفض الدعوى لعدم استحقاق مطلقته المتعة لأنه طلقها برضاها وأنه سبق أن طلقها لكثرة الخلافات بينهما.

أحالت المحكمة الاستئنافين للتحقيق لإثبات سبب الطلاق وقدم الطرفان شهودا على الواقعة، راعت المحكمة حال المطلق يسرا أو عسرا وقضت محكمة استئناف أسرة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار حسن إسماعيل وعضوية المستشارين محمود نور الدين ورأفت أحمد عبد الإله وأمانة سر خالد عبد الغفار بحصول المدعى عليها مبلغ 60 ألف جنيه نفقة متعة بحدها الأقصى 5 سنوات.

وناشد المستشار رئيس المحكمة المشرع أن يكفل للمطلقات غيابيا بدون رضاهن أو بسبب من قبلهن الحق فى الحياة الكريمة بعد عشرات السنين من الزواج وفى سن لاتسمح لهن بالعمل أو الكسب،وينبغى وضع نظام قانونى يلزم كل من يرغب بالزواج كفالة مثل هذه الحالات تطبيقا لمبدأ التكافل لاجتماعى بما لايخل بالشرع أو الدستور أو القانون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة