يبدو أن وزير العدل وقع أسيراً للاضواء التي لازمته، منذ كان علي رأس نادي القضاة في فترة مأزومة من تاريخ مصر، اشتبك خلالها مع أطراف وجهات عدة، ولم يكن يمضي يوم دون ان يلقي تصريحاً مثيرا للجدل، تتوالي ردود أفعاله، وما يلبث ان يردف التصريح الأول بآخر، وهكذا كان سيل تصريحاته لاينتهي .
المفترض ان مكانته كوزير للعدل، جاء في أعقاب أزمة سلفه بسبب تصريح دفع ثمنه فقدان كرسي الوزارة، أن يعي المستشار الزند الدرس، وأن يقدر أثر أي كلمة تُنسب إليه، غير أن الطبع غلاب، فالزند الوزير كسابق عهده يهوي اطلاق التصريحات المثيرة، بينما المتصور ان أچندته متخمة بالعديد من المشاكل والقضايا التي تحتاج لتفرغ، وتتطلب يوما من ٤٨ ساعة، ربما تسعفه لمواجهة ما ينتظره منه المتقاضون والقضاة علي السواء.
قبل أيام قال الزند للصحفيين : انسوا المشروع الذي بذلتم فيه جهدا استمر ١٨ شهراً، لأن رجالي قاموا بالواجب نيابة عنكم ، والمشروع الذي سوف تناقشه الحكومة هو ما أعده المسئولون عن التشريع في وزارتي .
وما لبث أن اشتبك في معركة أخري مع مجلس الدولة بتدخله في صلاحياته مما يعد اخلالا باستقلال أحدي اذرع العدالة.
وبين الحدثين أمور كثيرة منها مثلا ربطه استقالته باعدام مرسي والذين معه, وحكاية استقالة القاضي الشاب الذي يشكو ظلم الوزير، وقبلها وصفه توريث أبناء القضاة بالزحف المقدس و.. و.. وماذا تريد بالضبط ياسيادة المستشار؟ أليس الأجدي الصمت والتريث، ومزيدا من العمل لاصلاح أمور القضاء؟