حسام محمود  فهمى
حسام محمود فهمى


شجون جامعية

جودة اللاجودة

الأخبار

السبت، 24 يوليه 2021 - 07:45 م

 

حسام محمود  فهمى

الجودةُ هى مقياسٌ للتميزِ أو هى حالةُ الخلو من العيوبِ والنواقصِ والتبايُناتِ الكبيرة. الجودةُ فى التعليمِ تستهدفُ الاِرتقاءَ بالعمليةِ التعليميةِ وتحقيقِ نقلةٍ نوعيةٍ بتطبيقِ حزمةٍ من الإجراءاتِ والأنظمةِ التعليميةِ تُؤدى إلى تحسينِ مستوياتِ الطلابِ بما يجعلُهم متمكنين من أدواتِهم ومعلوماتِهم ومفيدين فيما بعد للدولةِ والمجتمع. وتقومُ الجودةُ على زيادةِ الثقةِ بين أفرادِ المؤسسةِ الواحدةِ بإزالةِ مصادر ِالتوتراتِ وبخلقِ مَناخِ عملٍ مناسبٍ، تفاديًا لإحداثِ عَداءٍ بين الأفرادِ والإدارةِ وبين الأفرادِ وبعضهمِ.
أما الجودةُ المُدعاة فهى الضغطُ على أعضاءِ هيئةِ التدريسِ بالجامعاتِ للإقرارِ بأن اللوائحُ التى تُطبقُ بلا مُلاءمةٍ مثل الساعاتِ المعتمدة، هو الإقرارُ بإجراءِ تجاربٍ معمليةٍ بلامعاملٍ حقيقيةٍ، هو التأكيدُ بأن المحاضراتِ الإلكترونية تمَت على مايرام مع أنها مدفوعةٌ من جيبِ أعضاءِ هيئةِ التدريس، أما إذا كانت المحاضراتُ فى المدرجاتِ فإنها أُعطيت على أكملِ وجهٍ بالرغمِ من سوءِ حالةِ المدرجاتِ والميكروفونات والشبابيك.
‏جودةٌ  لا تليقُ بجامعةٍ ولا باحترامٍ واجبٍ لأعضاءِ هيئةِ التدريس. اِفعلْ كذا وكذا وكذا وإلا سَيُخصمُ كذا وكذا وكذا؛ اِستغلالٌ مُسئ لأحوالِهم الماديةِ المُترديةِ حتى يُقِروا فى الاستماراتِ بأن العمليةَ التعليميةَ ولا أروع. تخويفُ أعضاءِ هيئةِ التدريس وتشجيعُ الطلابِ على التنمرِ عليهم من أهمِ أركان هذه الجودة. يُعاملون فى جامعاتِهم وكأنهم مُجَردُ أُجَراءٍ، لا أصحابُ علمٍ وفكرٍ ورأي؛ الأغربُ أن الجامعاتِ ترجوهم لرفعِ أبحاثِهم العالميةِ على بواباتِها لتحسين مكانتِها العالميةِ،  أما تنمرُ الطلابِ فاِمتدَ على مواقعِ التواصلِ.  
قسمَت الجودةُ الكاذبةُ المجتمعَ الجامعى إلى أقليةٍ من «جَودويين» فاهمين فى كل شئ وأكثريةٍ من «لا جودويين» لابدَ من تأديبِهم! آآه وآآه، البلايا تُفرِزُ مصطلحاتِها. أجواءٌ يستحيلُ أن ينتجَ عنها بحثٌ علمى حقيقى وتعليمٌ جاد؛ لا تلائمُ إلا البعضَ من المتقلبين على كل الوجوه الذين يجيدون استيفاءَ ملفاتِ الجودةِ بلا تعليمٍ ولا غيرِه.  
اِختفى من رَوَجوا منذ خمسة عشر عاما للجودةِ باعتبارِها مفتاح بقائهم، ومازالَ التعليمُ بلا جودة.. من أين ميزانياتُ هذه الجودةِ وعلى من تُنفقُ ومن يُحاسِبُ ويُراجِعُ؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة