لا نملك سوي الشكر لوزارة الثقافة لاختيارها عنوانا للمعرض معبرا عن الحال المائل «الثقافة في المواجهة» خاصة أنه يأتي في ذيل أحكام بالسجن ضد اثنين من مفكرينا ليس لجريمة سرقة تكتوك أو اغتصاب قاصر أو للانضمام لجماعة محظورة إنما بسبب آرائهما.. وبالمناسبة يندر أن تجد مفكرا أو مثقفا مصريا قضي نحبه أو ينتظر وليس ضده العديد من القضايا بسبب آرائه التي تؤول غالبا بأنها تشيع الفاحشة أو تنكر ما هو معلوم بالضرورة مع أن الحياة تعلمنا كل يوم بأنه لا شيء معلوماً بالضرورة..!
واتساقا مع الجو العام لا نجد في فعاليات المعرض محورا يتعرض للقضايا التي ترفع ضد المثقفين مثل قضايا ازدراء الأديان أو تكدير السلم العام أو إشاعة الفاحشة أو ما كان يسمي بالحسبة ربما تتضامن وزارة الثقافة مع الأحكام ضد المفكرين والمثقفين وتري أنهم حسنو النية وصدقوا حكاية تطوير الخطاب فحق عليهم القول وهذا حقها مادامت سلطة وفي بلادنا السلطة مثل الزبون دائما علي حق.
لكن ما ألحظه أن الأحكام ضد أصحاب القلم أسرع من أحكام حاملي السلاح لهدم أركان الدولة حتي من قامت ضدهم ثورة يناير مازالت قضاياهم محل أخذ ورد.. ناهيك عن حملات التجريس التي تتعرض لها الثقافة حتي داخل معرض الكتاب.. والدليل أن المعرض الذي يدعي أنه معرض للفكر والثقافة تجد أكثر من 90% من مبيعاته للفكر الديني فقط، رغم كل إغراءات التخفيض بالشراء ببطاقة التموين.. كيف يتصور السادة المثقفون أننا سنخلع أفكارنا التي توارثناها وشربناها.. ربما أنتم الآن مقتنعون أنكم أصبحتم عبرة لكل من يحاول تطوير أو تجديد تراثنا..!
لماذا لا تكونون مثل وزارة التعليم والأوقاف أرباب تصريحات عن التطوير والتجديد وربك علام الغيوب ودمتم، بدلا من أن تكونوا بآرائكم أرباب سجون ولستم أرباب ثقافة.