علاء عبد الهادى [email protected]
كثير من الأدب
معرض الكتاب .. دورة استثنائية
الإثنين، 26 يوليه 2021 - 11:20 ص
المؤكد أن حرص الحكومة على تنظيم معرض القاهرة الدولى للكتاب، وترحيل موعده استثناء الى 30 يونيو، وعدم الأخذ بالحل الأسهل الذى اتخذته أغلب دول العالم بإلغاء معارضها الدولية ، بما فيها معارض الكتب، يصب إيجاباً فى صالح سمعة الدولة المصرية، ويعزز من سمعة جاهزيتها لتنظيم كل الفعاليات والأنشطة، مع اتباع كافة الإجراءات الإحترازية، ويؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا أمام دولة مؤهلة وقادرة على استقبال السياحة العالمية بصورة آمنة.
ولكن نحن كنا أمام دورة استثنائية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى كل شىء، سواء فى توقيت انعقاده الصيفى، حيث الحرارة تتجاوزر الأربعين درجة مئوية، وليس الشتوى المعتدل كما اعتدنا فى يناير من كل عام ، أو فى تماس موعد تنظيمه مع مواعيد الامتحانات، حيث لازالت امتحانات الثانوية العامة التى تحبس ملايين الأسر، وليس الطلاب فقط، فى البيوت، كما أن غياب العرب عن معرض القاهرة، وقبل هذا وذاك، اتباع اسلوب الدخول الذى اعتمد على الحجز عن طريق المنصة الألكترونية، لتقييد عدد الزوار والتحكم فيهم..
كل هذه الأمور مجتمعة اضافة الى مخاوف كورونا، والغاء النشاط الثقافى، وقصر بعضه على الأونلاين، أدت الى إحجام الآلاف عن زيارة المعرض، ومن زار خفف، ومن زار اشترى أقل القليل، وهناك من زار للفسحة والتقاط الصور التذكارية، هناك تداخل فى عدة مواسم انعكست سلباً فى المخصص لإقتناء الكتب: موسم المصايف، ودخول العيد، ومواسم الإمتحانات..واذا تحدثت مع أى ناشر ستجده يشتكى، بانه قد لا يستطيع استرداد مصاريف الإشتراك، ورغم الإجراءات التى قامت بها وزيرة الثقافة، برفع عدد الزوار والسماح بحفلات التوقيع فى المنطقة المفتوحة بقيت الأرقام، رغم زيادتها أقل من نصف المعتاد، أغلب الناشرين يتحدثون عن مبيعات تحت سقف الـ 50% مقارنة بمبيعات الأعوام الماضية .
لا أكتب هذا الكلام لكى أنال من سمعة معرض القاهرة الدولى للكتاب، ولا لكى اقلل من الجهد الكبير الذى بذل فى اعداده والخروج به للنور بدلا من إلغائه، ولكن أكتب لما هو أهم، وهو أن تقول الدولة كلمتها بحماية صناعة النشر فى مصر، لسنا أقل من دول مجاورة، لابد ان تعترف الحكومة بداية بالنشر كصناعة، وتحميها فى زمن كورونا تماما كما حمت صناعات أخرى، وصناعة النشر ليست أقل منها أهمية وخطورة ، خاصة انها إحدى ركائز قوة مصر الناعمة.
لماذا لا تقدم الحكومة على تخفيض إيجار من جازف واشترك فى المعرض وسدد الإشتراكات ؟
أفضل دار نشر لن تحقق مبيعات تتجاوز ٥٠% على أقصى تقدير من مبيعات المعرض الماضى، لماذا لا تعفى الحكومة الناشرين من نسبة 30 الى 40%، لا تردها لهم، ولكن على الأقل تعتبرها مقدم حجز لمعرض يناير المقبل .. عدة ملايين لن تفرق مع الحكومة، ولكنها تفرق مع صناعة تتعرض لمخاطر جمة .. أنا على ثقة ان الأمر ليس بهذه الصعوبة وادعو الوزيرة الفنانة د. إيناس عبد الدايم الى رفع صوت اتحادى الناشرين المصريين والعرب الى رئيس الوزراء لاعفاء الناشرين من ثلث قيمة الإشتراك، وتعتبرها مقدمات اشتراك للدورة المقبلة .. الملايين التى ستعفى منها الحكومة الناشرين، ستعود إليها عشرات الأضعاف، باحياء صناعة النشر، بدلا من ان تلفظ انفاسها.
>> ما سبق كتبته قبل قرار وزيرة الثقافة بتخفيض إيجاراات دور النشر بنسبة ٢٠٪ ورغم صغر النسبة إلا أنها مؤشر طيب ويمثل بارقة أمل لاستمرار صناعة النشر وعدم تعثرها.
المصدر : جريدة أخبار الادب