باحثة تحصل على الأستاذية بسرقة «ماجستير»!
مسلسل السرقات الجامعية مستمر
باحثة تحصل على الأستاذية بسرقة «ماجستير»!
الإثنين، 26 يوليه 2021 - 11:41 ص
كتبت :منى نور
فعل يفتقد الأمانة العلمية، وهو صورة لخداع المجتمع الجامعى، وخداع مَن تم سرقة جهده وبحثه الذى استمر سنوات
الصدفة وحدها هى التى قادت أحد الباحثين لاكتشاف سرقة تعرض لها منذ تسع سنوات، وهو لا يدرى.. هذا ما قاله الباحث د. محمود عبدالله عبدالحفيظ لـاأخبار الأدبب موضحاً أنه يوم 5 يونيو الماضى، فكرت فى طباعة رسالة الماجستير الخاصة بى، وهى عن (مستويات البناء الشعرى عند فوزى عيسى.. دراسة فى بلاغة النص)، وحصلت على الدرجة فى 17/2/2011.
ونظراً لبُعد المسافة الزمنية بين حصولى على درجة الماجستير فى 2011، وزمن قرارى بطباعتها فى كتاب عام 2021، كان لزاماً علىّ أن أبحث فيما شهدته تلك الفترة من إسهامات لآخرين فى هذا البحث، ووسيلتنا جميعاً هى اللجوء إلى شبكة الإنترنت، فإذا بى أجدد راسة بعنوان (التدبيج فى شعر فوزى عيسى.. دراسة بلاغية ونقدية)، حصلت عنها صاحبتها على درجة الأستاذية من لجنة الترقى.، وهى منشورة فى إحدى الحوليات الصادرة فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات (جامعة الأزهر بالإسكندرية) المجلد الأول من العدد الثامن والعشرين عام 2012.
عندما قرأت العنوان، سعدت لوجود دراسات أخرى فى هذا الموضوع، لكن سرعان ما تبدل الحال، من السعادة إلى الذهول الذى أصابنى من اطلاعى على المقدمة، لم أجد أفكارى فقط، ولكنى وجدت أسلوبى نقل حرفى من رسالتى حتى الهوامش!!
وللتأكد مما قاله الباحث، بين أيدينا الوثائق الخاصة بالدراسة التى قدمتها الأستاذة الجامعية، ونسخة من رسالة الماجستير الخاصة بالباحث والتى تم السطو عليها، بفعل يفتقد الأمانة العلمية، وهو صورة لخداع المجتمع الجامعى، وخداع مَن تم سرقة جهده وبحثه الذى استمر سنوات، وزيادة فى التوثيق لدينا اسم الأستاذة الجامعية (الرباعى) واسم الكلية التى على قمتها، واسم الجامعة واسم الدولة الشقيقة التى تعمل بها.
وقد تطلب الأمر عمل مقارنة دقيقة للوقوف على نقاط السرقة ليس برقم الصفحات، بل بالأسطر، وهذا ما توصلنا إليه.
جاءت المقدمة فى رسالة الماجستير فى عشر صفحات، بدأ السطو من الصفحة الخامسة، حيث سطت الأستاذة على تسعة سطور بداية من (عرف الشعر العربى على امتداد مسيرته حركات تجديدية متنوعة ..) وأخذت من الصفحة السادسة سطر ونصف، وجاءت الصفحة السابعة بعنوان مادة البحث، حيث نقلت منها أربعة أسطر، بداية من (أما عن مادة البحث فهى تتكون من خمسة دواوين...).
وفى الجزء الخاص بالتمهيد فى رسالة الماجستير، والذى جاء فى الصفحات من ص11 إلى 18، بدأ النقل بداية من ص12 من فقرة بعنوان (النشأة)، وكانت البداية من قوله (ولد الشاعر فوزى سعد محمد عيسى....)، وتم الصفحة آل 13 عدا أربعة أسطر ونصف، والصفحة الـ14 تم النقل من أول كلمة (البيئة الريفية...)، أما الصفحة الـ15، فتم نقل خمسة أسطر بداية من (البيئة الحضارية...)، وفى الصفحة الـ16، بدأ النقل من نهاية السطر الثانى من (حيث جعل البحر رمزاً لعالمه الجميل...) فضلاً عن نقل الشاهد من شعر د.فوزى، ونقلت الصفحة الـ17 كلها عدا سبعة أسطر، كما أخذت من الصفحة الـ18 ستة أسطر.
جاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث د. محمود عبدالله فى خمسة فصول، وبالمقارنة، بدأت السرقة من الفصل الرابع وهو بعنوان (الوسائل التعبيرية فى شعر فوزى عيسى)من صفحة 242 حتى صفحة 334.
وكانت بداية النقل فى المبحث الأخير من الفصل وهو بعنوان (شعرية الألوان عند فوزى عيسى) من ص315 حتى ص328، وبدأ النقل من السطر العاشر من ص315 (ومن هنا، فإن وقوفنا أمام الدلالات اللونية...)، وفى صفحة 316، قام الباحث المالك الأصيل للبحث بعمل إحصاء، قامت الأستاذة بنقل نتائج الإحصاء اللونى، بداية من عبارة (ويشير الإحصاء إلى أن الصدارة باللون الأسود...)، وقامت بالنقل الكامل للصفحات 317، 318، 319، 320، 321.. أما صفحة 322 فقد نقلتها عدا خمسة أسطر فى نهاية الصفحة، ونقلت الصفحات 323، 324، 325، 326، كلها كاملة، وفى صفحة 27 بدأ النقل من أول الصفحة، وتركت الستة أسطر الأخيرة، ونقلت من ص328، بدأت النقل من آخر الصفحة، بداية من قوله (وعلى هذا النحو استطاعت الصور اللونية أن تؤدى دوراً فاعلاً...).
وعندما تعرضنا للمقارنة بين رسالة الماجستير الخاصة بالباحث، والدراسة التى قدمتها الأستاذة للترقية، ووصلنا إلى نهاية البحث أى إلى الخلاصة، أى الجديد الذى توصل إليه الباحث ليستحق درجة الماجستير، وأعنى بها النتائج، وقد وجدناها واحد وثلاثين نتيجة، نقلتها الأستاذة نقلاً حرفياً بداية من أول نتيجة حتى النتيجة رقم 13، ولم تكتف بذلك بل إنها واصلت النقل من النتيجة 16 والنتيجة 25.
ولفت الباحث أنه سوف يلجأ إلى القضاء، لإثبات الحق، ووقف هذا المسلسل سىء السمعة، رغم معرفته أنه إذا لم يتم الطعن على ما تم من سطو خلال ستين يوماً من تاريخه، تصبح الدراسة المطعون عليها سارية !
وبعد أن يقول القضاء كلمته لابد من مساءلة لجنة الترقى التى لم تنتبه الى هذا السطو الفاضح،كما يجب مساءلة لجنة التحرير التى وافقت على نشر هذه الدراسة المسروقة
د. محمود عبدالله عبد الحفيظ، تخرج فى كلية دار العلوم ،جامعة الفيوم، وحاصل على درجة الماجستير ب موضوع السرقةب ، كما حصل على درجة الدكتوراة فى تقنيات الحلم فى الشعر العربى المعاصر عام ٢٠١٤ جامعة المنيا.
المصدر : جريدة أخبار الادب
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة