ياواهب الخلد للزمان
ياواهب الخلد للزمان


ياواهب الخلد للزمان

أخبار الأدب

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 01:49 م

كتب : علاء عبد الهادي 

هل‭ ‬جاء‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬نقدم‭ ‬فيه‭ ‬مبررات‭ ‬حبنا‭ ‬للنيل،‭ ‬وأنه‭ ‬لولاه‭ ‬ماكنا،‭ ‬وأنه‭ ‬لولاه‭ ‬ماصنع‭ ‬الفراعنة‭ ‬أعظم‭ ‬حضارة‭ ‬عرفتها‭ ‬الإنسانية؟

وأنه‭ ‬لولاه‭ ‬ما‭ ‬تعلمت‭ ‬الإنسانية‭ ‬الزراعة،‭ ‬ولا‭ ‬استأنس‭ ‬على‭ ‬ضفافه‭ ‬الحيوانات،‭ ‬ولا‭ ‬استقر‭ ‬على‭ ‬جنبات‭ ‬الوادى‭ ‬أجدادنا‭ ‬يبنون‭ ‬ويصنعون‭ ‬حضارة،‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬الدنيا‭.‬

هل‭ ‬نحن‭ ‬مطالبون‭ ‬الآن‭ ‬بتقديم‭ ‬كشف‭ ‬حساب‭ ‬يثبت‭ ‬حقنا‭ ‬فى‭ ‬مياه‭ ‬النيل؟‭ ‬

لو‭ ‬سمعهم‭ ‬الإله‭ ‬حابى‭ ‬إله‭ ‬النيل‭ ‬عند‭ ‬الفراعنة‭ - ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬آلاف‭ ‬عام‭- ‬لأرسل‭ ‬لعناته‭ ‬عليهم‭.‬

كشف‭ ‬الحساب‭ ‬الذى‭ ‬نقدمه‭  ‬موقع‭ ‬بخراطيش‭ ‬الفراعنة‭ ‬العظام،‭ ‬من‭ ‬عصور‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الأسرات،‭ ‬ومرورا‭ ‬بالعصور‭ ‬اليونانية‭ ‬الرومانية،‭ ‬والعصور‭ ‬القبطية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وحتى‭ ‬الفترة‭ ‬العلوية‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭.. ‬شهوده‭ ‬كل‭ ‬مؤرخ‭ ‬وطئت‭ ‬قدماه‭ ‬أرض‭ ‬مصر،‭ ‬وتجول‭ ‬فى‭ ‬أراضيها‭ ‬وفيافيها‭ ‬المقدسة‭.‬

هيرودوت‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬النيل‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬جبل‭ ‬الفضة‭) ‬ياتبر‭ ‬سايل‭ ‬بين‭ ‬شطين‭ ‬يا‭ ‬حلو‭ ‬يا‭ ‬اسمر‭(

والمعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬اليهودية‭ ‬والمسيحية‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬الجنة‭.‬

قدسه‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬وقدم‭ ‬له‭ ‬القرابين،‭ ‬حتى‭ ‬يستمر‭ ‬فى‭ ‬عطائه‭ ‬وهابا‭ ‬الحياة‭ ‬للمصريين،‭ ‬فلا‭ ‬يغضب‭ ‬فيحبس‭ ‬خيره،‭ ‬سنين‭ ‬عجاف‭ ‬فيجف‭ ‬الضرع‭ ‬ويهلك‭ ‬الحرث‭ ‬والنسل،‭ ‬أو‭ ‬يزداد‭ ‬غضبه،‭ ‬لكثرة‭ ‬خطايا‭ ‬البشر،‭ ‬فيثور‭ ‬ويفيض‭ ‬ويغرق‭ ‬الارض‭ ‬ويهلك‭ ‬الناس‭ ‬والدواب،‭ ‬فإذا‭ ‬رضى‭ ‬رفع‭ ‬غضبه‭  ‬وسخطه‭ ‬عن‭ ‬البشر‭ ‬اثُمَّ‭ ‬يَأْتِى‭ ‬مِنْ‭ ‬بَعْدِ‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬عَامٌ‭ ‬فِيهِ‭ ‬يُغَاثُ‭ ‬النَّاسُ‭ ‬وَفِيهِ‭ ‬يَعْصِرُونَب‭.‬

وعندما‭ ‬فتح‭ ‬العرب‭ ‬مصر‭ ‬أدركوا‭ ‬قيمة‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬لمصر‭ ‬والمصريين،‭ ‬ولقبوه‭ ‬بسيد‭ ‬الأنهار‭.‬

وقال‭ ‬بطليموس‭ ‬إنه‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬ذوبان‭ ‬الثلوج‭ ‬فى‭ ‬قمم‭ ‬جبال‭ ‬أسماها‭ ‬جبال‭ ‬القمر‭.‬

النيل‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬مصبه‭ ‬إلى‭ ‬منبعه،‭ ‬ولكنه‭ ‬وهب‭ ‬الحياة‭ ‬والحضارة‭ ‬لمصر‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭.‬

لعنة‭ ‬الفراعنة‭ ‬تطال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬فى‭ ‬احتباس‭ ‬النهر‭ ‬أو‭ ‬العبث‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬الإساءة‭ ‬إليه‭.‬

أيا‭ ‬كان‭ ‬اسمه‭ ‬النيل‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬نيلوس‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬بشق‭ ‬الترع‭ ‬والقنوات،‭ ‬أو‭ ‬إيجيبتوس‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬الفيض‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬اليم‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬الإشارة‭ ‬القرآنية‭ ‬إليه،‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬فهو‭ ‬النيل‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬فباطن‭ ‬الأرض‭ ‬أولى‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬ظاهرها‭.‬

هل‭ ‬يستطيع‭ ‬الأحباش‭ ‬أن‭ ‬يمسكوا‭ ‬النهر‭ ‬أو‭ ‬يمنعوا‭ ‬انسيابه‭ ‬أو‭ ‬جريانه‭ ‬كما‭ ‬أرادت‭ ‬مشيئة‭ ‬خالقه؟‭ ‬

أمير‭ ‬الشعراء‭ ‬أحمد‭ ‬شوقى‭ ‬كفانا‭ ‬الكلام‭ ‬عندما‭ ‬سك‭ ‬شعره‭ ‬الخالد‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬المصريين‭ ‬بالنيل‭ ‬

المصدر : جريدة أخبار الادب 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة