جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

بين القناة والسد العظيم كانت مصر تكتب التاريخ

جلال عارف

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 06:13 م

 

بالأمس كانت الذكرى الخامسة والستون لواحد من أعظم القرارات في مسيرة النضال الوطني لمصر في تاريخها الحديث. جملة واحدة أطلقها جمال عبدالناصر في ٢٦ يوليو كانت بمثابة الزلزال الذي صحح التاريخ، وغير مسار الأحداث ليبدأ عصر جديد في مصر والمنطقة والعالم كله.

باسم الأمة.. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية. كلمات قد تقرأها الآن بعقل بارد، لكنى أكتبها والقلب يرتجف متذكراً لحظات لا تتكرر كثيراً فى العمر، حين يغمرك شلال الفرح والفخر والعزة الوطنية.

وحين يأخذك هذا الشلال العظيم إلى شاطئ القناة فى بورسعيد. تحتضن مياهها فى لحظات الثأر لدماء الأجداد الذين حفروها، وتنظر للمبنى الرئيسى للشركة المؤممة فى قلب القناة أمامك، وإلى تمثال المحتال ديلسبس الذى كان مازال على قاعدته، وتقول للدنيا كلها: ها نحن قد استعدنا حقنا المسلوب وأنهينا عصراً من نهب الثروة وانتقاص السيادة على أرضنا.

لم يكن قرارًا عشوائيًا كما ردد الأعداء والمغرضون. فى مذكرات الدكتور مصطفى الحفناوى الذى وهب حياته لقضية مصرية القناة، يقول: إن عبدالناصر استدعاه لمناقشة الأمر فى أغسطس ١٩٥٢ أى فى الشهر التالى للثورة، وأن الدراسات لم تنقطع بعد ذلك، لكن التوقيت كان محكوما بإنهاء الاحتلال البريطانى الذى كان يضع ٨٠ ألف جندى على طول القناة مع أضخم قاعدة عسكرية فى المنطقة.

فى يونيو من هذا العام المجيد خرج آخر جندى من جنود الاحتلال، وفى الشهر التالى كان قرار أمريكا بسحب استعدادها للمساهمة فى تمويل السد العالى. ليكون الرد المزلزل بتأميم قناة السويس، ولنستعد لبناء السد بأموالنا وبعائدات قناتنا المصرية.

وتتوالى الأحداث، ويقع العدوان الثلاثى الذى انهزم بالصمود العظيم فى بورسعيد الباسلة. ولينتهى العام بالخروج الذليل لقوات العدوان، وبعصر جديد وضعت فيه مصر كلمة النهاية لعصور من الاستثمار ومن نهب ثروات الشعوب.
كل عام ومصر قادرة على أن تحقق الأحلام، وتهزم التحديات، وتعلى إرادتها الوطنية. لا تفرط فى حق ولا تتهاون فى رد العدوان.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة