عصام السباعي
عصام السباعي


ماذا جرى لهؤلاء «الأحباش»!

عصام السباعي

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 06:17 م

 

وهو نفس الأمر الذى سيقوم به المصريون معهم  ، لو تضرروا من الخطوات الإثيوبية أحادية الجانب الخاصة بمياه النيل ، بالشكل المناسب،وفى التوقيت والقوة والآلية المطلوبة.

الأربعاء :
لا أعتقد أن فى قلبى أى نوع من الكراهية للإثيوبيين ، فمازالوا حتى تلك اللحظة ، أشقاؤنا فى الإنسانية وفى تلك القارة الأفريقية الأم ،ولو كان هناك خلاف أو عتاب فإلى أشخاص بعينهم ، وبالتالى لم أندهش عندما ناداهم الرئيس عبد الفتاح السيسى ب «الأشقاء» ، فمصر وحتى آخر فرصة متاحة تمد يدها بالسلام للجميع ، تتمنى النماء والازدهار للجميع ، كل هدفها أن يكون النيل نهر سلام وتنمية لكل من جمعتهم ضفافه وعاشوا على مياهه ، وأنا من ملايين المصريين الذين لديهم تلك الحالة المسالمة القابلة أن تتحول إلى النقيض تماما مع أى محاولة تمس أمن وسلامة مصر والمصريين ،كما أننى قد أكون من بين بضعة أفراد ، يتساءلون عما جرى لهؤلاء الأحباش ، من الذى يجعل قلوبهم جدباء هكذا ، تسكنها الكراهية ، من الذى زرع الشوك فى صدور أهل الحبشة الطيبين ، كل تلك التساؤلات جرفتنى إلى فيضان من القراءات فى كتب قديمة وحديثة ، ماتوقفت عنده أكثر هو كلام الأوائل ، وبالتحديد ابن فضل الله العمرى ، فهناك من يرى أن كتابه «مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار» من المراجع المهمة فى تاريخ السودان والحبشة ، ومنه نعلم تلك الحقيقة ، التى تجعل الأحباش الأرثوذكس يرون أن سر الاعتقاد لا قيمة له ، إلا إذا وافق عليه بطريرك الاسكندرية فى مصر ، ولهذا استمر كل نجاشى بعد نجاشى ، يلتمس من البطريرك فى مصر ، تعيين الأسقف الذى يمثله فى الحبشة ، ولم يتوقف ذلك الاجراء حسب معلوماتى إلا بعد ظهور الاستعمار البرتغالى لإثيوبيا ، يحكى لنا ابن فضل الله كيف كان الأحباش يستقبلون كل رسول وحامل رسالة من بابا مصر ، على حدود المقاطعات وفى أيديهم مجامر النار والبخور ، وعندما يصل إلى « أمهرة » ، يستقبله النجاشى بنفسه ، ويستمع للرسالة وهو واقف ، يقول الرحالة مسيو كاميرير إن فكرة قيام الأحباش بتحويل مجرى النيل كانت تقلق المصريين ، يشير إلى أنه فى عام 832 هـ 1429 مـ كلف النجاشى أحد التجار واسمه على تبريزى ، بتسليم رسالة لملوك أوروبا ، ولكن تم القبض عليه فى الإسكندرية وأعدم ، وعمل قادة الحروب الصليبية على ذلك والمصدر فى كتاب جاك تاجر « أقباط ومسلمون» ، ولكن سلاطين المماليك انتبهوا لتلك المؤامرات ، فمنعوا أى رحالة أجنبى من دخول الحبشة ، ويظهر ذلك من كلام الرحالة برتراندون دى لابروكبير ، ففى عام 1450مـ طلب ملك أراجون من النجاشى تخريب مصر بقطع مياه النيل عنها ، وكذلك الرحالة سافارى الذى زار مصر فى القرن الثانى عشر الذى كان يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك الهدف ، المهم أن الأحباش قد تغيروا فقد سمعوا نصيحة من نصحهم بفض الارتباط مع الكنيسة الأم فى مصر ، ووصل الأمر إلى أنهم تنكروا لجميلها معهم عندما لم يجد رهبانهم مأوى فى القدس المحتلة ،فاستضافهم الرهبان المصريون فى دير السلطان ، قاموا بحركة غدر فاستولوا على الدير ، ورغم صدور حكم نهائى منذ سنوات بتسليم الدير ، يراوغون بحماية ودعم السلطات الإسرائيلية ، ووصلت الأمور إلى قمة النكران فى عيد القيامة لهذا العام قبل شهور ، عندما قام الأحباش بنصب خيام فى ساحة الدير ، ثم رفعوا فوقها العلم الإثيوبى ، وأجبرهم المصريون على نزعه وخفضه ووضعه فى جيوبهم ، وهو نفس الأمر الذى سيقوم به المصريون معهم ، لو تضرروا من الخطوات الإثيوبية أحادية الجانب الخاصة بمياه النيل ، بالشكل المناسب،وفى التوقيت والقوة والآلية المطلوبة ، بعد أن نفذت مصر وبنجاح أهم الخطوات ،وهى : الاستعداد والإعداد ثم تعليق الجرس فى رقبة المجتمع الدولى .. وإنا أصحاب الحق .. وإنا لمنتصرون .

أرجوك .. لا تكن عميلا رغم أنفك !
الجمعة :

الفيلسوف « إيمانويل كانت» له تعبير لا أنساه وهكذا نصه :« قد لا أقول كل شيء أعتقد به ، ولكنى لن أقول شيئا لا أعتقد به » ، وما أريد أن أقوله وتأملت فيه كثيرا قبل أن أكتبه مرات ومرات ، أن سيادتك وربما سيادتى ، ورغم كل مانحمله من حب للوطن ، قد نكون عملاء لأعداء البلد دون أن نشعر وبدون أى وعى منا ، زمان كان يتم تجنيد العملاء بزعم جمع المعلومات لمنظمة تعمل من أجل السلام ، أو لجريدة أو لمقالة ، وربما يكون من يتم تجنيده بهواه يعلم ذلك ، وقد يتم توريطه ثم تجنيده على غير هواه ، واليوم قد يتم استخدامك مهما كان مستوى ثقافتك تحت شعارات مماثلة أو أخرى جديدة ، وتوجيه غضبك فى الاتجاه المطلوب عبر مواقع التواصل الاجتماعى بمختلف أنواعها ، وقد يحدث ذلك من أشخاص تثق فيهم وفى مواقفهم الوطنية ، وربما يكون ذلك الشخص يستحق الثقة فعلا ولكنه مغيب ، وربما يكون جزءا من مجموعة ما ، أعرف كثيرين ينطبق عليهم نفس الكلام بعضهم أساتذة فى كلية الطب.. أساتذة جامعة .. إعلاميون ولا أبالغ لو قلت إنهم من ملل شتى ، تستعجب من أحدهم ، وهو يثير ذعرنا من الوضع الاقتصادى وزيادة معدلات الديون الداخلية والخارجية ، ولا يستند لأى دليل أو تقرير لمؤسسة مالية محترمة ، برغم أنها بداية من الصندوق والبنك الدوليين وحتى موديز ، تؤكد سلامة الاقتصاد المصرى ، وخاصة تماسكه فى ظل توابع أزمة كورونا التى هزت اقتصاديات دول كبرى، ويصل « الهرى » الموجه إلى قمته فى ملف سد النهضة ، ولو قام أحد الباحثين الذين يمتلكون أدوات أكبر من التى أمتلكها ، وقام بتحليل مضمون بوستات البعض ، لوجد بينها خطا واحدا يستهدف إحداث حالة من القلق بشأن ذلك الملف ، وخلق حالة من التشاؤم ، ومحاولة خدش جبال الثقة فى القيادة السياسية ، ولا يمكن أبدا ان تكون قد تمت بمحض الصدفة من ذلك الموقع أو تلك الصفحة أو تلك الصحيفة ، وما يحدث أن البعض قد يقوم بترويج الشائعة وتصدير المخاوف ، وبالتالى يقوم بأكبر خدمة يطلبها الأعداء ، وهى أن يكون عميلا رغم أنفه ، يحقق أهدافهم دون أن يسأل نفسه الأسئلة المنطقية : هل يمكن ولو لثانية من الزمن أن تصدق أن هناك أى تهاون فى ملف السد ، هل تعلم توابع أى قرار يصدر بدون دراسة ، هل تعلم أن كل خطوة تتطلب استعدادات وإعدادات ، هل من يروجون الأكاذيب لك فى تلك المواقع وتلك الصفحات ، لديهم تصور واضح يقدمونه لك ، هل هدفهم صالح البلد أم الضغط عليها ، هل هدفهم خلق رأى عام وجبهة واحدة مع قيادة البلد أم تخويف الناس وإثارة الذعر بينهم ، هل هم متخصصون فى ذلك الملف ، وما علاقة شخص كل معلوماته عن المياه أنه يشربها ، ما علاقته بالحروب و مسارح المعركة والمسارح البديلة واللوجستيات وإعداد حملات الرأى العام والقانون الدولى ، كل علاقته بالموضوع أنه يريد أن يسرق عقلك ويشغل فكرك بقوالب معينة ، فأرجوك قبل أن تصدق ابحث واسأل ، وليكن ذلك الشخص أول من تسأله ، ولو أجاب عليك فناقشه فى مصادره ، وغالبا لن يجيب على أحد ، فليست لديه إجابة ، وعندها لا تكتفى بالابتعاد عنه ولكن افضحه ، فالصمت جريمة .. تحيا مصر وحفظها الله من تلك الثعالب القبيحة .

عيد .. بطعم الورق والحروف!
الأحد :

تركت مكتبى ،وعدت إلى المنزل فى أول أيام إجازة العيد ، ومعى مجموعة من الكتب والمجلات ، وكانت بداية المتعة مع كتاب « الطريق إلى 30 يونيو .. أسرار وخبايا » ، وكل مافيه يهمنى ويفرحنى ويجذبنى ويشدنى ، ولا أريد أن أقول إنه جزء من عمرى ، بداية من الأسماء وكلهم أصدقاء كفاحى بكل مراحله ، بداية من الأستاذ أحمد جلال رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ، والأستاذ علاء عبد الهادى رئيس تحرير كتاب اليوم الذى أصدر الكتاب ، والأستاذ جمال حسين الكاتب الصحفى الذى ألف الكتاب ، فضلا عن المضمون نفسه ، فلا يخفى على أحد قيمة كل كلمة يكتبها جمال حسين وقد كان من القريبين من الحدث وصناع وأبطال الحدث ، وهو بالفعل مهدى إلى كل مصرى ومصرية نزلوا إلى ميادين الشرف للإطاحة بحكم المرشد ، فى تلك الثورة التى كانت بمثابة طوق النجاة الذى استرد به الشعب أرض الكنانة بعد أن تم اختطافها فى غفلة من الزمن ، بقيادة ابن مصر وزعيمها عبد الفتاح السيسى ، أما الكتاب الثانى فقد كنت سعيدا جدا بالعثورعليه أثناء ترتيب بعض أشيائى المبعثرة فى الأدراج ، « أوراق العمر الأخضر.. نعكشة فى الذاكرة » لزميلنا الكاتب الصحفى الأريب الكبير الأستاذ سعيد الخولى ، والطريف أننى وجدت تلك النسخة بعد عام من اختفائه ، وفى نفس اليوم الذى تلقيت منه الجزء الثانى من أوراق عمره الذى صدر بعنوان «حكايات المتعة والعذاب » ،وكأننى تلقيت من عمنا الكبير سعيد الخولى العيدية مرتين ، أو حظيت بمتعة قراءة جزءين فى كتاب واحد ، ويالها من لذة وروعة . وكان مع الكتب عدة مجلات عبارة عن مشروعات التخرج لأبنائنا طلاب الصحافة فى أكاديمية أخبار اليوم ، وكان من الأمانة أن أسجل كلمات إعجاب مستحقة لمجلتين أو بالأحرى مشروعى تخرج ، الأول كان كل مافيه مبتكرا بداية من العنوان « إسبتاليا » ، وكذلك أبوابها ، وموضوعاتها ، فكل الشكر لمن شارك فى تنفيذها ، وللمشرف على مشروع التخرج الأستاذ محمد سعد مدير تحرير بوابة أخبار اليوم ، ومن بين الأسماء يهمنى أن أتوجه بالتحية إلى أثنين من الطلاب هشام عمر ومحمد بيومى ، وتوقعت أن لهما دورا لابأس به فى تحقيق ذلك المستوى ،وأتوقع لهما مستقبلا طيبا فى تلك المهنة ، أما المشروع الثانى فلمجلة حملت اسم « أرت خانة » وهو مشروع متميز يذكرنى بمشروع متميز أشرف عليه من قبل الأستاذ مصطفى عبده نائب رئيس تحرير الأخبار ، ولكن المشرف على تلك المجلة فى تلك المرة ، كان قرينه الأستاذ محمد ربيع نائب رئيس تحرير الأخبار ، سعدت جدا بالموضوعات والتبويب بداية من الومضات حتى الكيرفات واللمحات ، ولا أخفى عليكم فقد كان العيد أجمل بكل هؤلاء .. عيد بطعم الورق والحروف .. والحمد لله أنه لم يكن إليكترونيا بلا طعم أو لون أو رائحة !

أحلام  مستديرة !
الثلاثاء :

أحلم بيوم تصبح فيه الرياضة المصرية نظيفة .. كل ناد له ميزانية معلنة .. لا يحصل ناد على مليم من الحكومة فى السر .. أو يحصل على امتياز لا يحصل عليه الآخرون.. أحلم بيوم يختفى فيه رضا عبد العال من التعليق الرياضى حتى ينجح فى تدريب أى ناد حتى لو درجة عاشرة .. أحلم بغياب مدرسة مهيب عبد الهادى فى الإعلام الرياضى والرهانات والأسئلة التى تخدش براءة الرياضة .. أتمنى غياب فقرة سيف زاهر بين علاء والدردير ففيها سم قاتل .. أتمنى لو تم الحصول على تعهد من خالد الغندور بعدم ذكر اسم الأهلى أكثر من 100 مرة فى الشهر .. أتمنى لو خرج علينا الأستاذ الكبير فتحى سند ويشرح لنا نظريته فى السماح بسب كل عناصر اللعبة على شاشة يتولى رئاستها.. أتمنى أن يتم تطبيق القانون ومحاسبة كل من يتجاوز ولو بكلمة .. أخيرا أتمنى أن يوفق الله النادى الذى يلتزم بالأخلاق للفوز ببطولة دورى العام الحالى !

كلام توك توك:
الوحشين فى عيون بعضهم حلوين !
إليها : وتنفرج عندما أذكر الله وأتذكر بسمتك .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة