الشخصية المصرية متعددة الأبعاد والآفاق
الشخصية المصرية متعددة الأبعاد والآفاق


عاصمة النصر والصمود والإنجاز تحتفل بمرور 1052 عامًا على إنشائها

1000 عام قاهرة| «المصراوية» شهامة وخفة دم وذكاء لكنهم «مطحونين»

محمد قنديل- ياسمين سامي

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 08:59 م

 

مدينة عريقة لا تخطو فيها قدماك شبرًا واحدًا دون أن تجد علامة مميزة انفردت بها لا تجدها فى غيرها، وتجد مزيج الحضارات وحكايات الزمان ترويها حكمة تباين العصور، فهى عاصمة الثقافة الإسلامية، ومنطلق الانتصارات، سميت بمدينة الألف مئذنة، واحتضنت رنين الكنائس، هى المدينة التى لا تنام، اعتاد أهلها السهر، وإن استيقظت باكرا تسمع أصوات أقدامهم تملأ الشوارع مختلطه بالضجيج والأضواء.
اختارها النيل ليرسم بها بسمة وبهجة تهون على قلوب سكانها متاعب الحياة ويصبح مصدرًا لكسب لقمة العيش، بجانبه البرج الذى يتلألأ على أضواء القمر شاهدًا على روايات
المدينة الصاخبة، من فرح وأنين وتحديات أهلها الذين لم يعرفوا الانكسار، وإن ذاقوا مرارة الهزيمة مرة ينتصرون ألف مرة، إنها القاهرة التى قهرت كل من حاول التطاول على مصر، وتحتفل بمرور ألف عام على تأسيسها هذا الشهر، لذا حرصت «الأخبار» على سرد حكايات «أهل كايرو» منذ البداية وحتى ما آلت إليه الآن من تطور يشهد العالم عليه خاصة بعد ثورة 30 يوليو.

«إن أهل مصر يميلون إلى الفرح والمرح والخفة والغفلة عن العواقب» كلمات معبرة قالها ابن خلدون فى تفسير الشخصية المصرية، اختلف العلماء والمفكرون فى مفتاح الشخصية المصرية وبالطبع شخصية القاهرى التى تعد احد أهم أجزاء المجتمع المصرى، فأهل المجتمع الواحد والمدينة الواحدة تجمعهم عادات وتقاليد متشابهة فى الزواج والأفراح والمآتم واللهجة وحتى طرق الطبخ والمأكولات وطريقة المباركات والتهانى وكذلك فى المواساة كل هذا ينطبق على «أهل كايرو» حتى وإن حملوا العديد من التناقضات.

فهى الشخصية المتدينة بطبعها بحسب ما يرى المفكر الراحل جمال حمدان، والذى أكد أيضًا أن الشخصية المصرية والتى جزء منها القاهرية، هى شخصية متعددة الأبعاد والآفاق مما يثرى الشخصية الإقليمية والتاريخية، ففيها البعد الآسيوى والبعد الأفريقى والبعد النيلى والبعد المتوسطى، والشخصية المصرية هى ايضًا المحبة للمرح والتى سرعان ما تتراجع عنه بعد لحظات الضحك الصاخب فيقولون «اللهم اجعله خير» وكذلك هى الشخصية التى تحمل الكثير من المتناقضات بحسب ما يحلله معظم دارسو علم النفس.

يتأثر بناء الإنسان بالبيئة التى ينشأ فيها ويؤثر فيها، وبما أن القاهرة مرت عليها العديد من الحضارات والثقافات المتوارية تأثرت بها شخصية القاهرى سواء كانت فى فترات الإزدهار أو فى فترات الإضمحلال والضعف، وعلى الرغم أن لكل إنسان شخصية ينفرد بها عن غيره إلا أنه فى أوقات كثيرة يتشارك أبناء المجتمع الواحد فى بعض السمات التى تميزهم، فالمناطق الشعبية على سبيل المثال فى القاهرة يتميز أبناؤها بالبساطة والجدعنة والشهامة وحبهم ورغبتهم فى خدمة الآخرين، ويتيميزون أيضًا بالانفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى.

وترى د. عزة عزت، الكاتبة، أن المصرى يتميز بكونه ذكياً متديناً طيباً فناناً ساخراً عاشقاً للاستقرار، وقد استقرت هذه الصفات طويلاً، ولكن حدثت تحولات جذرية فى بعض السمات وتحولات نسبية فى بعضها الآخر لأسباب كثيرة.

و وفقا لما قاله الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، أن هناك سمات مشتركة بين الرجل القاهرى و الرجل الريفى فى أنهما يتميزان بالشهامة و المرونة الفكرية و الأصل و حب الخير و السلام  كما أنهما لا يميلان إلى العنف والعصبية.

وأضاف أستاذ علم النفس، أنه لا يوجد أى تمييز بين الرجل القاهرى و الرجل الريفى فكل منهما لديه شخصية ينفرد بهاعن الآخر وتتميز بمجموعة سمات ، ولكن يرجع الاختلاف بينهما إلى عدة عناصر منها البيئة الاجتماعية التى نشأ فيها كل منهما والخبرات الحياتية و الجينات الوراثية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون المجتمع القاهرى مغلقا كما قد يكون المجتمع الريفى مفتوحا وهذا يرجع إلى طبيعية الأسرة والنشأة ومجموعة من الظروف.

وأكد د. جمال فرويز أنه بالنسبة إلى المرأة لا يوجد أى سمات تميز بين المرأة التى تعيش فى المناطق الراقية فى القاهرة و المرأة التى تعيش فى إحدى المناطق الشعبية بالقاهرة لكن لكل منهما سمات تجمعهما طيبة مبنية على الشخصية المصرية الأصيلة المحبة للوطن والعاشقة لتراب هذا البلد، وكذلك الودودة والمحبة للخير.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة