عبث في عبث ما نلوكه عن قضية تجديد الخطاب الديني.. وأكثر عبثية أن نأتمن علي تجديد ذلك الخطاب من كان سببا مباشرا في تجميده وجعله أكل عيش.. وتاريخهم القديم قبل الحديث يشهد علي مصارعتهم مع كل من فكر في تجديد خطابنا الديني واحلال العقل محل الخرافة بداية من الشيخ حسن العطار ومحمد عبده إلي طه حسين ونجيب محفوظ واخيرا د.كريمه.. واليوم بكل اريحيه يسجن اسلام البحيري لمجرد إعمال عقله في كتاب بشري وليس منزلا..!
والاكثر دهشة أن تثيرهم رسومات مجلة شارل ابدو الكاريكاتورية..ولا يثيرهم رفع داعش الراية المحمدية وجز الرؤوس وبقر البطون واغتصاب النساء تحتها.. تلطيخ وتخضيب راية الرسول السوداء وعليها لفظ الجلالة بدماء الابرياء وقتل اصحاب الملل الاخري لايروعهم ذلك ولايلفت انظارهم ويظهرون وقارا مشكوكا فيه حين لا يكفرونهم اما الرسومات فتثيرهم وتشحذ ههمم..!
تاريخهم مداهنة الحكام علي مر العصور فلم تكن لهم اية مواقف غير مواقف الحكام حتي انهم كانوا متناغمين مع الخطاب الديني السائر الذي افرخ لنا من يقتل ويسفك دماءنا باسم الله والاسلام.. ولم نسمع لهم صوتا للتجديد سوي بعد اعلان الرئيس السيسي عن ضرورة تجديد الخطاب الديني حتي لا نغرق في حروب دينية نعلم بدايتها ولا نعرف نهايتها.. وندرك تماما ان ما في القلب في القلب فكتبهم كما هي ومناهجهم كما هي.. ويكفي انه منذ سنوات قليلة مضت خرج علينا رئيس قسم الحديث في جامعتهم بحديث «إرضاع الكبير» ولم يتراجع عنه، وسمعنا عن تحويله للجنة تحقيق وانتهي الأمر ولم نسمع صوتا بعد ذلك..دماء المصريين التي تسيل بطول البلاد وعرضها ستظل دينا في عنقنا جميعا حتي نعطي مهمة تجديد الخطاب لمن يؤتمن علي التجديد.