أصاب بمايشبه الصدمة، مع تجرؤ البعض علي وصف ثورة 25 يناير بالمؤامرة. احترم وجهة نظر الآخرين، لكن عندما تأتي من أشخاص كانوا يجلسون حول المدفأة في منازلهم، يصبح احترامها ظلما بينا للثورة والثوار. لقد عشت احداث الثورة لحظة بلحظة، حيث كنت أقود فريقا من الشباب بحكم عملي وقتها رئيسا للتحرير التنفيذي لجريدة الخميس المستقلة لتغطية احداث الثورة. كنت أتواجد صباح مساء في مكتبي بمقر الجريدة في ميدان طلعت حرب أي وسط الثوار. لم ألمس من خلال تقارير الزملاء ، او من خلال أحاديثي مع الثوار الشرفاء امام مقر الجريدة، أن هناك اي شيء يشير إلي مايصفه البعض حاليا بالمؤامرة. قد اتقبل وجود تدخلات من أجهزة استخبارات أجنبية لمتابعة الاوضاع، وهذا أمر متوقع وان كنت لاأملك اي دليل علي حدوثه. لكن حتي لو افترضنا حدوثه، فلايمكن أن يعد مصوغا لوصم أنقي ثورة في تاريخ مصر بالمؤامرة.
ظلت الثورة نقية بيضاء، حتي فرض الاخوان أنفسهم علي المشهد بعد 28 يناير، ونجحوا في رسم صورة ذهنية علي أنهم الاقوي والأجدر علي الحشد والتنظيم. وتحقق لهم ماأرادوا باختطاف الثورة بعد تنحي مبارك. حيث فرضوا بأساليبهم المعروفة دستور الجنة والنار لتتوالي الاحداث بالسيطرة علي مقاعد مجلسي الشعب والشوري ثم منصب رئيس الجمهورية رغم أن مرشدهم اكد أن الجماعة لن ترشح أحدا لمنصب الرئيس.اعتلي رجلهم منصب الرئيس ليحفر بيده ومن وراءه قبر الجماعة إلي الابد. لتعود الثورة إلي اصحابها بعد 30 يونيه ويتم تصيحيح المسار. لكن اكثر ماأخشاه ان يزداد صوت حزب مبارك علوا، لينتهي الامر بعودة نظامهم ودفن ثورتي يناير ويونيه في وضح النهار.