تحتفل مصر هذه الأيام بعيد الشرطة الذي يمثل إحدي ذكريات البطولة والفداء ويكشف عن المعون الأصيل لأبناء الشعب المصري .
ففي 25 يناير 1952 سجل رجال الشرطة ملحمة وطنية ضد قوات الاحتلال البريطاني عندما رفضوا الاستسلام للقوات البريطانية والتي طلبت انسحابهم من مبني محافظة الإسماعيلية. ودارت واحدة من المعارك التي سجلها التاريخ راح ضحيتها 50 من ضباط وجنود الشرطة وأصيب 80 آخرون.
تأتي الذكري مواكبة لاحتفالات مصر بأحداث 25 يناير التي قادها مجموعة من خيرة شباب وأبناء مصر يطالبون فيها بالتغيير وذلك قبل أن تسرق منهم وينقض عليها الإخوان المسلمون الذين حولوها إلي واحدة من أكبر النكبات التي شهدتها مصر طوال تاريخها المعاصر.. وبعيدا عن كل المسميات بأنها ثورة أو انتفاضة أو مجرد رد فعل تجاه التحديات والعقبات التي تواجه شعبنا ورغبته في التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والتي ظلت وحتي اليوم تمثل مطلبا حيويا لكل المصريين.
جاء يوم 30 يونيو تصحيحا للمسار وإنقاذا لمصر من مستنقع بغيض أرادت قوي الشر إسقاط مصر فيه تحت دعاوي الحرية والديموقراطية. وقد أكدت الأيام أن ما شهدته مصر طوال الفترة من 25 يناير وحتي 30 يونيو لم يكن إلا جزءا من سيناريو إسقاط المنطقة كلها في أتون حرب مدمرة تستهدف تقسيم المنطقة واستنفاد كل ثرواتها لمصالح القوي الكبري.
في 25 يناير لابد أن نتذكر دماء كل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الحلم الذي لم يكتمل إلا عندما بدأت مصر كلها تستيقظ من غفوة السقوط والانهيار ليقود شعبها أروع ثورة في التاريخ الحديث.
لكن يظل السؤال الملح.. هل انتهت المؤامرة؟ وهو سؤال نحن جميعا مطالبون بالاجابة عنه من خلال توحد إرادتنا وحماية كل المكتسبات التي تحققت لنا وعدم الانسياق وراء دعوات شياطين لا يروي ظمأهم سوي الدماء.