كيف ترتقى المرأة المهمشة أدبياً؟
كيف ترتقى المرأة المهمشة أدبياً؟


فى دراسة على ست روايات بالألمانى: كيف ترتقى المرأة المهمشة أدبياً؟

أخبار الأدب

الثلاثاء، 27 يوليه 2021 - 10:15 ص

منى‭ ‬نور

المهمشون‭.. ‬جماعات‭ ‬احتلت‭ ‬مساحات‭ ‬ليست‭ ‬باليسيرة‭ ‬فى‭ ‬الإبداع،‭ ‬لذا‭ ‬كانت‭ ‬الكتابات‭ ‬التى‭ ‬انشغلت‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬محل‭ ‬الدرس‭ ‬العلمى،‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الكتابات‭ ‬قد‭ ‬صدرت‭ ‬فى‭ ‬القرون‭ ‬السابقة‭.‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات،‭ ‬أطروحة‭ ‬حصلت‭ ‬عنها‭ ‬الباحثة‭ ‬مرفت‭ ‬سعيد‭ ‬عبدالفتاح‭ (‬المدرس‭ ‬المساعد‭ ‬بقسم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية،‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان‭) ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بمرتبة‭ ‬الشرف‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬عنوانها‭ (‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لشخصيات‭ ‬نسوية‭ ‬مهمشة‭ ‬فى‭ ‬مختارات‭ ‬من‭ ‬روايات‭ ‬التكوين‭ ‬المعاصرة‭).‬

فى‭ ‬مستهل‭ ‬عرضها‭ ‬لفتت‭ ‬الباحثة‭ ‬لجنة‭ ‬المناقشة‭ ‬والإشراف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية‭ ‬البرجوازية‭ ‬تركت‭ ‬آثارها‭ ‬على‭ ‬موضوعات‭ ‬روايات‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الـ19،‭ ‬إذ‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬نقد‭ ‬السلوكيات‭ ‬البرجوازية‭ ‬تجاه‭ ‬المرأة‭ ‬الألمانية،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاح‭ ‬الأساليب‭ ‬والمفاهيم‭ ‬التربوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬محاور‭ ‬روايات‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬فى‭ ‬القرنين‭ ‬العشرين‭ ‬والحادى‭ ‬والعشرين،‭ ‬يتضح‭ ‬جلياً‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية‭ ‬الثانية‭ ‬فى‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬قد‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬فى‭ ‬موضوعات‭ ‬روايات‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬إذ‭ ‬تأثرت‭ ‬كاتبات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بأهداف‭ ‬ومطالب‭ ‬الحركة‭ ‬النسوية‭ ‬الثانية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬غالباً‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬بطلات‭ ‬يسعين‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتهن‭ ‬العلمية‭ ‬والمهنية‭ ‬والحياتية‭ ‬متحديات‭ ‬بذلك‭ ‬الصور‭ ‬والقوالب‭ ‬النمطية‭ ‬التقليدية‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬بحثها‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬الخصائص‭ ‬الأدبية‭ ‬لروايات‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬المعاصرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ست‭ ‬روايات‭ ‬للكاتبتين‭ ‬الألمانيتين‭: ‬أنجيليكا‭ ‬كلوسندورف‭ ‬ورواياتها‭ (‬الفتاة‭- ‬أبريل‭- ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭)‬،‭ ‬والكاتبة‭ ‬أمينة‭ ‬سيفجى‭ ‬أوزدامار‭ - ‬من‭ ‬أصل‭ ‬تركى‭-‬،‭ ‬ورواياتها‭ (‬الحياة‭ ‬خان‭ ‬له‭ ‬بابان‭- ‬جسر‭ ‬القرن‭ ‬الذهبى‭- ‬نجوم‭ ‬نادرة‭ ‬تحدق‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭).‬

اهتمت‭ ‬الباحثة‭ ‬فى‭ ‬دراستها‭ ‬بمعالجة‭ ‬محورين،‭ ‬هما‭: ‬محطات‭ ‬التحول‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬للشخصيات‭ ‬النسوية‭ ‬المهمشة،‭ ‬وكذلك‭ ‬دراسة‭ ‬آثارها‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬وتنمية‭ ‬شخصياتهن‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة‭.‬

ووجدت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬كلتا‭ ‬الكاتبتين‭ ‬تحيطان‭ ‬حياة‭ ‬بطلات‭ ‬أعمالهما‭ ‬بصعوبات‭ ‬ثقافية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وسياسية،‭ ‬تختلف‭ ‬تلك‭ ‬الصعوبات‭ ‬من‭ ‬كاتبة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬بينما‭ ‬تتجسد‭ ‬تلك‭ ‬الصعوبات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الألمانى‭ ‬فى‭ ‬أعمال‭ ‬أنجيليكا،‭ ‬تتبلور‭ ‬لدى‭ ‬أمينة‭ ‬سيفجى،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ناتجاً‭ ‬من‭ ‬نواتج‭ ‬الهجرة‭ ‬من‭ ‬الموطن‭ ‬الأصلى‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬الجديد‭.‬

وترى‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬أعمال‭ ‬الكاتبتين،‭ ‬يكمن‭ ‬فى‭ ‬إصرار‭ ‬بطلاتهما‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬العوائق‭ ‬التى‭ ‬تظهر‭ ‬أمامهن‭ ‬فى‭ ‬مشوار‭ ‬حياتهن‭.‬

وأوضحت‭ ‬الباحثة‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬الروايات‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬مرتبطة‭ ‬بموضوع‭ ‬الدراسة،‭ ‬إذ‭ ‬ترسم‭ ‬هذه‭ ‬الروايات‭ ‬صورة‭ ‬لنجاح‭ ‬وارتقاء‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬النسوية‭ ‬اللتين‭ ‬تنتميان‭ ‬للطبقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المهمشة،‭ ‬فتشكل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رواية‭ (‬الفتاة‭) ‬لأنجيليكا،‭ ‬ورواية‭ (‬جسر‭ ‬القرن‭ ‬الذهبى‭) ‬لأمينة‭ ‬سيفجى،‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعائلية‭ ‬والسياسية‭ ‬التى‭ ‬دفعت‭ ‬كلتا‭ ‬البطلتين‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬أصولهما‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وجعلتهما‭ ‬تقرران‭ ‬تحقيق‭ ‬مصيرهما‭ ‬بأيديهما،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بوضعهما‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬بنجاح‭ ‬فى‭ ‬روايتى‭ (‬أبريل‭) ‬لأنجيليكا،‭ ‬و‭(‬نجوم‭ ‬نادرة‭ ‬تحدق‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭) ‬لأمينة‭ ‬سيفجى‭.‬

وتحتوى‭ ‬الروايات‭ ‬محل‭ ‬البحث‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬تحول‭ ‬متشابهة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬بطلات‭ ‬العمل‭ ‬الروائى،‭ ‬علاقات‭ ‬إنسانية‭ ‬مختلفة‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الأحداث‭ ‬فى‭ ‬حياتهن،‭ ‬وعلى‭ ‬تطور‭ ‬شخصياتهن،‭ ‬كما‭ ‬تلعب‭ ‬الهجرة‭ ‬والخبرات‭ ‬المهنية‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬فى‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصياتهن،‭ ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬صلات‭ ‬متشابهة‭ ‬بين‭ ‬الروايات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسرح‭ ‬الأحداث‭ ‬وزمن‭ ‬السرد‭.‬

واعتمدت‭ ‬الباحثة‭ ‬فى‭ ‬منهج‭ ‬دراستها‭ ‬على‭ ‬النظرية‭ ‬السوسيولوجية‭ ‬لبورديو‭ ‬لتحليل‭ ‬محطات‭ ‬التحول‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬بطلات‭ ‬الروايات،‭ ‬ودراسة‭ ‬آثارها‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬وتشكيل‭ ‬شخصياتهن،‭ ‬وذلك‭ ‬لتأثر‭ ‬نضجهن‭ ‬الفكرى‭ ‬والجسدى‭ ‬بعوامل‭ ‬اجتماعية‭ ‬مختلفة‭.‬

وأشارت‭ ‬الباحثة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬النظرية‭ ‬السوسيولوجية‭ ‬لبيير‭ ‬بورديو،‭ ‬يسلط‭ ‬البحث‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الفضاءات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬البطلات،‭ ‬ويحاول‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬تحديد‭ ‬الآثار‭ ‬المختلفة‭ ‬لتلك‭ ‬الفضاءات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬الممارسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لهن‭.‬

ويأخذ‭ ‬البحث‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬جوانب‭ ‬معينة‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكافى‭ ‬فى‭ ‬الدراسات‭ ‬والإسهامات‭ ‬العلمية‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬تناولت‭ ‬تلك‭ ‬الروايات‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬الرسالة‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬أساسية‭ ‬هى‭: ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬والتهميش،‭ ‬والتكوين،‭ ‬فتتناول‭ ‬ارتباط‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬برواية‭ ‬التكوين،‭ ‬وتصويرها‭ ‬الأدبى‭.‬

أما‭ ‬بنية‭ ‬الدراسة‭ ‬فتنقسم‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬أبواب‭ ‬بخلاف‭ ‬المقدمة،‭ ‬يتطرق‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالتهميش،‭ ‬ثم‭ ‬تليه‭ ‬نظرة‭ ‬مفصلة‭ ‬حول‭  ‬روايات‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬المعاصرة‭ ‬وموضوعاتها‭ ‬وخصائصها‭ ‬الأدبية‭.‬

وتطرق‭ ‬الباب‭ ‬الثانى‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬مصطلحى‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والتهميش‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬أدبى‭ ‬واجتماعى‭ ‬وثقافى،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عرض‭ ‬تعريفهما‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬من‭ (‬روبيرت‭ ‬بارك‭ ‬وميشيل‭ ‬فوكو‭ ‬وبيير‭ ‬بورديو‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬تعرضت‭ ‬الباحثة‭ ‬فى‭ ‬ختام‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬ارتباط‭ ‬الجوانب‭ ‬الثلاثة‭ ‬الرئيسة‭ ‬فى‭ ‬الدراسة،‭ ‬وهى‭ ‬التهميش،‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬والتكوين‭ ‬برواية‭ ‬التكوين‭.‬

أما‭ ‬الأبواب‭ ‬الأخرى،‭ ‬فتهتم‭ ‬بتحليل‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة‭ ‬لإبراز‭ ‬المحطات‭ ‬الفارقة‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬عند‭ ‬بطلات‭ ‬الروايات،‭ ‬وتعيين‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬شخصياتهن،‭ ‬ويقوم‭ ‬الهيكل‭ ‬الداخلى‭ ‬لكل‭ ‬باب‭ ‬فى‭ ‬الجزء‭ ‬التحليلى‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬موازٍ‭ ‬لنقاط‭ ‬التحول‭ ‬أولاً،‭ ‬وتأثير‭ ‬تلك‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬العادات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المكتسبة‭ ‬للبطلات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬حياتهن‭.‬

وفى‭ ‬نهاية‭ ‬تحليلها،‭ ‬توصلت‭ ‬الباحثة‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نتائج‭ ‬أوجزتها‭ ‬فى‭:‬

كل‭ ‬من‭ ‬ثلاثية‭ ‬أنجيليكا،‭ ‬وأمينة‭ ‬سيفجى،‭ ‬تقدم‭ ‬نموذجاً‭ ‬أدبياً‭ ‬للتمكين‭ ‬النسوى‭ ‬ومجابهة‭ ‬الضعف‭ ‬والاستسلام،‭ ‬فيمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة‭ ‬لكلتا‭ ‬الكاتبتين،‭ ‬باعتبارها‭ ‬روايات‭ ‬تكوين‭ ‬نسوية‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬نموذج‭ ‬المرأة‭ ‬العصامية‭ ‬التى‭ ‬تستخدم‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭ ‬منهجاً‭ ‬لتكوين‭ ‬شخصيتها‭ ‬وبنائها‭.‬

تشمل‭ ‬التجارب‭ ‬الحياتية‭ ‬للبطلات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرحلة،‭ ‬بيئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مختلفة،‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬فى‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة،‭ ‬مثل‭ ‬الدوائر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬تتحرك‭ ‬بينها،‭ ‬تطور‭ ‬انتقال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأنا‭ ‬الرواية‭ ‬عند‭ ‬أوزدامار،‭ ‬وأبريل‭ ‬عند‭ ‬كلو‭ ‬سيندورف‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدوائر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة‭ ‬بشكل‭ ‬أفقى‭ ‬من‭ ‬حافة‭ ‬التهميش‭ ‬المظلمة‭ ‬التى‭ ‬حصرت‭ ‬فيها‭ ‬البطلتان‭ ‬فى‭ ‬بيئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬معينة‭ ‬مثل‭: ‬العائلة،‭ ‬المدرسة،‭ ‬الملجأ،‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬والتألق‭ ‬فى‭ ‬بيئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬المسرح‭ ‬عند‭ ‬أوزدامار،‭ ‬والمجال‭ ‬الأدبى‭ ‬عند‭ ‬كلو‭ ‬سيندورف،‭ ‬وتظهر‭ ‬العلامات‭ ‬الفارقة‭ ‬المصورة‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭: ‬الطفولة‭ ‬والشباب‭ ‬والنضج‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأنا‭ ‬الرواية‭ ‬فى‭ ‬ثلاثية‭ ‬أوزدامار،‭ ‬وأبريل‭ ‬فى‭ ‬ثلاثية‭ ‬كلو‭ ‬سيندورف‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬ينشأ‭ ‬عنها‭ ‬ويتكشف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬السلوك‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لتلك‭ ‬البطلتين،‭ ‬فبحسب‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬ترعرعت‭ ‬فيها‭ ‬الأنا‭ ‬الرواية‭ ‬وأبريل‭ ‬تغير‭ ‬سلوكهما‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬وبالتوازى‭ ‬مع‭ ‬تصوير‭ ‬التطور‭ ‬الأفقى‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬الارتقاء‭ ‬الاجتماعى‭ ‬لكلتا‭ ‬البطلتين،‭ ‬شكل‭ ‬تكوين‭ ‬شخصيتيهما‭ ‬وبنائهما‭ ‬صعوداً‭ ‬رئيساً‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬الأحداث‭.‬

وتوصلت‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬نظرية‭ ‬التحليل‭ ‬السردى‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬نظريات‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كلاَّ‭ ‬من‭ ‬ثلاثية‭ ‬أوزدامار‭ ‬وكلو‭ ‬سيندورف‭ ‬روايات‭ ‬تكوين‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬سمات‭ ‬سردية‭ ‬مميزة،‭ ‬وأظهر‭ ‬تحليل‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة‭ ‬أنها‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬الضمنية‭ ‬التى‭ ‬صاحبت‭ ‬تصوير‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬النسوية،‭ ‬فاشتملت‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬الأم‭ ‬التى‭ ‬ارتبط‭ ‬ظهورها‭ ‬فى‭ ‬ثلاثية‭ ‬أوزدامار‭ ‬بالحنين‭ ‬للوطن،‭ ‬وكذلك‭ ‬شخصية‭ ‬البطلة‭ ‬نفسها‭ ‬التى‭ ‬ارتبطت‭ ‬صورتها‭ ‬فى‭ ‬العائلة‭ ‬بالعاطفة‭ ‬والطبيعة‭.‬

وتوصلت‭ ‬الدراسة‭- ‬أيضاً‭- ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تصوير‭ ‬كلتا‭ ‬البطلتين‭ ‬بوصفهما‭ ‬امرأتين‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر،‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬علاقة‭ ‬كلتا‭ ‬البطلتين‭ ‬بالشخصيات‭ ‬الذكورية،‭ ‬وتحديداً‭ ‬علاقتيهما‭ ‬بزوجيهما،‭ ‬وعلاقة‭ ‬أبريل‭ ‬عند‭ ‬كلو‭ ‬سيندورف‭ ‬بأقرانها‭ ‬الذكور‭ ‬فى‭ ‬المدرسة،‭ ‬والملجأ‭.‬

كما‭ ‬أظهر‭ ‬التحليل‭ ‬السردى‭ ‬وبناء‭ ‬الشخصيات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ثلاثية‭ ‬أوزدامار‭ ‬وكلو‭ ‬سيندورف‭ ‬تميزاً‭ ‬واضحاً‭ ‬اتسمت‭ ‬به‭ ‬الشخصيات‭ ‬النسوية‭ ‬التى‭ ‬تعددت‭ ‬أصواتها‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرها‭ ‬عند‭ ‬الكاتبتين،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬عند‭ ‬أوزدامار‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بكلو‭ ‬سيندورف‭.‬

واستنتجت‭ ‬الباحثة‭- ‬أيضاً‭- ‬أن‭ ‬قصة‭ ‬الصعود‭ ‬والتكوين‭ ‬لكلتا‭ ‬البطلتين‭ ‬المصورة‭ ‬فى‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أثراً‭ ‬على‭ ‬القراء،‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تضمن‭ ‬محتوى‭ ‬تعليمياً‭ ‬مؤثراً‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬البطلتين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬أيضاً‭.‬

وفى‭ ‬النهاية‭ ‬أوصت‭ ‬الباحثة‭ ‬بضم‭ ‬الروايات‭ ‬الست‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تحليلها‭ ‬لكلتا‭ ‬الكاتبتين‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الروايات‭ ‬المهمة‭ ‬للنوع‭ ‬الأدبى،‭ ‬رواية‭ ‬التكوين‭ ‬بوصفها‭ ‬روايات‭ ‬تكوين‭ ‬نسوية،‭ ‬وإيلاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لرواية‭ ‬التكوين‭ ‬النسوية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬علوم‭ ‬وآداب‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الموضوعات‭ ‬النسوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخطاب‭ ‬الأدبى‭ ‬والاجتماعى،‭ ‬والتزايد‭ ‬الملحوظ‭ ‬فى‭ ‬أعداد‭ ‬الطالبات‭ ‬فى‭ ‬الأقسام‭ ‬الألمانية‭ ‬بالجامعات‭ ‬المصرية‭.‬

تم‭ ‬مناقشة‭ ‬الرسالة‭ ‬فى‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬الألمانية،‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬بإشراف‭: ‬د‭. ‬ناهد‭ ‬الديب،‭ ‬أستاذ‭ ‬الأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬بآداب‭ ‬القاهرة‭ (‬المشرف‭ ‬الرئيسى‭)‬،‭ ‬د‭. ‬كلاوديا‭ ‬ليبراند،‭ ‬أستاذ‭ ‬الأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬بمعهد‭ ‬اللغة‭ ‬والأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬جامعة‭ ‬كولون‭ ‬ألمانيا‭ (‬مشرفا‭ ‬مشاركا‭)‬،‭ ‬والراحلة‭ ‬د‭. ‬منار‭ ‬عمر،‭ ‬مدرس‭ ‬الأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬بآداب‭ ‬حلون‭ (‬مشرفا‭ ‬مشاركا‭).‬

وضمت‭ ‬لجنة‭ ‬المناقشة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬الإشراف‭: ‬د‭. ‬صفاء‭ ‬شلبى،‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬الأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬ود‭. ‬ريهام‭ ‬طاحون،‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬الأدب‭ ‬الألمانى‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة