دكتور يحيى هاشم
دكتور يحيى هاشم


مرضى الإستصفاء الدموي .. رحلة حياة

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 27 يوليه 2021 - 11:18 م

بقلم: دكتور يحيى هاشم

تشهد مصر الآن تطورا كبيرا في الوعي بمختلف الجوانب المرتبطة بالصحة العامة ومعرفة تفاصيل كثيرة عن أمراض متنوعة مما ساعد المجتمع كله على خلق رأي عام يدعم هذه الفئات التي تعاني من المرض و خاصة الأمراض المزمنة التي تلازم الشخص منذ إصابته بها حتى آخر يوم في العمر و من الأمراض التي لا يزال المجتمع يحتاج إلى مزيد من الوعي بتفاصيل حياة أصحابها و معرفة مدى المعاناة و مشقة الحياة الدائمة التي يعيشون فيها هم المرضى الذين يعيشون على جلسات الإستصفاء الدموي بواقع ثلاث جلسات أسبوعيا مدة الجلسة أربع ساعات و ذلك مدى الحياة نتيجة إصابتهم بالفشل الكلوي المزمن و هم معروفون مجتمعيا بمرضى الغسيل الكلوي و لكن المسمى العلمي الصحيح هو مرضى الإستصفاء الدموي لأن الكلى قد أنتهى دورها تماما لذلك لجأ المريض إلى جلسات الغسيل الكلوي أو الإستصفاء الدموي ليظل على قيد الحياة .

هناك الكثير من المعلومات التي يجب أن يعلمها المجتمع عن حياة هؤلاء الأبطال من محاربي الفشل الكلوي حتى نحدد الإستراتيجية المناسبة لتمكينهم مجتمعيا بشكل يعود بالنفع عليهم فهم يقومون بعمل جراحة في إحدى اليدين تسمى عمل الوصلة الشريانية الوريدية ليتمكن المريض من خلالها من التوصيل على ماكينة الإستصفاء الدموي في كل جلسة و يحذر على المريض نهائيا التعامل بهذه اليد في إي أمر من أمور الحياة ليحافظ عليها من أجل الحفاظ على حياته بإنتظام جلسات الإستصفاء الدموي و عليكم أن تعلموا أن الإبرة التي يتم التوصيل منها للماكينة ليست مثل الحقنة العادية و إنما هي ذات سن كبير مدبب ليسمح بسحب الدم من الجسم إلى الماكينة لإستصفائه من السموم و إعادته إلى الجسم مرة أخرى خلال أربع ساعات متصلة في كل جلسة .

كما أن هناك بعض المرضى أثناء الجلسات الخاصة بالإستصفاء الدموي يعانون من إنخفاض شديد في ضغط الدم أو إرتفاع شديد في ضغط الدم مما يتطلب المتابعة الطبية الدقيقة لكل مريض خلال الجلسة للحفاظ على حياته و هنا علينا أن نشيد بدور التمريض المتمكن من عمله في المتابعة و ضبط الماكينة بالشكل المناسب لحالة كل مريض .

و علينا أن نعلم بأن هؤلاء المرضى يحتاجون في أغلب الأحيان إلى مرافق دائم لهم حتى يتمكنوا من الإندماج في المجتمع و يحققون إحتياجاتهم بشكل طبيعي و هذه هي صورة الحياة المجتمعية للمرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن و يعيشون على جلسات الإستصفاء الدموي ثلاثة أيام إسبوعيا طول العمر .

صحيح أن الدولة تبذل جهدا كبيرا لتوفير وحدات الإستصفاء الدموي أو وحدات الغسيل الكلوي و تصدر قرارات الغسيل الكلوي على نفقة الدولة أو من خلال قرارات الهيئة العامة للتأمين الصحي و لكن الأعداد كبيرة و متزايدة و حجم العاناة المرضية الإجتماعية كبيرة جدا .

لذا أقترح على كل رجال الأعمال الوطنيين و سيدات المجتمع و الفنانين و المشاهير من الرياضيين أن يسهموا في بناء وحدات للإستصفاء الدموي أو الغسيل الكلوي في كل حي من أحياء مصر و كل مركز كبير يشمل بعض القرى الصغيرة حتى تتوفر الأماكن القريبة من المرضى لنخفف عنهم المعاناة قدر المستطاع و نوفر لهم بروتوكولات العلاج التي يعيش عليها هؤلاء المرضى مدى الحياة .

 كما أنني أحلم بأن تنهي الجهات الحكومية رحلة الروتين في تجديد خطابات الغسيل الكلوي من خلال منصة الكترونية يتقدم من خلالها المريض الذي يقوم بتجديد الخطاب الموجة لوحدات الغسيل الكلوي من مكانه دون معاناة و خاصة أن حالته ثابته و لن تتغير فهو يعيش على جلسات الإستصفاء الدموي حتى نهاية الحياة لنخفف على هؤلاء المرضى مشقة الإجراءات الروتينية في تجديد الخطابات .

إن حب هذا الوطن العظيم مصر يفرض على كل منا أن يقوم بدوره  تجاة هذا الوطن حتى نكون يد واحدة في مواجهة كل أنواع التحديات أى كانت لنتمكن سويا من بناء مصر المستقبل التي نحلم بها جميعا و تحيا مصر دائما و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة