خرج علينا الدكتور حسام مغازي وزيرالري الإثنين الماضي بتصريح قال فيه انه تم اكتشاف مصدر جديد للمياه الجوفية يكفي لزراعة 1.5 مليون فدان لمدة مائة عام. وتبين بعد مناقشة الخبراء ان مايقصده الوزير هو الخزان الجوفي النوبي الذي تشترك فيه مصر وتشاد والسودان واريتريا،وتصل مساحته في مصر 700 ألف كيلومتر مربع تضم الوادي الجديد والعوينات وتوشكي وسيوة، وهو أمر معروف منذ عقود،واجريت عليه دراسات عديدة واعتمد عليه عبد الناصر في اقامة الوادي الجديد حيث كان يحلم بان يكون بمثابة دلتا جديدة تستوعب اكثر من 5 ملايين نسمة.لكن هذا الحلم تعثر كثيرا بسبب عدم الاستناد الي الاساليب العلمية في حفر الآبار مماأدي إلي نضوب بعضها. المهم ان الخزان الذي وصفه مغازي بالاكتشاف ليس جديدا، ما يجعلني اتساءل لماذا خرج علينا مغازي بهذا التصريح في هذا الوقت الذي نسعي فيه بكل السبل لكبح جماح اثيوبيا ومن وارءها في السيطرة علي مياه النيل ؟ الايكفيه وثيقة المبادي التي صاغها واعترف فيها بسد النهضة دون ان يتمسك بنص مماثل يحفظ حقوق مصر التاريخية المنصوص عليها في اتفاقيات دولية. لقد قدمت مصر تنازلات كثيرة منذ تولي مغازي ملف الري، حتي اصبح كل مصري يشعر بالقلق علي مستقبله ولايستبعد ان يأتي يوم نتحول فيه إلي مجرد صور لهياكل عظمية تنشرها صحف الغرب- لاقد رالله- لضحايا العطش في مصر.اعود إلي التساؤل الملح : لماذا يتحدث الوزير في هذا التوقيت عن الخزان النوبي ؟ ألايمثل حديثه رسالة سلبية إلي العالم مفادها ان مصر لاتعاني فقرا مائيا ولديها مايكفيها، وبالتالي لايحق لها منازعة اثيوبيا في مياه النيل ؟ ايها الوزير المبتسم دائما..تذكر انك وزير للري وليس للرغي !