نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

مالك عقار الوراق

نوال مصطفى

الأربعاء، 28 يوليه 2021 - 07:05 م

استيقظ سكان العمارات المجاورة لعقار الوراق صباح يوم الثلاثاء الماضى، على أصوات اهتزازات شديدة  ثم انهيار أجزاء من حجارة وخرسانات، أعقبه سقوط عقار مكون من خمسة طوابق، سبق أن صدر قرار إزالة له قبل شهرين، وكالعادة لم ينفذ!.
مالك العقار - شاب ثلاثينى ـ هرع يحاول إنقاذ نفسه وأسرته، نجح فى إخراج الطفلين، وعندما ذهب ينادى على زوجته التى عادت مرة أخرى لتجمع الأشياء النفيسة تهدم عليهما العقار، فارق هو الحياة، بينما نجت هى بمعجزة عندما أخرجوها بصعوبة من تحت الأنقاض، ونُقلت إلى المستشفى بسيارة إسعاف فى حالة خطرة. وبقى طفلاهما على قيد الحياة، لكنهما بالتأكيد فى حالة صدمة شديدة مما عاشوه خلال تلك المأساة الرهيبة، أكبرهما عمره ثمانى سنوات.
شهود العيان، ومعظمهم من الجيران الذين تضرروا بشدة مما حدث، وأصبحوا فى الشارع بعد إخلاء خمس مبانٍ مجاورة للعقار المنهار يقولون إن هناك لجنة من الحى جاءت قبل العيد، وأصدرت قرارا بإزالة العقار، لكنهم لم يأتوا بعد ذلك للتنفيذ!. يعنى هناك مسئولون فى الحى عن هذه المهزلة، والكارثة التى لولا ستر ربنا لحصدت أرواح ثلاث أسر أخرى كانت تقطن العقار، لكنهم أخلوا أنفسهم منذ شهر، وهم يشاهدون المبنى يميل، ويتداعى أمام أعينهم.
قال الشهود إنه بنى العقار بدون أعمدة، وقال آخرون إنه بنى الدورين الأخيرين مخالفا رخصة البناء!، أين كان مسئولو الحى وكل هذا يحدث؟ هل شربوا الشاى بالياسمين؟ أم صار الإهمال واللامبالاة سمة الموظف فى تلك الأحياء المليئة بعشش دبابير الفساد؟ الأسر التى وجدت نفسها فجأة فى الشارع تحتاج تحركا سريعا من محافظ الجيزة، لابد من تسكينهم فورًا وإنقاذهم من هذا الوضع المزرى.
أما الأطفال الأبرياء، طفلا أصحاب العقار المنهار، فقد دفعا ثمناً فادحًا لجرم لم يرتكبوه، فقدا فى لحظة واحدة الأب، البيت، وماتزال العناية الإلهية تبقى الأم المصابة حتى الآن على قيد الحياة. نتمنى جميعًا أن ينقذها الله، وتعبر مرحلة الخطر حتى تعود إلى هذين الطفلين البريئين.
المحليات يا سادة.. ماتزال هى بؤرة الفساد، وأم المشاكل. لابد من تطهير حقيقى لهؤلاء المفسدين فى الأرض، ومحاسبة المسئول أيا كان موقعه. يجب ألا يمر هذا الحادث مرور الكرام، ولا يكفى تعويض الأسر المتضررة. بل البحث عن الفاعل الحقيقى، الشخص الذى «طرمخ» على التقرير ولم ينفذه بكل حزم، كفانا دورانا فى الفراغ دون تحديد للمخطئ وحسابه. وإلا سوف نستيقظ كل يوم على حادث مماثل، فى منطقة أخرى، ومحافظة مختلفة طالما تركنا عشش الدبابير تنخر فى جسد الوطن.
>>>
حوادث قتل الزوجات والأزواج الغريبة، المريبة التى شهدتها إجازة عيد الأضحى المبارك تشير إلى أشياء يجب الانتباه إليها، أن الأزواج والزوجات متعلمون ومتعلمات. أى أن المستوى التعليمى عالٍ كذلك أن الأزواج والزوجات الذين ارتكبوا تلك الجريمة البشعة تزوجوا بعد قصة حب، تسجلها صور وبوستات على الفيسبوك وانستجرام وخلافه. إذن ماذا حدث؟ وكيف يتحول الحب والعشرة إلى قتل ودماء؟ هل فلتت الأعصاب إلى هذه الدرجة؟ هل يتزوج الشباب الآن دون فهم لمعنى الزواج، فاقدين لأبسط القيم والمبادئ التى تصيغ تلك العلاقة المحورية فى حياة الإنسان، هل نحتاج أن نعلم شبابنا ثقافة الزواج باعتباره بناء ممتدا، وشجرة نزرعها فى أرض خصبة، تنبت فيها أحلامنا المشتركة، وإنجازاتنا الإيجابية. ما حدث يحتاج دراسة متعمقة اجتماعية ونفسية تجيب على كل تلك التساؤلات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة