بقلم: عبد الصبور بدر
بقلم: عبد الصبور بدر


شهريار

عايز أنام

الأخبار

الأربعاء، 28 يوليه 2021 - 08:36 م

بعد العاشرة مساء تفقد عينى صلاحيتها وتصبح فى لون ثمرة الطماطم، مخى يتعطل عن العمل، وأحس أن رأسى ثقيلة فى وزن جبل، أطرافى ترتخى، وحواسى يغمى عليها، واتحول إلى مشروع ميت،  فى الوقت الذى أنظر فيه إلى  زوجتى المتيقظة بجوارى وكأنها من الأبطال الخارقين، بينما ابنتى الرضيعة لا تكف عن التنطيط حتى مطلع الفجر بمجرد أن تسقط رأسى فوق كرشى على الكنبة، وأبدأ فى الشخير، تتحول زوجتى إلى منبه،  توقظنى عشرات المرات، على أمل أن أظل ساهرا بجوارها، لكن لا حياة لمن تنادى، فى كل مرة أوهمها بأننى استيقظت، وبعدها بثوان معدودة تعود رأسى إلى وضعها الطبيعى فوق كرشى وأمد يدى لأتناوب طبق رز مع الملايكة، وصوت شخيرى يزلزل جدران الشقة.
ظنت زوجتى أن البيت هو السبب، والكنبة سكناها عفاريت تجلب النوم، وقررت أن نقضى مجموعة من السهرات خارج المنزل، معتقدة أننى مريض وفى حاجة ماسة إلى علاج، أخذتنى من يدى إلى السينما، وقبل أن نجلس فى القاعة، حصلت على وعد منى ألا أفعلها وأنام، ولكن ليس على المريض حرج، بمجرد أن بدأ الفيلم روحت فى سابع نومة ورجعنا إلى البيت ونحن فى غاية النكد، ظلت تبكى وهى تؤنبنى على ما حدث منى، وأنا أمامها أجاهد لأرفع جاهدا أجفانى فى محاولات يائسة للتغلب على النعاس وفى الأوبرا كان الوضع مأساويا، صوت شخيرى كان أعلى من صوت الأوركسترا، فأفسدت على فرقة الباليه  الروسى  عرض «بحيرة البجع»، وضجت القاعة الهادئة بالضحك والغضب، لأستيقظ على زوجتى وهى تشتبك مع الأمن لتمنعهم من حملى وإلقائى خارج القاعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة