قديماً قالوا: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".. فإذا كان الكلام من صفيح لأن الضرب عليه ينتج صوتاً أعلي، فيقينا الصمت أجدي.
رغم أن المسألة بدهية إلا انها تتوه بعيداً عن سلوكيات بعض المسئولين، وهذا ما حدث عندما زف د.حسام مغازي للمصريين بشري اكتشاف الخزان الجوفي النوبي، في توقيت يفتقر لأي حكمة سواء في الخطوات المتسارعة من جانب اثيوبيا للانتهاء من بناء سد النهضة، أو محاولاتها المستميتة لشراء الزمن علي مائدة المفاوضات، بينما الخطر يتهدد حصة مصر المائية، فما الداعي لإطلاق وزير الري لتصريحه؟
ألا يقدم مغازي ورقة للجانب الاثيوبي علي طبق من فضة؟ فمصر الغنية بالمياه الجوفية لا يضرها الخصم من حصتها التاريخية، ناهيك عن المطالبة برفع هذه الحصة، هكذا يقول المنطق.
هذا بفرض صحة ما يذهب إليه الوزير، لكن المأساة انه يبيع لنا الوهم، إذ الخزان ليس كشفاً جديداً، وإنما يعود إلي خمسينيات القرن الماضي، ثم ان الخبراء يؤكدون انه غير متجدد علي خلاف ما يروج له المغازي!
المتخصصون يتهمون الوزير -أيضاً- بأنه يقدم للرأي العام ما يشبه "الشربة" التي تشفي من أي داء، بينما يجافي اجتهاده صحيح العلم!
ما يتصوره المغازي طمأنة للشعب، من شأنه تقديم رسائل سلبية، إذ لا بديل لمياه النيل حتي بفرض صواب الكلام عن خزان متجدد قد يفيد في الزراعة، لكن ماذا عن الاغراض الأخري لاستخدامات مياه النيل التي لا يمكن تعويضها؟!
د.مغازي أمسك لسانك، واحذر -في هذا الوقت بالذات- تصريحاً قد يقودنا للهلاك.