الدكتور عاطف مهنّي، عميد كليَّة اللاهوت الإنجيليَّة
الدكتور عاطف مهنّي، عميد كليَّة اللاهوت الإنجيليَّة


قُبَيل أيام من تركه منصِبه..

عميد كلية اللاهوت الإنجيلية: أثق في هاني حنا وأرحب بخدمة الكنيسة والمجتمع

مايكل نبيل

الخميس، 29 يوليه 2021 - 03:19 م

عبر الدكتور عاطف مهنّي، عميد كليَّة اللاهوت الإنجيليَّة في القاهرة، قُبَيل أيام من تركه منصِبه، عن سعادته بالعميد الجديد للكلية الدكتور القس هاني حنا، وتسلِّيم مهمَّة قيادة الكليَّة لشخص يثقُ في أنَّه سيأخذها لخطوات أوسَع وأرحَب لخدمة الكنيسة والمجتمع، مضيفا أن الدكتور هاني حنا لديه اتِّساق أخلاقي واستقامة روحيَّة، ومِن حيث العِلم، فهو مُؤهَّل أكاديميًّا، فهو أحد أبرز عُلماء اللاهوت النِّظامي، ولديه رؤية وصاحب فِكر. 

 

وأشار الدكتور عاطف مهني، فى تصريحات له،  إلى أنه مُنذ توليه إدارة الكُليَّة، ساهم مع زملاءه في عدة تغيرات على مُستوى المنشآت، البرامج، المناهج الدِّراسيَّة، إعداد ونوعيَّة الطُّلاب، أعضاء هيئة التَّدريس، اللوائح الإداريَّة المُنظِّمة للعمل.

وأوضح أنه على مُستوى المنشآت (مباني الكُليَّة)، فخلفيته كمهندس مدني، ساعدته في التَّفكير بمنظور شامِل في تطوير مُنشآت الكُليَّة، والبدء بترتيب منطقي من خلال إصلاح البنية التَّحتيَّة أولاً، من تغيير شبكة المياه والصَّرف الصِّحي والتِّليفونات، والكهرباء ثم تطوير المباني الرَّئيسيَّة للكليَّة. فلم يكُن هناك مكاتب للأساتذة، وتمَّ تطوير جميع مكاتب الموظفين والملعب والمطعم، بالإضافة إلى سكن الأساتذة ومبنى الطُّلاب ومكتبة الكليَّة وقاعة الاحتفالات والـChapel.

ولفت إلى أنه على مُستوى برامج الكُليَّة، حدث تَّغيير نوعًا وكَمًّا. فمِن حيث النَّوع: الفلسفة تغيَّرت، فقد تدرَّجنا من مفهوم التَّعليم Teaching الذي يُلقِّن فيه الأستاذ طلاَّبه الدُّروس، إلى التَّعلم، حيث التَّركيز على فائدة المتعلِّمLEARING إلى التَّربية Education حيث هناك دور للمُعلِّم والمتعلِّم، إلى التَّشكيل Transformation حيث يتمّ تشكيل شخصيَّة الطَّالب خلال رحلة الدِّراسة على المستوى العقلي والمهارى والعلاقاتي والرُّوحي.

وأضاف أنه على مُستوى الكمَّ، أنهَيْنا فكرة الانضمام للكليَّة بمؤهَّل مُتوسِّط، وقدَّمنا درجة ماجستير للقسوس. أمَّا ماجستير المسائي، درجة الـ MAT فقد تمَّ تقسيمه إلى عدَّة تخصُّصات، مثل الدِّراسات الكتابيَّة والإرساليَّات والمشورة. وأضَفنا درجات علميَّة أخرى، مثل: ماجستير القيادة والإدارة MLM، وماجستير الإعلام والقيادة MML، ودرجة الماجستير في اللاهوت ThM وهي درجة علميَّة لاهوتيَّة ثانية. وحاليًا نعمل على قَدَمٍ وساقٍ العام القادم لمنح درجة الدكتوراه DMin بالتَّعاون مع جامعة Fuller، ودرجة الـ PhD مع عدد من الكليَّات في المنطقة، وجامعة مرموقة في هولندا.

 

وأكد أن على مُستوى المناهج الدِّراسيَّة والوسائل التَّعليميَّة المُتاحة، فخلال رحلة التَّطوير التي اجتزناها، والفضل يعود لزملائه الذين قادوا البُعد الأكاديمي، منهم الدكتور مجدي صديق، والدكتور هاني حنَّا، والدكتور دارين كنيدي، فكلّ مادَّة لابُدّ لمدرِّسها أن يُعدَّ لها syllabus (منهاج)، يحتوي على أهداف المادة على مُستوى الجانب المعرفي/ الفِكري، والتَوَجُّهي/ الشُّعوري، والسُّلوكي/ المهارى، ثم النَّتائج المرجوَّة من هذه المادة، وطُرُق تقييم أداء الطُّلاب، وعلاقة المادَّة برسالة الكليَّة.

وأضاف: أمَّا على مُستوى أعداد ونوعيَّة الطُّلاب الخرِّيجين: فالإحصاءات تتحدَّث، ففي عام 2000 عندما تولَّي إدارة الكليَّة كان بالكلية 67 طالبًا وطالبة في جميع البرامج، الآن لدينا 510 طالبًا في جميع البرامج، جميعهم يحملون مؤهلاً جامعيًّا. هذا يؤكِّد على وجود نموّ في الكمِّ والكيْف. وهناك اختبارات مُتعدِّدة ومُقابلات وتزكيات تُطلب من كلِّ مرشَّح للالتحاق بالكليَّة. 

 

وأشار إلى أنه على مستوى أعضاء هيئة التَّدريس: فجميع أعضاء هيئة التَّدريس أخذوا فُرصة للدِّراسة، سواء في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه في أعرق الجامعات في أمريكا وإنجلترا وإسكتلندا.

وذكر أن على مستوى اللوائح الإداريَّة المُنظِّمة للعمل: فقمنا بتطوير جذري في لائحة النِّظام الأساسي للكليَّة عام 2008، تحت قيادة د. ق. مكرم نجيب رئيس مجلس الكليَّة آنذاك، و أ. د. عماد رمزي الذي كان يرأس اللجنة الإداريَّة المعنِيَّة باللوائح. واستقدمنا خبراء في التَّعليم اللاهوتي من الخارج، لنعرف ونتعلَّم منهم كيف تُدار كليَّات اللاهوت عالميًّا، من أجل وضْع أفضل المعايير المُنظِّمة للعمل، وتعميق رسالة الكليَّة وضمان تحقيقها. وقد أدَّى ذلك إلى وضوح رؤية الكليَّة وأهدافها وهويَّتها وتبعيَّتها وتوجُّهها اللاهوتي المشيخي المُصلَح. 

 

كما أشار إلى أنَّ أكثر إنجاز يعتزُّ به هو الجِديَّة في التَّعامل مع رسالة الكليَّة ومَسؤوليَّتها نحو الكنيسة، وعدم التَّشتُّت عنها رُغم كثرة الضُّغوط والتَّحديات، والابتكار في التَّنفيذ. فالكُليَّة وُجِدَت من أجل خدمة الكنيسة في إعداد قساوسة وقيادات علمانيَّة. ولو حدث تقييم مُنصِف في يوم من الأيَّام، سواء لما حدث من تأهيل الأساتذة وتطوير المناهج لخدمة كلّ فئات الكنيسة، وغير ذلك من أنشطة، سنجد أنَّ هدفي الأساسي كان بالفِعل هو خدمة الكنيسة. 

 

وأوضح الدكتور عاطف إلى أنه لم يخالف لائحة الكليَّة في استمراره عشرين عاما في منصبه، لأن لائحة الكليَّة لا تنصّ على أنَّ الفترة مدَّتَيْن، لكن عن أربع سنوات قابلة للتَّجديد بعد تقييم الدَّور، ومُحدَّد سِنّ التَّقاعد في المناصِب الإداريَّة للعميد والوكلاء حتى 65 سنة. وكان لديه التَّجديد لفرصة أخيرة حتى الوصول لسِنّ الـ 65 سنة. فاللائحة تُفرَّق بين نوعَيْن من المُدَد، الأول: العمل التَّطوعي (مثل عضوية المجالس) والذي يُحدِّده السّنودس بفترتَيْن، كلّ فترة أربع سنوات. والثاني: هو العمل التَّنفيذي في الإدارة. وعالميًّا يوجد ما يُسمَّى بالفترة المفتوحَة التي تُطبَّق على الأساتذة tenure، فيتحوَّل عقد الأستاذ أو العميد من مُؤقَّت إلى دائم.

وأضاف أنه في عام 2012 تقدَّم إلى مجلس الكليَّة بطلب الاكتفاء بالفترة الماضية، ورغبته في العودة للتَّدريس كلّ الوقت، لكن المجلس أصرَّ على استمراره بعد تقييمٍ أدائه حسب اللائحة. وفي عام 2016 تقدَّم أيضًا بطلب مُماثِل، وطلب المجلس أيضًا استمراره لظروف داخليَّة مُختلِفة. وصمَّم على أن تكون هذه هي المدَّة الأخيرة له، بصرف النَّظر عن عدم وصوله لسِنّ التَّقاعد (65 عامًا). وفى عام 2018 تقدَّم بخطاب تذكير للمجلس بأنَّ هذه هي الفترة الأخيرة، ولن يجِدِّدها. وقَبِل المجلس طلبه بمحبَّة، وطلبت وقتها البَدء في خطوات اختيار العميد الجديد، وبالفعل تمَّ اختيار الدكتور القس هاني حنَّا عميدًا للكليَّة، على أن يبدأ عمله بعد عودته من الإجازة الدِّراسيَّة، في 1 أغسطس 2021. وبالتالي فليست هناك مُخالَفة للوائح.

واختتم تصريحاته، بالدُّروس المُستفادَة خلال 20 سنة مِن إدارته للكليَّة منها: أن يقدِّم كلّ ما يعمله للرَّبِّ لا للنَّاس. ويحتَرِم دوره وأدوار الآخرين (سواء زُملاء أو مجلس يرأسه). وضرورة العمل الجماعي الذي يحمي القائد مِن إظهار ضعفه في نقاط كثيرة، غير مُتخصِّص فيها. وقوَّة التَّواصُل مع الكنيسة له تكلِفَة، لكنَّه يستحقّ. ففي العمل العام يرى كلّ مَن تخدمه أنَّ له رأي وأنَّه صاحب قرار، وعادةً ما يعتقد أنَّ قراره هو الأصحّ. وأخيرا منظومة النَّجاح تبدأ مِن الله، ثم اختيار القائد المناسِب، ثم توافُر فريق العمل المُناسِب، ثم تأتي الرُّؤية، ثم الإمكانيَّات. 

 

يذكر أن الدكتور القس عاطف مهني، تولى إدارة الكليَّة في 1 يوليو 2000، بعد أن انتهى مِن رسالة الدكتوراه في اللاهوت عام 1999 في إسكتلندا. وساهم مع زملائه خلال عشرين عامًا في تطوير الكُليَّة على كافَّة المُستويات: المُنشآت، البرامج، المناهج، واللوائح الإداريَّة المُنظِّمة للعمل. ويتولى الدكتور القس هاني حنا، عمادة الكلية بداية من 1 أغسطس 2021.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة