عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

المعركة قبل الأخيرة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 29 يوليه 2021 - 05:45 م

أكثر من سبب يفسر تراجع حدة رد الفعل الذى أنتهجته حركة النهضة الإخوانية فى تونس على قرارات الرئيس التونسى قيس سعيد .. فبعد أن دعت قيادة الحركة مناصريها إلى التجمع والاعتصام أمام البرلمان الذى جمد عمله الرئيس التونسى لمدة شهر، التزم الغنوشى زعيم الحركة بيته واكتفى بإصدار بيان يطالب الرئيس قيس بمراجعة قراراته التى أعلنها قبل أيام  مضت وتضمنت مع تجميد البرلمان إقالة الحكومة وإعفاء بعض المسئولين من مناصبهم .. وأهم هذه الأسباب تتمثل فى ثلاثة .. الأول: التأييد الواسع لقرارات الرئيس التونسى داخل تونس، سواء جماهيريًا أوسياسيًا ..والثانى عدم حصول إخوان تونس على ما كانوا يراهنون عليه من دعم غربى، أمريكى وأوربى.. فأمريكا لم تعتبر ما حدث انقلابا كما كانت تأمل قيادة حركة النهضة، وأوربا أبدت بعض التفهم لقرارات الرئيس التونسى .. أما السبب الثالث فهو يتمثل فى دهاء إخوان تونس بالمقارنة بالإخوان فى الدول العربية، خاصة مصر، وهو الدهاء الذى حافظ لهم على وجودهم فى تونس بل والمشاركة فى حكمها طوال عقد كامل. وهذا الدهاء قد يجعلهم يتراجعون خطوة أو خطوات مؤقتا للحفاظ على كيان تنظيمهم، كما فعلوا قبل سنوات مضت، ولعلهم يدركون أيضا أن معركتهم فى تونس ربما تكون معركتهم قبل الأخيرة فى المنطقة العربية. 
فإذا خسر الإخوان هذه المعركة بشكل حاسم، أى تم إزاحتهم من الساحة السياسية فى تونس، فإن ذلك سيكون له تأثيره على معركتهم الحالية التى يخوضونها الآن فى ليبيا.. أى أن خسارتهم معركة تونس سوف تمهد  لخسارتهم معركة ليبيا التى يراهنون فيها على دعم تركى لم ينقطع واستهانة من بعض الدول العربية والأوروبية لخطرهم، مع ميليشيات مسلحة ما برحوا يحتفظون بها، وعدم حسم من منظمة الأمم المتحدة فى مواجهتهم. وبالتالى ينشط الإخوان فى تخريب الجهود الأممية لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، ولإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة فى نهاية هذا العام. 
لذلك علينا أن نتوقع مناورات واسعة لإخوان تونس تهدف إلى  كسب معركتهم الراهنة و تجاوز أزمتهم الحالية  مستعينين بكل ما يملكون من دهاء وقدرة على المناورة.. وسوف يكون رهانهم الأول والأهم إثارة الفتن السياسية والجماهيرية وإحداث انقسامات فى الجبهة التونسية السياسية والشعبية الواسعة الرافضة لهم .. فهم سيعملون على تفكيك هذه الجبهة، مع المحافظة على دور حركتهم (النهضة) فى الساحة التونسية، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا انتظارا لانتهاز اية فرصة مناسبة تعيدهم إلى صدارة المشهد السياسى من جديد .. فإن الإخوان يدركون أن خسارتهم معركة تونس بالكامل سوف تتلوها خسارة معركتهم فى ليبيا ايضا ، بل فى المنطقة العربية كلها، لأن وجودهم فى كل من الكويت والأردن والمغرب تحت السيطرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة