لوحة كولاچ
لوحة كولاچ


فرفش كده | هــرمــون

الأخبار

الخميس، 29 يوليه 2021 - 06:12 م

رامى حمدى

صاحب رواية «لوحة كولاچ»

وحيداً يجلس على طاولة فى أقصى قهوة الهرمونات، يشرب عصير الجرجير ليحافظ على الباقى من صحته، يأخذ نفساً عميقاً حمله إلى ذكريات بعيدة.

حين كان هرموناً نشطاً ينغز صاحبه.

كاريزمته كاسحة تتحكم فى تصرفاته، لتبدأ عملية الصيد.

 

أماكن الصيد الأصغر هى النواصى مع الكثير من «خد يا قمر أقولك» و»ما تيجى يا وحش الكون». أما الأفراح فهى حفلات الصيد الأكبر.

 

يظل «يفرك» متنقلاً بارادة صاحبه ومستخدماً عينيه بين هرمونة وأخرى.

يحاول أن لا يجعل لعاب صاحبه يسيل.

يراقب عقل صاحبه الذى ينوع الكلمات للوصول إلى النتيجة النهائية التى أدفعه لها. حب، استقرار، إنجاب، أبوة.

مع كل علاقة كانت قدراته كهرمون ذكورة يحمل ضميراً حياً تتوحش.

يسيطر ويوجه ويخطط، حتى صار هو نفسه الملك فى واجهة حفلة صيد لهرمونات أخرى.

صائد ماهر كما يقول أصدقاؤه.


نال حظه من السعادة بعدها شهوراً معدودة.

قبل أن يشعر بالانفجار من قلة الاستخدام، سمع أن المانع لحبسه وحبس طاقة أولاده ذوى اللون الأبيض، هو هرمون ذكورة صغير جديد سيخرج للحياة من رحم هرمونة.

بعد فترة تغير سلوك صاحبه معه.

صار يلعنه دون أن يستجيب له مع كل رزمة أوراق مالية تخرج من جيبه.

وجه ممصوص، وعيون يبروزها السواد، وشعر يحيط صلعة تلسعها شمس الظهيرة، جريدة تحت إبطه، وبطيخة يحملها بحنان، وصداع دائم.

مع سحبة رجل ثقيلة كلما دخل إلى البيت حيث توحشت الهرمونة، صارت تبتلعه بمساعدة الهرمونة الأم، تحولا على هاتفه إلى «الفمينستاية» و»حماتى الحرباية». كلمات عديدة صارخة دخلت حياتهم لا يفهم -كهرمون مثقف- معناها.

«مش عاجبك طلقني»، «أنا قادرة عالتحدى والمناهدة»، «بنتى اللى مبهدلها معاك دى تستاهل سيد سيدك» بالتأكيد الكلمة الأخيرة من الهرمونة الحرباءة ذات العيون الضيقة الخبيثة، « أنا مش خدامة لعيالك يا بيه» رغم أنه يعرف أن الناتج كان بالتراضى مع تلك الهرمونة الفاتنة سابقاً.


قادته دروب الحياة للتعرف على العديد من هرمونات الذكورة فى مكان يحمل على بوابته جملة محكمة الأسرة.

بعضهم كان بلطجياً وبعضهم كان يشعر بالحرية.

لكن حزن الهرمونات الصغيرة كان يقطع قلبه. مع مرور الزمن كان تألقه يقل.

قوة تأثيره تضيع بين أدوية الضغط والسكر ومضادات الاكتئاب، وكل هرمونة يحاول معها استعادة ما فاته دون جدوى.


توقف تفكيره وهو يراقب ذلك الهرمون الشاب الذى دخل إلى القهوة، طلب شوب عسل نحل بحبوب اللقاح، شربه على دفعة واحدة، ثم بدأ «يفرك» فى مكانه. قام من مكانه بقدر ما سمحت له صحته، ثم دون تفكير نزل عليه بصفعة فاجأه علو صوتها. نظر له قائلاً: «اهمد كتك نيلة فى مصيرك الإسود اللى مستنيك». ورحل فى حسرة وصمت.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة