صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


سينما مصرية لـ«المجانين».. وعبدالحليم وأم كلثوم وصباح «نجوم الشباك»

نسمة علاء

الجمعة، 30 يوليه 2021 - 01:09 م

لا يتخيل البعض أن نصف المجانين كالعقلاء، يتكلمون كلامًا طبيعيًا ويفكرون تفكيرًا عميقًا، ويناقشون المسائل اليومية دون أن تبدو عليهم علامة من الجنون.

 

وهذا ما حدث مع محررة جريدة أخبار اليوم عام 1960؛ حيث ذهبت «رشيقة» إلى مستشفى المجانين بالعباسية وتجولت بين المجانين ذكورًا وإناثًا، ووجدت أن كل واحد له قصة إنسانية مثيرة وآمال في الحياة.

 

ودخلت رشيقة عنبر النساء، ووجدت جناحا مرتبا نظيفا معزولا عن باقي المستشفى، وقابلت ألوانًا من الجنون ومن العقل، وأول فتاة تحدثت معها في العشرين من عمرها جميلة وهادئة وذكية وسألتها محررة أخبار اليوم عن آمالها، فقالت: ربنا يهديني وأخرج من هنا، وأخذت تروي قصتها مع الجنون، وقالت: إنني كنت طالبة ولكن والدي جوزني وعمري 14 عامًا وبعد 6 شهور من الزواج وجدت نفسي هنا في هذا الجناح بمستشفى المجانين.

 

وعن آمالها قالت: إن أملي في الحياة كان الظهور على الشاشة وفعلاً ظهرت «ككومبارس» في فيلم الغجرية.

 

اقرأ أيضًا| قصة حب بمنيا القمح.. انتهت بـ60 طعنة في جسد شاب

 

وطافت «رشيقة» عنابر المرضى الرجال ووجدت أن نسبة كبيرة منهم تقوم المستشفى بعلاجهم بالعمل، فالطريق الوحيد لعلاج الجنون هو الحرية في العمل وفي التجول في المستشفى وفي الكتابة.

 

ولهذا تحول جانب كبير من المستشفى إلى مصانع وأصبحت الأدوات الحديدية والخشبية في أيدي المرضى ومع هذا لم يقع حادث إصابة بينهم.

 

وقابلت المحررة واحد من المرضى وسألته: صنعت أيه؟

 

- مجنون.. وتدخل هنا مجنون آخر في المناقشة وقال له: مفيش حاجة هنا اسمها مجنون أنت اسمك مريض.

 

وقالت له المحررة: ما الذي تريد أن تحصل عليه في المستشفى؟

 

- لازم كل أسبوع نشوف رواية وعايز كمان كتاب «آلام فرتر» ونظريات الحكيم «كونفوشيوس»، وعايز أخرج إلى البيت وإلى وظيفتي.

 

ومريض آخر أمنيته أن يزوره فريد الأطرش في المستشفى وأن يغني له أغنية «وحداني وجميل جمال».

 

وطلبت أغلبية المرضى من النساء مقابلة «عبدالحليم حافظ وشادية ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وصباح»، وقالت أغلبية المجنونات أن أمنيتهن في الحياة إدخال هؤلاء الخمسة في مستشفى المجانين.

 

وآخر قال إن أمنيته أن ترسل له دار «أخبار اليوم» كل ما يصدر لها من صحف ومجلات ليتسلى به المرضى.

 

وانتهت الجولة في المستشفى بلقاء مع رئيس تحرير مجلة «الخبر السار» التي يصدرها مجانين المستشفى، وهو شخص واسع الإطلاع يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الصحافة.

 

وهذه المجلة قائمة على مقالات للمرضى وقصصهم ويكتفي المرضى فيها بالتوقيع بحروف من أسمائهم، كما يوجد باب للشكاوى والاقتراحات.

 

وحاولت محررة أخبار اليوم تحقيق جزء من أمنيات نزلاء المستشفى وأحضرت لهم الجراموفون والأسطوانات التي يفضلونها، كما اتصلت بالدكتور أحمد وجدي مدير عام الصحة العقلية – وقتها - وأبلغته طلب المرضى إدخال السينما في المستشفى.

 

كما أبلغت إدارة «أخبار اليوم» رغبة المجانين في تمكينهم من قراءة الصحف والمجلات وتقرر إرسال الصحف إليهم.

 

وبذلك استطاعت محررة أخبار اليوم أن تسعد المجانين وأن تجمعهم حول الأسطوانات ليقضوا وقتهم في دنيا الحب والموسيقى والأحلام.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة