محمد مختار جمعه وزير الأوقاف
محمد مختار جمعه وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: الإسلام فن صناعة الحياة لا الموت والحج مدرسة أخلاقية عظيمة

كرم من الله السيد

الجمعة، 30 يوليه 2021 - 04:33 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن العبادات مقصودة لذاتها ولحكم أخرى، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكـر، يقول سبحانه: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ» (العنكبوت: 45)، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.

وفي قيام الليل إعداد وتأهيل لحمل الرسالة وعمارة الكون والحياة، حيث يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَ قَلِيلاً نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً» (المزمل: 1-7)، فالإسلام هو فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ودورنا هو عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها ولا تدميرها باسم الدين.

وأضاف الوزير أن الزكاة طُهْرة للنفس ونماء للمال يقول الحق سبحانه وتعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (التوبة : 103) ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: «اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» (صحيح البخاري) والصوم جنة يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فإذا كان يوم صوم أحدكم فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ» (متفق عليه) .

ولفت الوزير في كلمه له علي صفحته الرسمية على «فيسبوك» كان الحج مدرسة أخلاقية وتربوية عظيمة فإن من أهم الدروس التي نتعلمها والتي ينبغي أن تستمر معنا من مدرسة الحج قضية التسليم المطلق لله (عز وجل)، وتفويض الأمر لله، والوقوف عند حدود ه (عز وجل)، وتعظيم شعائره، وحرماته، حيث يقول الحق سبحانه : " ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج: 32) ، ويقول سبحانه : "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ الله فَهُوَ خَير له عِندَ رَبِّهِ"(الحج : 30) . 

وأشار إلى أنه من كان يعظم حرمات الله (عز وجل) في عرفة ومنى والمزدلفة ، وفي المسجد الحرام وفي السعي والطواف ، عليه أن يستحضر هذا التعظيم لشعائر الله في سائر جوانب حياته فيحل الحلال ويحرم الحرام ويسعى في عمارة الكون وصنع الحضارة ونفع الإنسانية، وإن من علامات القبول الطاعة بعد الطاعة، والعمل بعد العبادة، فإذا عاد الحاج قانتًا مخبتًا منيبًا إلى الله تعالى، يحب الخير للناس، ويسعى في عمارة الكون وإحقاق الحق فذلك من علامات القبول، أما إن عاد كما ذهب وعلى ما كان عليه من تقصير فأمره إلى الله وعليه مراجعة نفسه.

وعن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ»، قَالَتْ: «أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: «لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ" (سنن ابن ماجه). 

ونقول لحجاج بيت الله الحرام ولمن أخذ نفسه بطاعة الله (عز وجل) في عشر ذي الحجة واجتهد في الطاعة والعبادة  : أمامكم مهام عظيمة في خدمة دينكم وأوطانكم لا تقل جلالًا ولا كمالًا ولا ثوابًا عن ثواب الحج والعمرة وأعمال العشر، وهي: كساء العاري، ومداواة المريض، وقضاء حوائج الناس، وعمارة الكون، زراعة، وتجارة، وصناعة، وإيجاد فرص العمل وبخاصة أهل السعة واليسر منهم؛ لنعمر دنيانا بديننا، فنربحهما جميعًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة