هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

ماسبيرو الذى كان

أخبار اليوم

الجمعة، 30 يوليه 2021 - 07:51 م

فى هذا المبنى الشاهق المطل على النيل والذى اتخذ شهرته من اسم العالم الفرنسى «جاستون ماسبيرو» أحد أشهر علماء المصريات، تعيش ثروة ضخمة من المواهب والخبرات غير المستغلة، وكنوز من التراث الإذاعى والتليفزيونى كان يمكن أن تمحوها الأيام من الذاكرة لولا قناة «ماسبيرو زمان» التى تبهجنا كل حين بحوارات وبرامج مع عمالقة الأدب والفكر والثقافة والفن، ورغم ضعف موارد وإمكانيات إنتاجها، فإن الثراء فى الإعداد وطرح الأفكار واختيار الموضوعات وبراعة تقديمها جعلت منها دررا كامنة تروى تاريخ ماسبيرو الذى كان.
كنا نجلس أمام شاشة التلفزيون، أنا وزوجي، نبحث عن شئ يدفعنا لمتابعته، ولا نجد فائدة من التنقل بين القنوات المختلفة، فالبرامج متشابهة وما تقدمه من محتوى لايثير الاهتمام، ونشرات الأخبار تبعث على الكآبة فى نهاية اليوم التى نحتاج فيها لمشاهدة ما يسر الخاطر ،غلبتنى مهنتى وتمنيت لو أتيحت لى الفرصة لإنشاء قناة إذاعية أو تليفزيونية تقدم محتوى يهتم بعقل المتلقى ، مستمعا أو مشاهدا، ويخاطب الناضجين بغض النظر عن تنوع اهتماماتهم ومشاربهم وميولهم، واختار للعمل بها أفضل الخبرات الإذاعية والتلفزيونية التى أحيلت للتقاعد، فهم الأقدر على التعامل مع المشاهد كأنه صديق وليس مجرد متلقي، وهم الأكثر دراية  بأهمية المحتوى ووظيفته فى جذب الجمهور، وهم الأكثر حنكة فى التعامل مع نبرة الصوت، فلا انفعالات مبالغا فيها ولا إزعاج مفاجئا بلا مبرر، ولا ثرثرة فارغة بلا مضمون، ولا تلويح بالأيدى أو «زغرة» بالعين، ولا إلقاء بلا روح ولا فهم لأوراق «إسكربت» كتبه الإعداد.سوف أختار أن تقدم هذه القناة برامج ثقافية مميزة، برنامجا عن القراءة يستضيف قراء يتحدثون عن أحدث إصدارات الكتب فى دور النشر، وآخر عن الموسيقى، وثالثا عن الفنون التشكيلية، وبرامج تهتم بالصحة العامة والنفسية واللياقة البدنية، وأخرى عن السفر والرحلات المناسبة واستكشاف العالم، وحوارات لشخصيات مؤثرة فى مجالات متنوعة تروى تجاربها الإنسانية وخلاصة خبراتها فى الحياة، كما أختار لها أعمالا درامية تخلو من حدة القسوة والعنف والكراهية كأغلب الأعمال الآن.
هل أصبح صعبا إلى هذا الحد أن ننعم ببعض الهدوء ونسعد بمشاهدة غير مزعجة؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة