سينجل مازر
سينجل مازر


سينجل مازر| هبة..طبيبة نساء وتوليد تحتضن «مهادة»

رانيا عبدالكريم

السبت، 31 يوليه 2021 - 10:22 ص

«الأم اللي ربت مش اللي خلفت».. مثل ينطبق تماماً على بنات وسيدات اخترن تحمل مسئولية الأمومة بدون أب، قررن أن يجاورن الرسول الكريم في الجنة كما وعد في الحديث الشريف «أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى».

فبعد أن تغيرت الشروط منذ عدة أشهر وأتاحت الفرصة للمرأة في الاحتضان وهي «سينجل» أي غير متزوجة، بمجرد وصولها الثلاثين، فتح هذا التغيير الباب أمام الكثير ممن لم يتزوجن، أو تزوجن ولم يكن لهن نصيب في الإنجاب، أن يكفلن طفلا يكون شريك حياة وسند طريق، وأيضا يكون بابا لدخول الجنة.

«انا دكتورة هبة مصطفى.. طبيبة نساء وتوليد.. سينجل مازر».. كان هذا تعريف دكتورة هبة الأم الحاضنة للطفلة «مهادة»، لنفسها في بداية حديثها، في تأكيد وافتخار بابنتها المحتضنة.

بدأت «هبة» تروي قصتها قائلة: «أنا طبيبة وشغلي صعب، ومواعيده كمان مش ثابتة، ودا في حد ذاته كان تحدي كبير قدامي، وهل أنا هاقدر أعمل كدة وأوفق بين شغلي وبنتي ولا مش هاقدر»، إلا أن غريزة الأمومة طغت على دكتورة هبة، ولأن الفكرة كانت تراودها من فترة، فقررت التنفيذ، وقتها لم يكن متاح أن تكفل باسمها، فعرضت الأمر على والدها ليكون طالب الكفالة باسمه، إلا أنه لم يقبل ووالدتها الأمر قائلين «إحنا ما صدقنا خلصنا تربيتكم».

تغيرت الأمور بعد  الشروط الجديدة وأصبح متاح لهبة أن تكون «سينجل مازر»، واستطاعت هبة أن تقدم طلبها بالاحتضان، ولكنها فضلت أن تكفل ابنتها وسط أسرتها، لأن الطفل كما نؤكد بحاجة إلى أسرة وليس أم فقط منعزلة عن المجتمع، وتحملت مشقة إقناعهم بالفكرة، إلى أن تقبلوها.

وتابعت: «قرأت منشور عن الإجراءات الجديدة للكفالة، وجدت أن كل الشروط تنطبق عليا بفضل الله، ورغم أن شغلي صعب والسنة دي كانت أصعب عشان مهادة معايا، بس كانت أقلهم اكتئاب».

وعن ابنتها قالت «مهادة هي اللي اختارتنى مش أنا، اتعلقت بيا وعلقتنى بيها، وأول ما شوفتها حسيت إن هي دي بنتي، شوفتها أول مرة وهي عمر شهرين، واستلمتها وهي عمر ثلاثة أشهر ونصف، وهي الآن بعمر سنة وشهرين تقريبا».
 
فترة تعارف

ورغم معارضة الأب والأم في بداية الفكرة، إلا أنهما بمجرد وصول «مهادة» البيت، تعلق بها الأب، بينما الأم استغرقت عدة أيام إلى أن تعودت على وجودها، والآن أصبحت هي تهتم بها مثل ابنتها وأكثر.

وبدأت هبة في تعريف المحيطين بها من أطفال في البيت من الأقارب والأهل على الفكرة، ومعنى الكفالة وما معنى أم وابنة بالرضاعة، موضحة: «وهذا ما سأفعله مع مهادة، وبالفعل بدأت في هذا من الآن وأحيانا احكي لها ما يحدث معنا وكيف أنها اصبحت ابنتي أنا».

ساعد «هبة» في تجربتها الورش التي حضرتها من خلال صفحة «الاحتضان» على فيسبوك، وشاهدت تجارب شخصية والمشاكل التي من الممكن أن تقابلها وكيفية التغلب عليها.

وتنهي هبة حديثها: "نفسي محدش يعاملها بشكل مختلف، وماتكونش مواطن درجة تانية، لازم تكون زيها زي كل الأولاد حولها، فهي بنتي أنا، الأولاد مش محتاجين غير الأمان، أول ما أخدتها كانت بتصحى وتتفزع من النوم دلوقتي بقت متطمنة تصحى تضحكلي وتنام»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة