سامي الحسن
سامي الحسن


«سامي الحسن» يكتب: تكنولوجيا الثقافة والذكاء الاصطناعي

بوابة أخبار اليوم

السبت، 31 يوليه 2021 - 02:02 م

 

بقلم: سامي الحسن

 

الاهتمام العالمي بملاحقة تطوّرات الذكاء الاصطناعي ليس موضة من الموضات المتداولة بل هناك أسباب حقيقية دافعة له ومحفّزة لملاحقته.

 

أولها أن هناك دافع عملي ناجم عن اهتمام الناس بخارطة الوظائف العالمية الأكثر دخلاً وطلباً من سوق بورصة الوظائف؛ وبالتالي لابدّ من التمكّن من أساسيات الذكاء الاصطناعي وكلّ المباحث العلمية المصاحبة له منذ وقت مبكّر من حياة الأشخاص، وثانيها أن هناك شغف فلسفي وأخلاقي وثقافي في معرفة شكل الحياة التي سيكون الذكاء الاصطناعي العنصر المؤثر فيها في العقود القادمة. 

 

ثمّة نقصٌ هائل وقصورٌ معيب في معرفة أساسيات الذكاء الإصطناعي على مستوى الثقافة العامة الكفيلة بخلق تيّار جمعي دافع لتطوير هذا المبحث العلمي على مستوى الدراسات والتقنيات؛ إذ لازال الذكاء الاصطناعي يدرّسُ على مستوى الدراسة الجامعية ضمن برامج علوم الحاسوب والهندسة البرامجية وبعض الفروع الهندسية (مثل الميكاترونكس) في إطار نظري عتيق وعاجز عن خلق معرفة نشيطة بهذا المبحث الواسع. نعرف أننا لسنا مطوّرين في حقل الذكاء الاصطناعي ؛ لكنّ هذا لاينفي أهمية نشر معرفة أساسية عامة ورصينة به بطريقة تجعلنا بعيدين عن وصف المستهلكين الغشماء الذين لايعرفون سوى استخدام التقنيات المتاحة أمامهم وكأنها « صناديق سوداء » أو « ألعاب حُواة سَحَرَة » .

 

إذا ما استثنينا معضلة التغيّر المناخي الذي ينبئ بعواقب كارثية على استمرارية الحياة البيولوجية ؛ فإنّ المفاعيل المترتبة على ارتقاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي المعضلة الأكثر جلباً للاهتمام العالمي على كلّ مستويات الهياكل السياسية والمجتمعية والفكرية، وقد صار من الطبيعي الحديثُ عن قرب حلول متفرّدة تقنية Technological Singularity أو سيادة عصر الخوارزميات Algorithms الفائقة بوتيرة ربما تكون أعظم من الأحاديث الثقافية التي تسيّدت عصر السرديات الفكرية الكبرى (البنيوية وسلالتها من الرؤى الفلسفية مثالاً). 

 

أرى أنّ هذا الأمر له تسويغاته المعقولة ؛ فالذكاء الاصطناعي ليس مدرسة فلسفية يناصرها البعض ويعاديها البعض الآخر تبعاً لتوجّهات آيديولوجية أو فكرية محدّدة بل هو تطبيقات مؤثرة صرنا نتعامل معها يومياً – شئنا أم لم نشأ – وعلى أوسع نطاق ؛ ثمّ أنّ الذكاء الاصطناعي هو - قبل كل شيء - مبحث علمي / تقني يتمّ تناوله على أوسع النطاقات البشرية وفي المؤسسات الأكاديمية المرموقة، وصار سلطة مؤثرة في خلق أكبر الثروات في عالمنا المعاصر. 

 

لقد جعلت هذه الخصائص من الذكاء الاصطناعي عنصراً فاعلاً في تشكيل نمط حياتنا الحالية والمستقبلية على كلّ المستويات (فكرية وفلسفية وتقنية ومالية) ؛ ومن أجل هذا علينا جميعاً إمتلاك معرفة موثوقة ومعقولة بأساسيات هذا العنصر لنستطيع التعامل مع نتائجه المستقبلية.

 

هناك العديد من الكتب التي تتعامل مع الأوجه التقنية لمبحث الذكاء الاصطناعي (الشبكات العصبية، تمييز الأنماط، هياكل البيانات والخوارزميات) .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة