مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

بيوت «عنكبوتية»

الأخبار

السبت، 31 يوليه 2021 - 07:33 م

 

من الغريب ان يعزى البعض اسباب انتشار الجرائم العائلية التى هزت مصر الايام الماضية الى القمر وقد تصادف ان كان القمر بدرا عندما ارتكبت تلك الجرائم تباعا وكأن نور القمر هو من اهدى السكين الى سيدة القليوبية كى تغرزها فى قلب زوجها او هو من اوحى الى طبيب الدقهلية ان يطعن زوجته 11 طعنة فيرديها صرعى او ان يلف ثالث «الايشارب» حول رقبة زوجته حتى تلفظ انفاسها الاخيرة.
والحقيقة ان علاقة اكتمال القمر بدرا بتغير سلوك الانسان ودفعه الى ارتكاب الجرائم اسطورة قديمة ونظرية اثبتت الدراسات والابحاث الاجتماعية عدم صحتها.
اما وقد ثبتت براءة القمر من جنون وشطحات ابن آدم فإن القول الفصل فى اسباب انتشار الجرائم العائلية والزوجية خاصة أن لدينا بيوتا اصبحت للاسف اهون من بيوت العنكبوت لا بسبب خيوطه الواهية الواهنة ولكن لأنها بيوت محرومة من معانى الود والرحمة حيث تنقض انثى العنكبوت على ذكرها وتتغذى على لحمه بعد اتمام عملية التزاوج بل ويتقاتل صغاره من اجل الطعام وسعة المكان ويكون البقاء للاقوى ومن ثم يقتل الصغار أمهم آخر المطاف بعد ان يصيبها الضعف فى اقبح وابشع علاقة عائلية.
واذا جاز لنا المقارنة فللاسف سيطرت على الكثير من بيوتنا المادية واختفى الحب والمودة والرحمة اساس اى علاقة زوجية ناجحة. حتى اصبحت مصر الاولى عالميا فى معدلات الطلاق وسجلت هذا العام حالة طلاق كل اربع دقائق بزيادة 12% مطلع2021 حسب جهاز الاحصاء بل والغريب ان جل حالات الانفصال تحدث فى الزيجات الحديثة بين الشباب والسبب المعلن هو صدمة المعايش والمصاريف ومفاجأه المسئولية.. وكأنهم كانوا يعتقدون ان الزواج نزهة يعود بعدها كل من الطرفين الى بيت بابا وماما سالما.
المشكلة كبيرة وقتلت بحثا ولا حلول وإن كنا نحمد ربنا على نعمة الطلاق التى شرعها لنا كحل آمن للخروج من العلاقات الزوجية الفاشلة عوضا عن السكين وسم الفئران.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة