الأجيال الجديدة لا تعرف من تاريخ بلدها شيئا، وهذا الشيء ينطبق علي الرياضة، ففي الرياضة لا يهتم الممارس إلا بأداء التمارين والتطبيق في المنافسات، أما المتفرج فهو لا يعرف إلا الفريق الذي يشجعه في هذه اللحظة، وإذا بعدت الأجيال اندثر التاريخ.
وهذا ما حدث مع أقدم الأندية المصرية، والعربية والأفريقية والشرق أوسطية، إنه نادي السكة الحديد، هذا النادي الذي أنشئ عام 1903 لمجموعة المهندسين الأجانب الذين كانوا يعملون في الورش (عنابر السكة الحديد الموجودة بالسبتية)، وأقيم بحي شبرا بالقاهرة، وتألق النادي في رياضتين هما كرة القدم والملاكمة، وتخرج من هذا النادي نجوم كبار مثلوا مصر أذكر منهم حسب ذاكرتي: كابتن أحمد منصور نجم دفاع المنتخب المصري في بدايات القرن الماضي ونجوم الستينيات الكباتن كمال عتمان وكرم وأبوسريع ومن نجوم الثمانينيات مجدي كامل (لعب للمقاولون أيضا في عصره الذهبي) ويسري حلمي والقزاز ومجدي إمام (لعب للأهلي والإسماعيلي واشتهر بمجدي بطاطا).. ومن المؤكد أن بين أحمد منصور وكمال عتمان أجيالا برزت لا أعلمها، وهو ما سأحاول جاهدا بإذن الله أن أوثقه من خلال إدارة النادي (ورحم الله أستاذنا الصحفي الرياضي الكبير عمر أحمد بجريدة الجمهورية الذي كان عاشقا لنادي السكة الحديد).
ونادي السكة الحديد له مقر بمدينة نصر وله استاد كبير ولكنه للأسف يغيب دائما عن الوجود بين الكبار في عالم كرة القدم، رغم انه هو من أسس لها في مصر، فتراه دائما في الدرجة الثانية، لأنه يتبع الهيئة، ومنذ رحل المهندس أبوالعلا فرحات العضو البارز في اتحاد الكرة لسنوات طوال والذي تولي جميع المناصب الإدارية داخل النادي، والنادي يقبع في غياهب النسيان.
وهنا أسأل المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة: لماذا لا نهتم بعميد الأندية المصرية؟ فهو في الرياضة شأنه شأن الآثار الفرعونية والإسلامية التي توفر لها وزارة الثقافة ميزانيات ضخمة، ومن الممكن أن يكون مزارا للوفود الرياضية هو والنادي الأوليمبي بالاسكندرية.
أقول للكابتن جمال عبدالحميد (كابتن مصر في كأس العالم 1990) المدير الفني لفريق السكة الحديد ومعه الصديق العزيز الكابتن عفت مرسي المدرب العام للفريق (المدير الفني السابق لفريق أخبار اليوم لكرة القدم وصاحب أبرز إنجازات الفريق في بطولة الجمهورية للشركات): قلبي معكما وعزائي الوحيد أن الإدارة الحالية للهيئة تهتم بالنادي.
وأخيرا.. أتمني أن أري فريق كرة القدم بنادي السكة الحديد بين الكبار في دوري الأضواء والشهرة العام القادم بإذن الله