عدد من السيدات يمارسن الأشغال اليدوية داخل اللجنة الاقتصادية بالاتحاد
عدد من السيدات يمارسن الأشغال اليدوية داخل اللجنة الاقتصادية بالاتحاد


ضيوف قدامى على أرض مصر

«اتحاد المرأة».. هنا حكايات فلسطينية

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 11:47 ص

آية فؤاد

يرجع تاريخ تواجد الفلسطينيين في مصر إلى عام 1948، حينما أقيمت مخيمات مؤقتة لاستضافة الفلسطينيين المتدفقين بسبب النكبة، وحتى يومنا هذا ينتشر الفلسطينيون في المحافظات المصرية المختلفة وبمناطق كثيرة، واستطاعوا الاندماج، وتفاعلوا مع المجتمع المصري في شتى المجالات، كما أصبحت لهم كيانات خاصة تهتم بالقضية الفلسطينية وتقدم أنشطة ودعماً للفلسطينيين، أبرزها اتحاد المرأة الفلسطينية الذي يمثل داعماً كبيراً للمرأة والأسر الفلسطينية من خلال عضواته اللواتي التقتهن آخر ساعة وجميعهن ضيوف على أرض مصر.

داخل مبنى عريق بشارع رمسيس يقع مقر اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة. يضم عدداً كبيراً من السيدات الفلسطينيات اللواتى يعملن لخدمة القضية الفلسطينية، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، كما يعقد الاتحاد العديد من الندوات الثقافية والاجتماعية التى تخدم قطاعاً عريضاً من الأسر الفلسطينية المقيمة فى مصر.

هن أصحاب قضية، معظمهن أبناء لمناضلين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية.. تربين بمصر وعشقن الحياة بها واندمجن مع شعبها، وهو ما تأكده أيضاً ملامحهن ولهجتهن المصرية، حتى أنه للوهلة الأولى تظن أنهن مصريات أباً عن جد، هن عضوات اتحاد المرأة الفلسطينية.

تحكى سونيا عباس، من مدينة مجدل عسقلان الفلسطينية عن ظروف مجيئها إلى مصر، وكيف سارت الأوضاع معها حتى أصبح الاتحاد، وتفاصيل حياتها هنا جزءا محببا لها بجانب هويتها الفلسطينية، وتقول: هاجر والداى من فلسطين بعد النكبة عام 1948، فهاجر والدى لقطاع غزة بـخان يونس، وهاجرت أمى إلى مصر ثم ذهب أبى إلى السعودية فى الستينيات، وبعد نكسة 1967 لحقت به أمى مع أشقائي، وولدت وتربيت هناك، حتى جئت إلى مصر عام 2014، واستقررت هنا مع زوجى المصري، وحصلت على الجنسية المصرية.

تتابع: كان والدى حريصاً منذ كنا صغاراً على تأكيد انتمائنا للوطن من خلال توفير شرائط الكاسيت لفرقة (أبناء الشهداء)، وجميع الفرق الفلسطينية التى تقدم الأناشيد الوطنية، والقراءة فى التاريخ الفلسطيني، وساعدنى انضمامى لاتحاد المرأة الفسطينية على تنمية شعورى الوطنى وخدمة القضية الفلسطينية.

وتؤكد أن العادات والتقاليد المصرية تشبه نظيرتها الفلسطينية إلى حد كبير، لذلك فهى قادرة على الاحتفاظ بالتقاليد الفلسطينية، والتمسك بتراثها حيث تعمل السيدات على توثيق الأشغال اليدوية.

أما مريم حمّاد، فى العقد الخامس من عمرها، فجاءت لمصر فى عام 1968، وكان عمرها وقتذاك ثمانى سنوات، وتلقت تعليمها فى مصر إلى أن حصلت على بكالوريوس الزراعة وتزوجت، وتقول: والدى كان من الفدائيين، وكان يتدرب مع القائد مصطفى حافظ وهو قائد مصرى كبير اغتاله العدو بفلسطين، واضطرته الظروف للخروج من فلسطين فجاء متخفياً إلى مصر، وبدأنا نمارس حياتنا بصورة طبيعية.

أما ندى عبدالرازق، عضو اللجنة الإعلامية بالاتحاد، فتقول: بدأت حكايتنا منذ مجيء أبى إلى مصر للدراسة، وكان قدتزوج أمى بفلسطين، وجاءت أمى فى إحدى المرات لزيارته فقامت حرب 1967 فاستقرت هنا، وبعد تخرج والدى عمل بوزارة التربية والتعليم وتدرج فى السلم الوظيفى حتى وصل إلى درجة مدير عام، وهو ما ساعدنا فى الحصول على الإقامة، ما عزز من استقرارنا بمصر.

وتؤكد أن مصر تعد من أفضل الدول التى يمكن للأجنبى العيش بها بخلاف أى دولة ثانية، فهى حكومة وشعبا دائماً يقفون إلى جانب الأجانب ولا يعرفون التعالي، فمن سماتهم الطيبة وحسن العشرة.

فيما تقول لمياء كمال، التى ترجع جذورها إلى مدينة نابلس:⊇والدى من الذين تم تهجيرهم عام1948، ولحسن الحظ أن والدتى مصرية، فاستقررنا هنا، وعمل والدى بالقطاع الخاص حينها وأكملت تعليمى وتخرجت فى كلية التجارة بجامعة عين شمس، وعملت بمستشفى الهلال الأحمر الفلسطينى كمدير مالى عام 1984، وكنت أشاهد الجرحى الفلسطينيين فى صورٍ مأساوية، ومنهم جرحى ومصابو حربى 2008 و2014، وكنت أعتبر عملى هناك نوعاً من أنواع خدمة الوطن، فام أكن قد التحقت بالاتحاد بعد.

وأكدت أن دور مصر لا يُنسى خلال تلك الفترة، حيث كانت وزارة الصحة تتابع يومياً الحالات ونسب الشفاء، وتطوَّع عددٌ كبير من الأطباء المصريين⊇لإجراء عمليات جراحيةبالمجان للمصابين الفلسطينيين، وكذلك لجنة الإغاثة الطبية كانت تتابع المستجدات⊇وحالة المصابين، وفى حرب 2014 تم فتح مستشفيات مصرية عديدة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وعن الاتحاد وأنشطته، توضح وسام الريس، مسئولة اللجنة الإعلامية، أن الاتحاد تأسس عام 1963 بمبادرة من المناضلة سميرة أبو غزالة، حيث كانت فى جلسة تضم مجموعة من السيدات الفلسطينيات، فقررت عمل تجمع ولقاءات منتظمة بينهن، ثم تطوَّر الأمر إلى تأسيس اتحاد يحمل اسم رابطة المرأة الفلسطينية يهدف إلى الترابط وتوحيد الجهود بين النساء الفلسطينيات المقيمات فى مصر لخدمة القضية الفلسطينية، وتمكين المرأة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.

تضيف: الاتحاد مشهر بوزارة التضامن الاجتماعى تحت اسم (رابطة المرأة الفلسطينية)، حيث كان فى بداية الأمر مجرد جمعية، لكن سار له وجه آخر مرتبط بالوطن، والفرع الأساسى له فى مدينة (رام الله)، ليصبح اتحاداً شعبياً من اتحادات التحرير الفلسطينية، وينفذ أهدافه ورسائله عن طريق مجموعة من اللجان المعنية بخدمة المرأة والأسر الفلسطينية، كاللجان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولجنة العلاقات الداخلية ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة الإعلام.

وبحسب وسام الريس فإن كل لجنة لها أعمال منوطة بها، فاللجنة الاجتماعية تقوم بعمل زيارات ميدانية، ودراسات لأوضاع الأسر الفلسطينية المحتاجة، والعمل على مساعدتها سواء بدفع إيجار المسكن أو الرسوم الدراسية لأبنائها، ولدى الاتحاد دراسة بأكثر المناطق التى يتواجد بها الفلسطينيون سواء بالقاهرة أو بالمحافظات من 1948 أو 1967، ومنها منطقة عين شمس، وشبرا الخيمة، والوايلي، والهرم، وكفر الشرفا، وإمبابة، وبكل منطقة منهم لدينا أعضاء، ورئيس لجنة للمنطقة للتواصل بشكل سهل مع سكانها من خلالهم، ولأن معظم الأطفال نشأوا فى مصر، لذا نحاول أن نعرفهم بوطنهم الأم وهويتهم وتاريخهم عن طريق أنشطة متعددة، كتجميع الأطفال وعرض خريطة فلسطين لهم وتعريفهم بالمدن الفلسطينية وأماكنها على الخريطة، وبعد ذلك يتم عرض خريطة صماء على الأطفال وهم يتعرفون إلى المدن بمفردهم، وننقل إلى مسامعهم الأغانى الوطنية، والنشيد الوطني، ونعلمهم رسم العلم الفلسطيني، وبهذه الطريقة نفتح للأطفال نافذة على وطنهم فلسطين.

أما فيما يخص اللجنة الثقافية، فهى تقيم الأنشطة المختلفةكتعليم الأطفال الرسم وعقد الندوات والمناقشات⊇بخصوص الموضوعات المختلفة، بجانب الإشراف على فريق كورال عباد الشمس، وهو فريق غنائى أعضاؤهمن الأطفال وحتى مرحلة الشباب ويقدمون الأغانى باللهجة الفلسطينية، ويشاركون بعروضهم فى المناسبات الفلسطينية المختلفة.. فيما تُعنى اللجنة الإعلامية بإصدار مجلة مريماية، وهى مجلة غير منتظمة، ويكون الملف الأساسى للعدد مدينة فلسطينية وعرض صور منها، والحديث عن أهم الشخصيات الفلسطينية والرائدات من النساء اللواتى نشأن بها، ويتم توزيعها على الأعضاء والسفارة الفلسطينية فى القاهرة، والمؤسسات الفلسطينية، وفرع الأمانة العامة بمدينة رام الله، لافتة إلى أنه فى مصر هناك اهتمام من كافة وسائل الإعلام بفلسطين والتراث الفلسطيني.

ومن أهم برامج الاتحاد ما تقوم به اللجنة الاقتصادية، حيث تهتم بتنمية مهارات المرأة الفلسطينية، ورفع قدراتها وإمكانياتها لمواجهة أعباء الحياة من خلال المشروعات الصغيرة، ومنها الأشغال اليدوية التى تبرز التراث، بالإضافة إلى إقامة سوق خيرية يشارك فيها جميع لجان الاتحاد بأحد الفنادق أو النوادي.

وتشير إلى أن جميع الأنشطة والمساعدات بالاتحاد مجهودات ذاتية، ويستند الاتحاد فى دخله على مصدرين، الأول هو السوق الخيرية، والثانى بيت الطالبات الذى أسسه الاتحاد عام 1964 بيتاً للطالبات الفلسطينيات المغتربات بالقاهرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة