محرر «آخرساعة» فى حواره مع أحد اليمنيين
محرر «آخرساعة» فى حواره مع أحد اليمنيين


يمنيون استقرت بهم الحال فى القاهرة: لا نشعر بالغربة وسط المصريين

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 11:51 ص

ياسين صبرى

على مدى تاريخها، كانت مصر هى الملاذ والسند لأشقائها من مختلف الأقطار العربية، وهو ما لمسته الجاليات المتواجدة على أراضيها التى تعتبر نفسها فى بلدها الثانى لما تجده فيها من دعم ومعاملة طيبة، وتعد الجالية اليمنية واحدة من أبرز الجاليات العربية التى يوجد لها حضور وتواجد قوى داخل مصر، ويرجع ذلك إلى الروابط التاريخية المشتركة التى تجمع ما بين الشعبين، ما حدا بالعديد من اليمنيين إلى اختيار مصر لتكون وجهة أولى للانتقال إليها خاصة مع اشتداد الأزمة اليمنية.

ووفقا لتقديرات السفارة اليمنية، فإن اليمنيين المقيمين فى مصر يتراوح عددهم ما بين 500 و700 ألف شخص، وذلك بالمقارنة مع نحو 70 ألفا فقط قبل اندلاع الحرب الأهلية، ويقيم أغلبهم فى مناطق مثل الدقى والمهندسين والزمالك ومدينة السادس من أكتوبر ومدينة نصر، إما للدراسة أو العلاج، لكن بعد اندلاع الحرب الأخيرة بدأت أعداد اليمنيين تزيد فى المناطق الشعبية مثل أرض اللواء وفيصل وضواحى الجيزة لبحثهم عن سكن منخفض التكلفة، نظراً لطول مدة إقامتهم وعدم توافر المساعدات المالية، ومع الوقت تركوا أثرا واضحاً فى تلك المناطق تمثلت فى إنشاء المطاعم ومحال بيع الحلويات والبهارات التى يشتهر بها اليمن، إضافة إلى الأنشطة التجارية المعتادة مثل محال تجارة الهواتف المحمولة والاستثمار العقاري.

من بين هؤلاء عدنان طاهر، الذى جاء إلى مصر عام 2018، بعد أن منعته ظروف الحرب الدائرة فى اليمن من استكمال بعثته الدراسية فى روسيا، ويضيف موضحاً: نظراً لأوضاع البلاد تم وقف المبالغ الشهرية المخصصة للمبتعثين إلى الخارج، فاضطررت للعودة إلى اليمن، ثم ذهبت إلى السودان، لكننى واجهت ظروفاً صعبة، ولم أتمكن من الاستقرار به، وبعدها ذهبت إلى تركيا لتتكرر نفس القصة قبل أن أقرر فى نهاية الأمر المجيء إلى مصر والاستقرار فيها.

يتابع: فى مصر وجدت فرصة عمل بأحد المطاعم اليمنية، واستمررت بالعمل بها قرابة ثمانية أشهر إلى أن وصلت إلى منصب مدير الورديات، ثم بدأت التفكير فى العمل فى مجال آخر وهو التسويق العقارى، وبالفعل أسست شركة استثمارية فى هذا القطاع، وتوسعتُ فى المشروعات التى أعمل بها تدريجياً إلى أن امتدت إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

نموذج آخر التقته آخرساعة هو الدكتور عبدالرحمن سهيل، الذى درس بجامعة صنعاء، ثم استكمل دراساته العليا بمنحة من جامعة القاهرة عام 1998 ومع الاستقرار هنا قام بافتتاح مطعم فى منطقة الدقى.

ويحكى لنا سهيل تجربة عمله فى مصر قائلاً: عندما جئت إلى القاهرة منذ 23 عاماً لاحظت عدم وجود مطاعم تقدم الوجبات الشعبية المعروفة فى اليمن، خاصة أن معظم اليمنيين معتادون على نوعية معينة من الأطعمة، وهو ما يسمى بـثقافة المعدة، حينها برزت لى فكرة افتتاح مطعم يمنى فى منطقة المنيل، فقمت باستئجار محل، وتوسعت فى الأكلات اليمنية مثل مندى اللحم والدجاج والحنيذ والمعصوب والفحسة التى تطبخ من اللحم البقرى أو لحم الغنم على درجات حرارة مرتفعة وتقدم مع السهاوة (الصلصة الحريفة) أو الحلبة وخبز الملوح، وهذه الأصناف لا تلقى رواجا بين اليمنيين فقط، بل أصبح يحبها المصريون أيضاً.

يواصل: لم أشعر بالغربة خلال فترة تواجدى بالقاهرة، فالمصريون متعاونون للغاية، ولديهم ود كبير تجاه الجاليات العربية، ولهذا يطلق على مصر أم الدنيا، وعندما كنت معيداً فى كلية العلوم قسم الرياضيات بجامعة صنعاء عُرِض عليّ الذهاب إلى مصر أو الأردن أو العراق، لكننى اخترت مصر لاستكمال دراستى فيها، وبعد نيل درجة الماجستير افتتحت المطعم عام 2005.

يلتقط أحمد عبدالرحمن طرف الحديث من والده، ويقول: عشت معظم حياتى فى مصر ولم أذهب الى اليمن إلا مرة واحدة وأنا طفل، لذلك لا أتذكر عنها الكثير، فمعظم علاقاتى وأصدقائى حالياً من المصريين وأعتبر مصر وطنى الثانى الذى نشأت وترعرعت به.

الصراعات المشتعلة باليمن دفعت بآلاف من أبنائه للانتقال إلى بلدان أخرى لحين استقرار الأوضاع، ومنهم مازن علوان الذى جاء إلى مصر منذ نحو عامين، وذلك بعد اشتداد المعارك القبلية فى مدينة الحديدة التى تقع على ساحل البحر الأحمر، وبعد رحلة مليئة بالمخاطر تمكن من الوصول إلى القاهرة هو وعائلته ليستقر مؤقتاً فى منطقة عين شمس.. لدى وصوله إلى مصر واجه مازن مشكلة فى إيجاد فرصة عمل يضمن بها دخلاً ثابتاً يستطيع الإنفاق منه على أسرته بعدما شارفت مدخراته على النفاد، فحاول فى البداية الالتحاق بإحدى الشركات التجارية ليعمل محاسباً، لكنه لم يُوفّق، وبعد جهد نجح فى إيجاد وظيفة بأحد محلات التجزئة فى منطقة مصر الجديدة. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة