شعار منظمة تعتقد أن العالم يدار من قبل الدولة العميقة
شعار منظمة تعتقد أن العالم يدار من قبل الدولة العميقة


عندما تتعارض المصالح ويتصارع أصحابها

مكافى وليو.. عالما فيروسات رحلا فى ظروف غامضة!

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 01:31 م

دينا توفيق

فى زنزانته ينتظر ترحيله مع صدور موافقة المحكمة الإسبانية على تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته فى قضية التهرب الضريبى.. تسعة أشهر أمضاها مؤسس شركة مكافى لبرامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية جون مكافى بين جدران السجن عقب توقيفه فى مطار برشلونة الإسبانى.. وعند تنفيذ أمر الترحيل، عثر عليه ميتًا.. وسريعًا أعلنت السلطات الإسبانية عن خبر وفاته على أنه انتحار شنقًا، وفقًا لتحقيقات أولية دون انتظار تقرير نتائج التشريح الطبى، واستنادًا إلى رسالة تم العثور عليها بجوار جثته.. 

حالة من التخبط والهياج انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة تويتر.. تغريدات متلاحقة ومحاولات لاستيعاب ما حدث.. علامات استفهام والمزيد من الشكوك أثيرت حول خبر وفاته، مع التغريدة التى أطلقها دونالد ترامب جونيور الابن الأكبر للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، عندما تساءل هل قتل جون مكافى نفسه؟ ووضعه كاستطلاع للرأى، وحصدت نعم 8% و92% بأنه Epsteined؛ والتى تشير إلى نظرية المؤامرة التى تعرض لها الملياردير الأمريكى جيفرى إبستين، الذى كان يدير ثروات كبار أثرياء العالم، وقتل من قبل المسئولين الحكوميين ولكنهم أعلنوا أنها عملية انتحار، بعدما عثر عليه منتحرًا فى زنزانة فى إحدى سجون نيويورك، عقب اتهامه بارتكاب جريمة جنسية.. تساؤلات كثيرة طرحها مقتل مكافى مع غلق حسابه الشخصى على تويتر ومحاولات حذف أى أحاديث أو تصريحات له سابقة يتحدث فيها عن الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة وعن اللقاحات والعملات الرقمية وبرامج التشفير. إلى جانب تصريحاته، قبل أيام من وفاته، عندما أدلى مكافى بإفادات أثناء جلسات الاستماع فى المحكمة الإسبانية، نفى فيها كل الاتهامات الموجهة إليه فى الولايات المتحدة والتى وصفها بـالمسيسة، موضحًا أنه فى حالة تسليمه للسلطات الأمريكية فلا شك لديه بأنه سيقضى بقية أيامه وراء القضبان. فيما أصرت زوجته جانيس دايسون، التى تلقت مكالمة هاتفية منه قبل ساعات من الحادث، على أن مكافى لم يكن لديه ميول انتحارية، رافضة ما تم ذكره عن محاولات انتحاره السابقة أو وصف وفاته بمحاولة انتحار وطالبت السلطات بتحقيق شامل وإجراء اختبارين لمعرفة الأسباب الحقيقة. 

وتظل التساؤلات تراود الكثيرين حول وفاة عملاق البرمجيات خاصة مع نشر العديد من تغريدات مكافى ومقاطع فيديو بثها قبل أشهر.. أولها ما غرد به فى الخامس من فبراير 2020 قائلًا: لا تأخذ اللقاح تحت أى ظرف من الظروف. والتغريدة الثانية كانت قبل وفاته بأيام فى الثامن من يونيو، يقول فيها إذا حدث أى شىء لى، الملفات موجودة على قرص مدمج فى مسكنى بالقرب من شارع 88 وشارع كولينز شمال ميامى بيتش. ويزعم بعض من رواد موقع التواصل الاجتماعى أن إحدى شقق مبنى ميامى الذى انهار فى 24 يونيو كان يضم مجموعة ضخمة من البيانات حول فساد الحكومة الأمريكية وأجهزتها وأسرار تصل إلى 31 تيرابايت من الملفات التى جمعها قطب مكافحة الفيروسات الراحل مكافى. ووفقًا لصحيفة ديلى ميل البريطانية، لم يتمكن موقع الصحيفة من التحقق مما إذا كانت التغريدة حقيقية أم مزيفة؛ حيث لا وجود لهذه التغريدة حاليًا على تويتر الخاص به، وربما تم التغريد بها ثم حذفها لاحقًا قبل وفاته، أو شىء غريب يحدث. كان المبنى المنهار، فى 8777 شارع كولينز بولاية فلوريدا، وهو مطابق للموقع الذى وصفه مكافى فى تغريدته. كذلك، لم تتمكن الصحيفة البريطانية من العثور على سجلات لشقة مملوكة تحت اسم مكافى فى مبنى المنهار. كما أثار الفيديو الذى نشره مكافى فى يوليو الماضى الكثير من الأقاويل خاصة فيما يتعلق بالدولة العميقة والتواطؤ والمحسوبية داخل النظام السياسى الأمريكى والتى تشكل حكومة خفية داخل حكومة منتخبة شرعًا؛ وكيف أنها تمارس تأثيرها السلبى على حياة الأمريكيين دون خوف من الانتقام.

وزادت التكهنات حول مؤامرة تبديل الرجل الميت فى الانتشار، وهى نظرية تعرف أيضًا باسم مفتاح الرجل الميت وهو مفتاح إلكترونى يتم تنشيطه عندما يكون العامل البشرى إما ميتًا أو عاجزًا بطريقة ما، بحيث ترى أسماء بديلة له، وفقًا لما ذكره موقع بيتكوين الأمريكى. وكانت إحدى النظريات المنتشرة على المنصات المختلفة هى أن مكافى كان لديه أدلة ضد حكومة الولايات المتحدة وعدد من البيروقراطيين العالميين. وفى 15 أكتوبر 2020، غرد مكافى من سجن فى برشلونة: أنا راضٍ هنا، ولدى أصدقاء والطعام جيد وكل شىء على ما يرام، وأعلم أنه إذا شنقت نفسى، على غرار إبستين، فلن يكون ذنبى. وتشير إشارة إبستين الخاصة بمكافى إلى رجل الأعمال إبستين، الرجل الذى عمل لصالح النخبة من أصحاب المصالح والتى ترسم الآن الطريق إلى تغيير النظام العالمى الجديد. وكانت تصريحات مكافى المبهمة هى الأساس لمعظم التكهنات الجامحة حول وفاته. وبعد ساعة من انتشار خبر انتحار مكافى عبر المواقع الإخبارية، نشر الحساب الرسمى لشركته على مواقع التواصع الاجتماعى إنستجرام صورة لحرف Q، رغم نفى مكافى فى الماضى إن حسابه على إنستجرام لم يكن يديره، وادعى أن الشخص الذى يدير الحساب كان متصيدًا ظل يتطارده لسنوات. ووفقًا للموقع الأمريكى، مازال رمز Q على يجعل الناس يفكرون فى مجموعة Q Anon، المؤيدة لترامب، وهى منظمة تعتقد أن العالم يُدار من قبل دولة عميقة.

وكان مؤسس شركة برامج الفيروسات الراحل والمرشح الرئاسى الليبرالى لعام 2020 مصدر قلق للحكومة الأمريكية وأصحاب المصالح منذ عقود. حقق مكافى ثروة تقدر بأكثر من 100 مليون دولار من برامج مكافحة الفيروسات لأجهزة الكمبيوتر فى أوائل التسعينيات، ثم تابع حياة غريبة وخوض الكثير من المغامرات والقتال مع السلطات القانونية فى الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى وأوروبا. ومع اشتعال حرب العملات الرقمية التى بدأت بعد الرواج الواسع لها فى أسواق المال ومنصات المضاربات لعملات البيتكوين وغيرها، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تم توقيف مكافى فى أكتوبر العام الماضى فى مطار برشلونة عندما كان فى طريقه إلى اسطنبول، بعد إصدار الولايات المتحدة مذكرة توقيف دولية بحقه. واتهمته الولايات المتحدة بالتهرب من دفع الضرائب على ملايين الدولارات التى كسبها من الترويج للعملات المشفرة واستشارات وإلقاء محاضرات وأنشطة تجارية أخرى. وكان من بين الاتهامات شكوى لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، المرفوعة فى 5 أكتوبر 2020، اتهمت مكافى بأنه استفاد من شهرته على تويتر لكسب أكثر من 23 مليون دولار عن طريق دفع ما لا يقل عن سبعة عروض أولية للعملات، أو ICOs، شكل آخر من أشكال العملة المشفرة التى تستخدمها الشركات من أجل زيادة رأس المال، والتى تم دفع مقابلها، وفقًا لمجلة نيوزويك الأمريكية. وتعد ICO فى الأساس حملة لجمع التبرعات يستخدمها مطورو العملات المشفرة للحصول على رموز جديدة على أرض الواقع، هو شكل من أشكال الطرح العام الأولى (IPO) المستخدم فى سوق الأوراق المالية. وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات إن مكافى حصل على أجر بعملة البيتكوين والإيثر، ثانى أكبر عملة مشفرة، مقابل دوره فى دفع عمليات الطرح الأولى للعملات، كما تلقى أيضًا ما قيمته 11.5 مليون دولار من الرموز المميزة التى تم الترويج لها. لم يخفِ مكافى أى أسرار عن عدم رغبته فى دفع الضرائب؛ فى تغريدة بتاريخ 16 أكتوبر 2020، قال قطب مكافحة الفيروسات إنه متهم بالكذب على إقراراته الضريبية لكنه أضاف: لم أقدم أى إقرارات منذ سنوات عديدة ولم أخف عن ذلك. إذا لم أقل شيئًا، كيف لى أن أكذب؟.. جريمتى الحقيقية هى التحدث علنًا عن الجنون المتفشى داخل حكومتنا.

ربما تكون وفاة مكافى حادث انتحار وما تم الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعى غير حقيقى، تكهنات واسعة ونظريات مؤامرة كثيرة، ولكن لايزال الغموض يسيطر على الواقعة، يمكن أن تمحيه الأيام، ولكن فى ظل إصرار النخبة من أصحاب المصالح أو الأوليجاركية على تحقيق أجندتهم وخططهم نحو تغير النظام العالمى، ربما بات مكافى ومن قبله إبستين عقبة فى طريقهم، عند اختلاف المصالح تتكشف الأمور ويسقط من ينحرف عنهم، مثلما حدث مع عالم الفيروسات الصينى بينج ليو بجامعة بيتسبرج فى ولاية بنسيلفانيا، الذى لقى مصرعه العام الماضى رميًا بالرصاص فى واشنطن، عقب إعلانه قرب التوصل إلى عقار يقضى على فيروس كوفيد−19 ونتائج مهمة حول المرض، مما أثار التكهنات بأنه كان ضحية عملية اغتيال، خاصة مع اختفاء جهاز الكمبيوتر الخاص به، لكن الشرطة الأمريكية أصرت حينها على أنه كان ضحية جريمة قتل على يد مهندس برامجيات يُدعى هاو جو والذى انتحر فى سيارته بعد عودته إليها. وكان أطباء جامعة بتسبيرج قدموا طلب موافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لبدء التجارب قبل أيام من مصرع ليو. ورغم مرور أكثر من عام على الحادث ما زالت علامات استفهام كثيرة مطروحة حول منفذها والدوافع الحقيقة وراء استهدافه ولصالح من؛ وربما ستظل حوادث القتل أو الانتحار لشخصيات وعلماء ارتبط عملها بخطة تغيير النظام العالمى الجديد وجائحة كوفيد−19 من أعقد الجرائم السياسية الغامضة التى لن تحسم سريعًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة