أوبرا عايدة أشهر عمل أوبرالى
أوبرا عايدة أشهر عمل أوبرالى


أشهرها أوبرا عايدة والمارش المصرى

مصر فى عيون مبدعى العالم

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 02:12 م

 

رشيد غمرى

بمناسبة الاستعداد لافتتاح قناة السويس، كلف الخديو إسماعيل الموسيقار الإيطالى جوزيبى فيردي بتأليف أوبرا عايدة، للعرض ضمن الاحتفالات. عايدة المستوحاة من التاريخ الفرعوني، سبقها بعدة أعوام، الموسيقار النمساوى الشهير يوهان شتراوس الابن بتأليف مقطوعة المارش المصري. لكن ظاهرة تناول مصر من خلال أعمال فنانين عالميين، لم تقتصر عليهما، فهناك عشرات من روائع الأدب والموسيقى والفن التشكيلى والسينما وغيرها، عالجت موضوعات مصرية، والكثير منها مجهول لدينا.. فما الذى جذب مبدعيها لتناول بلادنا، وكيف قدموه؟

لم تُعرض أوبرا عايدة ضمن احتفالات افتتاح القناة كما كان مقررا. أما السبب فهو تأخر وصول الملابس والديكور من باريس. وبدلا منها حلت أوبرا ريجوليتو. ولكن بعد قرابة عامين، وفى عام 1871 عُرضت عايدة على مسرح دار الأوبرا الخديوية، واستمر العرض أكثر من سبع ساعات. وفى العام التالي، عُرضت على مسرح لاسكالا فى إيطاليا، وتوالت عروضها فى أوروبا، لتصبح واحدة من أهم الأعمال الأوبرالية العالمية. وقد بلغ فيردي بسببها مكانة مميزة، حتى أن الجمهور استدعاه فى ختام أحد عروضها اثنين وثلاثين مرة لتحيته. كما حصل بسببها على عدد من التكريمات منها صولجان من العاج أهدته له بلدية ميلانو، وكذلك وسام من الألماس على شكل نجمة كُتب داخلها عايدة بحجر الياقوت.

قبل ذلك، وتحديدا عام 1864، ألف الموسيقار النمساوى الشهير يوهان شتراوس مقطوعة المارش المصري، وقد عُزفت أيضا فى عام افتتاح القناة، ضمن حالة من الاهتمام العالمى بمصر. وتعبر المقطوعة عن ملحمة بناء الهرم الأكبر، والهمة، والسعادة التى كان العمال المصريون يعملون بها. وقد استعان به أحد المسرحيين النمساويين فى مسرحية كوميدية بعنوان فى مصر، وأضاف إليه أصواتا بشرية. وأعجبت الفكرة شتراوس، فجعل الموسيقيين يعزفون بأصواتهم فى بعض المقاطع. وهو التقليد الذى سار عليه بعض قائدى الأوركسترا بعد ذلك.

هناك أيضا أوبرا إخناتون لـفيليب جلاس. وهو موسيقى أمريكى مهم، رُشحت موسيقاه التصويرية للأوسكار ثلاث مرات، وله العديد من المؤلفات الأوبرالية والسيمفونية. وتتناول أوبراه حياة الفرعون إخناتون كأول من نادى بالتوحيد من خلال تأملات خاصة، عظّم خلالها الشمس. وتدور أحداثها بين مصر وسوريا. كذلك ألف الإسبانى ثنستى ليو أوبريت خياليا عام 1832. ويحكى عن فتاة الليل ماريا التى أقنعها رجل الدين بالتوبة، والاعتكاف فى دير وادى النطرون. كذلك ألف موتسارت أوبرا عن تحتمس الثالث وانتصارات الجيش المصري. كما يوجد قصيد سيمفونى من تأليف الموسيقار الإنجليزى ألبرت كلتبي يعبر عن غموض الأرض المصرية، وعظمة مابناه الفراعنة. وتوجد أيضا مقطوعة للموسيقار كلودى جودفيل ترجع إلى القرن السادس عشر، وتتناول الرؤية التوراتية لخروج اليهود من مصر بعد اضطهاد الفرعون لهم. أما الكونشيرتو الخامس للموسيقار الفرنسى كاميلى سان فتناول قصة أحمس، وطرده للهكسوس. وهناك أيضا مقطوعة طقوس الربيع للموسيقار إيمور سترافينسكي التى ألفها عام 1909 لتعزف أمام الخديو عباس حلمى الثاني، وتتناول أجواء مصرية. وقد رصد المصرى نور الدين التميمى المقيم فى بلغاريا حوالى ستين عملا موسيقيا عن الحضارة الفرعونية فى الموسيقى العالمية، وضمنها كتاب، يبين مدى ولع الغرب بالحضارة المصرية، وشخصيات مثل تحتمس الأول، ورمسيس الثاني، وحتشبسوت وكليوباترا، التى حظيت بعدد كبير من الأعمال الفنية السينمائية والمسرحية والموسيقية.

وفى الفن التشكيلى هناك عدد كبير من فنانى العالم رسموا صورا عن مصر، بعضها من الخيال، أو مستوحى من أحداث الكتاب المقدس، وبعضها من خلال مشاهداتهم الواقعية خلال زياراتهم لمصر. أحد هؤلاء هو الإنجليزى فريدريك جودال الذى رسم نساء مصريات بالملابس التقليدية مع النيل والأهرامات عام 1893، كذلك الفرنسى جان جيروم ليوم الذى قدم أواخر القرن التاسع عشر عددا من اللوحات التى تصور الحياة المصرية بأسواقها وناسها وشوارعها وآثارها، ومن أشهرها لوحة بائع السجاد. أيضا الفنان النمساوى تشارلز وايلدا بلوحات عديدة أشهرها ساحر الأفاعي التى تصور أحد الحواة فى شوارع القاهرة أواخر القرن التاسع عشر. 

وقد لا يعرف الكثيرون أن أصل تمثال الحرية الشهير فى نيويورك، يرجع إلى مصر، حيث جسد فى البداية فلاحة المصرية. وترجع القصة إلى عام 1855، عندما زار النحات الفرنسى فريدريك أوجست بارتولدي مصر، ووضع مخططا لتمثال فلاحة مصرية. وفى عام 1869 عاد إلى مصر، ومعه نموذج مصغر للتمثال، وعرضه على الخديو إسماعيل، مقترحا أن يوضع عند مدخل القناة، كرمز لحرية الملاحة وللصداقة بين الشعوب. ولكنه وجد التكلفة باهظة، مقارنة بوضع الخزانة المصرية وقتها. وبعد ذلك قررت فرنسا إهداء التمثال إلى أمريكا، بعد إجراء بعض التعديلات عليه.

الأدب العالمى أيضا استلهم مصر، وتناولها فى العديد من أعمال كبار المبدعين. أشهر كتاب الرواية البوليسية أجاثا كريستي كتبت عن مصر. بعد زيارتها للأقصر عام 1937، بصحبة زوجها عالم الآثار، أصدرت فى العام التالى روايتها جريمة على النيل التى تدور فى حبكة بوليسية حيث قصة خيانة، وانتقام، تدور وقائعها على باخرة فوق النيل، وظهر خلالها انبهار الكاتبة بالحضارة الفرعونية وأسرارها. كذلك يوجد لها رواية بعنوان ابنة الفراعنة، ورواية أخرى بعنوان مغامرة المقبرة الفرعونية أما رواية لم يبق منهم أحد فكانت الأعلى مبيعا بين كل ما كتبت، حيث وزعت مائة مليون نسخة، وقد حظيت أعمالها عن مصر بكثير من الاهتمام، وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية ومسرحيات، ومسلسلات.  

لمصر مكانة خاصة فى الأدب اليونانى الحديث. ويرجع ذلك إلى أن بعض أهم الشعراء والكتاب اليونانيين، أقاموا بمصر خلال النصف الأول من القرن العشرين. أشهرهم بالطبع هو شاعر اليونان الأكبر قسطنطين كفافيس. وقد استلهم تاريخ الإسكندرية، وحضارتها القديمة فى العديد من أشعاره. هناك أيضا الكاتب نيقوس نيقولائيدس أحد أعلام الأدب اليونانى الحديث، ومن رواد فن القصة القصيرة، وقد عاش فى بولاق، ودُفن فى الفسطاط، وتناولت أعماله أيضا الكثير عن الحياة فى مصر. وهناك أيضا الكاتبة اليونانية الكبيرة كاليوبى ناكوبولي التى عاشت فى الريف المصري، ولها رواية مهمة بعنوان شجرة علي تناولت حياة أسرة ريفية عبر عدة عقود، واهتمت فيها بتفاصيل الحياة والعادات والتقاليد عند الفلاحين المصريين. وهناك أيضا الشاعر اليونانى الذى يلى كفافيس فى أهميته وهو ماجنيس وقد عاش فى مدينة جرجا بالصعيد، وكان مغرما بالبيئة هناك، وكتب أنه يتمنى لو أمضى حياته على تلك الجبال الساحرة، بصحبة ملهمته، ومزماره. أما كوستا ستاجاراداس فيحتل مكانة مهمة بين أدباء اليونان الذين كتبوا عن مصر. وتعتبر روايته نبيهة أشهر أعماله. وقد صدرت فى الثلاثينيات، وتُرجمت فيما بعد إلى العربية تحت عنوان عذراء أسيوط. ويرى كثيرون أنها كانت ملهمة لطه حسين فى روايته دعاء الكروان كما كانت ملهمة للمنسى قنديل فى روايته يوم غائم فى البر الغربي، وتحديدا شخصية نبيهة التى تشبه آمنة عند طه حسين، وعائشة بطلة رواية قنديل.

فى عام 1821 أصدرت الكاتبة الإنجليزية جان ويب لندن رواية بعنوان المومياء، عن مومياء عادت للحياة. هناك أيضا الكاتبة لويزا ماي وروايتها الهرم المفقود عام 1869. وكذلك رواية عالم الآثار لفيليب بوسان. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة