الأحد، 01 أغسطس 2021 - 02:43 م

شوقى حامد

مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســــــجيل واســــــتوجب التــــــــدوين.. وعــــــــلى صفحــــات آخرساعة∪ أروى بعضا مـــن مشاهده.

هو المعلّم.. الفنان.. الإنسان.. الخلوق.. المهذب.. المحظوظ.. المجتهد.. الصبور.. المثابر.. الموهوب.. المخلص الوفى.. صاحب الأرقام القياسية التى لم يحققها غيره.. ولن يصل إليها قرين.. وهو من القلائل الذين نالوا قسطا وافرا من التوفيق فى الملاعب على الصعيدين كلاعب وكمدرب .. وهو من  فرض نفسه على قائمة الأفضل على قارتى أفريقيا وآسيا.. وحفر لنفسه مكانة وموقعا متميزا بين أحسن خمسة مدربين على مستوى العالم.. عرفت المعلم حسن شحاتة قبل أن يشتهر.. فقد كان شقيقه الأكبر إبراهيم زميلى فى السرية الخامسة بمصنع الأبطال وتخرجنا سويا لنخدم بسلاح المدرعات وينال شرف الاستشهاد فى معركة ٦٧ ونفقد أحد أبرز وأخف دم بدفعتنا مبكرا، حيث لم يكن قد مضى على تخرجنا سوى عامين فقط.. وكان الشهيد من الموهوبين الذين تألقوا فى فريق الكلية الحربية.. والمنتخب العسكري.. بدأ حسن شحاتة ممارسة الكرة فى مركز كفر الدوار محافظة البحيرة قبل أن ينضم لفريق مدرسته الابتدائية ثم مدرسة صلاح سالم التجارية ونادى كفر الدوار.. وأوقعه حظه السعيد ليكون تحت أنظار الخبير الرياضى المهندس محمد حسن حلمى مدير المنتخب الوطنى فى مباراة ودية للمنتخب أمام منتخب بحرى فيعرض  عليه الانضمام للمعقل الأبيض ويشارك فريقه فى مبارياته الرسمية ويتألق  ويرسخ أقدامه فى القائمة الأساسية موسم ٦6/٦7 وليواجه هذا الجيل شبح التوقف الإجبارى من الآثار المدمرة لحرب ٦٧ فييمم  وجهته شطر الخليج ويكون بين سفراء الرياضة المصرية الذين استقطبوا تعاطف وانتماء معظم الجماهير هناك مع الزمالك ويحصل شحاتة مع نادى كاظمة الكويتى  على أفضل لاعب فى قارة آسيا عام ٧٠، وليكون الأول الذى حقق هذا اللقب القارى بعيدا عن قارته الأصلية ولموهبته الأصيلة تم تجنيده ليلعب مع المنتخب العسكرى بالبطولة التى أقيمت بتايلاند ومع المنتخب  الوطنى الكويتى فى البطولة الآسيوية.. مع استئناف النشاط الرياضى  المصرى عاد شحاتة إلى الزمالك من جديد ويحقق  بطولة الدورى موسم ٧7/٧8 وكأس مصر ثلاث مرات ويفرض نفسه على قائمة الهدافين برصيد ٧٧ هدفا بالدورى وخمسة بالكأس وستة فى بطولات أفريقيا وحصل على أفضل لاعب بمصر عام ٧٦ ووسام الرياضة من الطبقة الأولى  عام ٨٠ ولعب ٧٠ مباراة دولية مع المنتخب وشارك فى أربع بطولات أفريقية وحصل على أفضل لاعب بأفريقيا عام ٧٤ ثم قرر الاحتجاب عن الملاعب عام ٨٣.. امتهن المعلم شحاتة التدريب بعد الاعتزال وكانت ضربة البداية له مع ناشئى الزمالك تحت ١٩ سنة ثم قام بتدريب نادى  الوصل بالإمارات ثم المريخ البورسعيدى ثم الشرطة العمانى والاتحاد السكندرى وانتقل للعمل بالأندية المكافحة كالمنيا والشرقية واتحاد السويس.. قاد منتخب الشباب  للفوز ببطولة أفريقيا عام ٢٠٠٣ وعمل كمدير فنى  للمقاولون العرب  بالدرجة الأولى الثانية ونجح فى اقتناص كأس مصر به عام ٢٠٠٤ على حساب الأهلى الذى لعب بدون حارس مرمى لإصابة أمير عبد الحميد وتولى شادى محمد الحراسة وليدخل مرماه هدف قاتل بقدم المهاجم محمد فهيم قبيل النهاية بدقيقة ثم حقق مع المقاولون أيضا كأس السوبر بالفوز على الزمالك 4/2.. اختاره الكابتن عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المؤقت ليخلف الإيطالى تارديللى ولو مؤقتا لتدريب المنتخب فى أكتوبر ٢٠٠٤، وكانت تلك هى اللحظة الحضارية الانتقالية فى حياة المعلم حيث تحول العقد المؤقت إلى نهائى  فى يناير ٢٠٠٥، وتحسنت النتائج على يد شحاتة وشوقى غريب وحمادة صدقى وأحمد سليمان وليضرب المعلم كل الأرقام القياسية للمدربين الذين  سبقوه مع المنتخب ويبقى أطول فترة من  ٢٠٠٤ إلى ٢٠١١ وقاد المنتخب المصرى لتحقيق ثلاث بطولات متتالية أعوام ٢٠٠٦، ٢٠٠٨، ٢٠١٠، ويحقق المنتخب أيضا على يد المعلم الرقم القياسى بالفوز بسبعة ألقاب لأمم أفريقيا ويصعد إلى التصنيف التاسع بين منتخبات العالم وهو أفضل مركز منذ أن تشكل منتخب مصر فى الأربعينيات، وحصل المعلم شحاتة على جائزة الكاف كأفضل مدرب بأفريقيا عام ٢٠٠٨ وكأفضل مدرب  عام ٢٠١٠ من الفيفا ومن بين أفضل خمسة مدربين بالعالم.. سافرت مع المعلم فى عدة رحلات بأفريقيا والخليج وأشهد أنه كان ولا يزال  مثالا للتفانى والاجتهاد والإخلاص ويجسد الصورة المشرفة والقدوة والمثل الصالح للمدرب المصرى صاحب الخلفية الرياضية والمشوار التنافسى الطويل.