الأحد، 01 أغسطس 2021 - 04:44 م

سطع وسط أقرانه متألقا جذابا فارقا، وبدا نجم جناح الخالدين بلا منازع، وقد لفت أنظار عشاق المعرفة، والباحثين عن ينابيعها العذبة المتدفقة، والذين يفتشون-فى دأب-عن مصادرها القيمة الثرية، من رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى ودعتنا دورته الاستثنائية مؤخرا، لذا لم يكن غريبا أن يتصدر العناوين الأكثر رواجا فى جناح مجمع اللغة العربية بالمعرض، ويجتذب الزوار من شتى أنحاء عالمنا العربي، فقد بدت الطبعة الجديدة المحدثة المزيدة من «المعجم الوسيط» الصادرة هذا العام انجازا يدنو من مشارف الكمال، وثمرة تبلغ الدرجة المرموقة من النضج، ونتاجا ولد من رحم الجهد المخلص الدؤوب، واستطاعت هذه الطبعة المزيدة المحدثة فى ثوبها القشيب أن تتوج رحلة شاقة مضنية لإخراج هذا المشروع المعرفى العملاق إلى النور، بعد عقود من العمل المثابر المتواصل، وعقب محطات عديدة على طريق النضج، فمنذ أن طرحت فكرة «المعجم الوسيط» فى منتصف القرن الماضي، والجهود تتوالى لتحقيقه كحلم داعب طويلا مخيلة الغيورين على اللسان العربى المبين، واستقر فى وجدان الآلاف من عشاق المعرفة والباحثين عن مصادرها الصافية، وينابيعها الأصيلة، وبين صدور الطبعة الأولى من المعجم منذ عقود، وحتى صدور هذه الطبعة الأنيقة فى مجلدين كبيرين، رحلة كفاح حقيقي، حتى تخرج هذه الموسوعة القيمة فى صورة تليق بجلال اللسان العربي، وحلة تعكس تفوق الكفاءات المصرية فى علوم اللغة واللسان العربي، وها هو ذا «المعجم الوسيط» يسطع فى الدورة الاستثنائية لمعرض الكتاب، مزودا بالصور الملونة، والأشكال التوضيحية، ومتوجا بالإحاطة بجل المصطلحات الحديثة فى شتى ميادين الحياة، ومختلف العلوم والفنون، وإذا كنا عبر هذه المساحة قد انتقدنا كثيرا أداء مجمع الخالدين، فإن الحق يقتضينا أن ننوه بمنجزه الرائع هذا، وأرجو أن يدفع الناقد الكبير د.صلاح فضل رئيس المجمع بجهود انجاز العديد من المشروعات الطموحة التى يضطلع بها هذا الصرح المدافع عن لساننا القومي، وفى مقدمتها: المعجم التاريخي، والمعجم الكبير.